"فيسبوك" عام 2035: تجسيد افتراضي للحياة الواقعية

23 ديسمبر 2021
سيصبح للانسان نسخة رقمية (ديبورا بلوم/Getty)
+ الخط -

تتعدد التصوّرات حول التطبيقات والشبكات الاجتماعية الأكثر استخداماً حالياً، إذ يجد كثيرون أنّها ستختفي قريباً لتحلّ مكانها أخرى، كما حدث سابقاً مع تطبيقات وبرامج عدّة، منذ انتشار الإنترنت ومواقعه للتواصل الاجتماعي. لكنّ آخرين يرفضون هذه الفكرة، خصوصاً إذا ما كان الحديث عن "فيسبوك" الذي اقترب عمره من 17 عاماً.

تتنبأ مجلة "فوربس" بأن الشبكة الاجتماعية "فيسبوك" ستتطور على مدار الخمسة عشر عاماً المقبلة لتصبح شيئاً بالكاد نستطيع إدراكه اليوم. واحدة من أبرز الشركات التكنولوجية لن تنزلق إلى النسيان في وقت قريب، متحصنةً بحوالى 3 مليارات مستخدم وشركة أم (ميتا) ذات احتياطيات نقدية ضخمة. وتقول "فوربس" إنّ التغيير الأكبر سيكون أن "فيسبوك" سيصبح تجسيداً افتراضياً للحياة الواقعية، مراكز تسوق وقاعات حفلات موسيقية و"بشر افتراضيون" يشبهوننا تماماً.

سيكون العالم الافتراضي واقعياً لدرجة يتداخل فيها مع الواقع

بتصور المجلّة، في المستقبل سنعيش جميعاً "حياة ثانية حقيقية". ستسيطر الصورة الرمزية (الأفاتار) على الحياة الافتراضية، بشكل يشبه تلك الصورة الافتراضية للّاعب في ألعاب الفيديو. وسيكون "الأفاتار" نسخة ثانية موجودة في عالم افتراضي، كائناً رقمياً يمكنه التحدث والتفاعل والمناقشة، وحتى المجادلة نيابة عنكم. وسيبلغ الموضوع الحد الذي يمثل فيه وجودكم عبر الإنترنت تمثيلاً لشخصيتكم، وهذه الصورة الرمزية الرقمية سيكون لها مظهر وشخصية ونبرة محددة بناءً على الخوارزميات التي تحلل نشاطكم عبر الإنترنت، والتاريخ الغني لكل منشوراتكم وتعليقاتكم منذ الانضمام إلى "فيسبوك". 
في التصور نفسه، سيعمل الذكاء الاصطناعي على إنشاء صورتكم الرمزية وفقاً لتفضيلات التسوق وزيارات الويب والمعايير الأخرى التي تحددونها، مثل كيف تبدون وأنتم تتحدثون. ستبدو الصورة الرمزية متقنة بحيث لن يلاحظ أحد حتى أنها نسخة رقمية. ستبدو نسخة حقيقية.

في هذا الإصدار المستقبلي من "فيسبوك"، ستتمكن هذه الصورة الرمزية من حضور الاجتماعات نيابة عنكم، والانضمام إلى مناقشة حول القضايا الاجتماعية، وشراء السلع وبيعها، وحتى إجراء مقابلة عمل نيابة عنكم. ستكون كلمة "أنت الثاني" على وسائل التواصل الاجتماعي واقعية للغاية، لدرجة أنكم قد تضطرون إلى فرض حقوق ملكية لنفسكم، تتضمن إخلاء مسؤولية مكتوباً بدقة يشرح كيف أن هذا "الشخص" ليس أنتم حقاً، تبلغنا المجلة في ما نشرته قبل أيام. بالطبع، جزء من هذا المستقبل الرقمي أننا سنرتدي سماعات رأس أو نتفاعل في استوديو الواقع الافتراضي في منازلنا (شيء لا يتطلب نظارات واقية). 
وستكون نسختكم الرقمية قادرة على الحضور في الشبكة الاجتماعية حتى عندما تكونون نائمين، وخلال ساعات استيقاظكم ستكون صورتكم الرمزية قادرة على الانضمام إلى صور رمزية أخرى للذهاب للتسوق أو زيارة مدينة جديدة أو حضور لقاء اجتماعي أو حفلة موسيقية، أو مجرد التسكع مع "الأفاتارات" الأخرى.

يمكن إرسال الصورة الرمزية للتسوق في مركز تجاري افتراضي، وحتى تجربة الملابس الافتراضية من أجلكم، واختيار الملابس التي تناسبكم بشكل أفضل في أثناء قيامكم بشيء آخر. إذا قمتم بشراء العناصر الجديدة، تُشحَن المنتجات الحقيقية إلى عنوانكم الفعلي. تخيلوا نشر صورتكم الرمزية في مجموعة دردشة، تمثل وجهات نظركم استناداً إلى الذكاء الاصطناعي الذي يعرف كيف تفاعلتم مع الآخرين على مدار العقود الماضية. كما يمكن أن تناقش صورتكم الشخصية الموضوعات والقضايا وتدافع عن آرائكم، وبعد ذلك في نهاية اليوم، يمكنكم أن تطلبوا من صورتكم الرمزية "استخلاص المعلومات" من الأنشطة والاكتشافات السابقة. يمكن أن تحضر صورتكم الرمزية "الكلية" على "فيسبوك" وتتعلم مكانكم، وتذهب في رحلات عمل ومؤتمرات. كل ذلك قد يحصل بعد 13 عاماً، في عالم افتراضي يدعمه الذكاء الاصطناعي.

المساهمون