"فيسبوك" تسعى لمنع التحرش في العالم الافتراضي

بذل مؤسس "فيسبوك"، مارك زوكربيرغ، مليارات الدولارات على الواقع الافتراضي، باعتباره المصدر التالي لنمو إمبراطوريته التي أصبح اسمها "ميتا" منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي. لكن استراتيجيته تعثرت عقب التحذيرات من أن العوالم الافتراضية مليئة بالإساءات.

ووفق ما ذكرت صحيفة "ذا غارديان"، فإن زوكربيرغ يسعى لفرض مسافة إلزامية بين الصور الرمزية الرقمية للأشخاص (أفاتار) في العوالم الافتراضية.

يأتي ذلك بعد تحذيرات من أن خطط زوكربيرغ ستؤدي إلى موجة جديدة من المضايقات عبر الإنترنت. ففي ديسمبر/كانون الأول الماضي، اشتكى مستخدم لـ "هورايزون وورلد"، وهو تطبيق افتراضي مملوك لشركة "فيسبوك"، من ملامسته عبر الإنترنت، ودعا إلى فقاعة واقية حول الصورة الرمزية. وقال المستخدم: "التحرش الجنسي ليس مزحة على الإنترنت العادي، لكن الوجود في الواقع الافتراضي يزيد من حدة الأمر".

وأعلنت "فيسبوك"، الجمعة، أنها تقدم حدوداً شخصية على تطبيقين من تطبيقات VR: Horizon Worlds، حيث يمكن الناس مقابلة زملائهم من مستخدمي الواقع الافتراضي وتصميم عالمهم الخاص. وقالت الشركة إن المسافة بين الناس ستكون أربع أقدام في الواقع الافتراضي.

وأضافت أن الحدود الشخصية "تمنع أي شخص من غزو المساحة الشخصية لصورتك الرمزية. إذا حاول شخص ما الدخول إلى حدودك الشخصية، فسيقوم النظام بإيقاف حركته إلى الأمام عند وصوله إلى الحد".

تكنولوجيا

التحديثات الحية

عقابٌ مدوٍّ على فداحات "فيسبوك"

وطرحت "ميتا" الحد البالغ 4 أقدام كإعداد افتراضي، وستنظر في تغييرات أخرى مثل السماح للأشخاص بتعيين حدودهم الخاصة.

ووفقاً لها، فإن هذا "سيساعد في وضع معايير سلوكية، وهذا مهم لوسط جديد نسبياً مثل الواقع الافتراضي".

من ناحيتها، قالت هيئة مراقبة البيانات في المملكة المتحدة أيضاً إنها تسعى للحصول على توضيح من "فيسبوك" بشأن الضوابط على سماعة رأس Oculus Quest 2 VR الشهيرة للشركة، إذ حذر ناشطون من أنها قد تنتهك رمز أمان الأطفال عبر الإنترنت.

وقال مكتب مفوض المعلومات إنه سيتحدث إلى "فيسبوك"، بعد بحث أجراه مركز مكافحة الكراهية الرقمية، بشأن حالات متعددة من إساءة الاستخدام على منصة VRChat التي تتيح للمستخدمين التفاعل مع الآخرين مع الصور الرمزية والعوالم ثلاثية الأبعاد التي أنشأها المستخدمون.

يذكر أن  زوكربيرغ أعاد تسمية شركته من "فيسبوك" إلى "ميتا" العام الماضي، في إشارة إلى أن مستقبل أعماله يكمن في "ميتافيرس"، وهو مفهوم يتحد فيه العالمان المادي والرقمي عبر الواقع الافتراضي والواقع المعزز.