شهدت الساحة الإعلامية على مستوى العالم، خلال السنوات الماضية، تغيّرات جذرية في أسلوب إنتاج المحتوى وعرضه، في ظل تربّع وسائل التواصل الاجتماعي على عرش المنصات الحديثة الأكثر انتشاراً ومتابعة بسبب سهولة وصولها إلى المستخدمين. وانطلاقاً من أهمية منصات التواصل في إيصال المحتوى الرقمي إلى السوريين في الداخل ودول الشتات واللجوء، دشّن "تلفزيون سوريا" قبل عامين منصته الرقمية "سوريا ستريم".
"نتشارك الحكاية والأمل"
تبنّت "سوريا ستريم" شعار "نتشارك الحكاية والأمل"، وتقدّم عبر منصاتها ومنصات "تلفزيون سوريا" محتوى إعلامياً سوريّاً وعربياً وعالمياً مختلفاً بالطرح والمضمون والمعالجة والشكل الفني، ويُراعي جميع الاهتمامات والتوجهات (سياسية – ميدانية - عسكرية – اجتماعية – اقتصادية – ثقافية – فنية – منوعة – ساخرة تهكمية – تحليلية – مقارنات... إلخ).
وحقق هذا المحتوى مشاهدات وتفاعلاً على مستويات كبيرة، منافساً كبرى المنصات العربية المختصة بالسوشيال ميديا.
أرقام وإحصاءات
وتقول الأرقام والإحصاءات إن مواد "سوريا ستريم" كانت عاملاً أساسياً في اجتذاب جمهور جديد، لكون المواد هي الأكثر تفاعلاً وانتشاراً ووصولاً إلى الجمهور السوري والعربي.
عدد مشاهدات مقاطع الفيديو في منصة "سوريا ستريم" على "فيسبوك"، التي وصل عدد متابعيها إلى أكثر من مليون متابع، بلغ 400 مليون مشاهدة منذ تأسيسها، وتخطّت دقائق المشاهدة حاجز 307 ملايين دقيقة.
أما منصة "تويتر" الخاصة بـ"سوريا ستريم"، فقد بلغ عدد متابعيها 31 ألفاً، بمشاهدات تخطت حاجز 2.1 مليون مشاهدة منذ انطلاقها.
وتجاوز عدد متابعي قناة "سوريا ستريم" في "يوتيوب" 136 ألفاً، وبلغت مشاهدات مقاطع الفيديو في القناة منذ تأسيسها أكثر من 77 مليوناً، أما ساعات المشاهدة فبلغت 107 ملايين.
تنشر "سوريا ستريم" موادها على منصة "تلفزيون سوريا" في "إنستغرام" التي يُتابعها نحو 300 ألف شخص، وبلغت مشاهدات الفيديو فيها أكثر من 108 ملايين مشاهدة، مع العلم أن مواد "ستريم" التي تُنشر فيها تُشكل نسبة قدرها 95 في المئة من المحتوى الذي يُنشر في المنصة.
برامج "ستريم" متنوعة
تعرض منصات "سوريا ستريم" برامج متنوعة، وتزامن تاريخ انطلاق المنصات قبل عامين مع عرض حلقات برنامج "ديستوبيا عربي" مع "الأخوين نجار"، وهو برنامج بحثي علمي فكري، يعتمد على تبسيط و"شعبنة" العلوم في شتى المجالات، وقد لقي إعجاباً واستحساناً من الجمهور المتابع بشغف هذا النوع من المحتوى.
ويستمر عرض برنامج "نيوزجي" الذي يقدمه الزميل "عبد النبي حجازي"، ويعرض فيه أبرز وأهم القضايا الغربية والعالمية، التي انشغل عنها المواطن السوري والعربي، بطريقة سلسة ومختصرة ومفيدة.
وتستعرض حلقات برنامج "كوبي بيست" الذي تقدمه الزميلة "يارا عنجريني"، حتى اليوم، قضايا وأحداث جرت في سوريا، تُسقط بطريقة ذكية وجذابة على تجارب وأحداث عربية ودولية مشابهة.
وتنشر "ستريم" حلقات متقطعة من برنامج "سوريا review"، الذي يسلط الضوء على قضايا سورية بارزة، ويقدمه الزميل "قتيبة ياسين".
وفي عام 2021، أنتجت "سوريا ستريم" برنامج "وكنت شاهداً"، الذي يروي فيه الناشط الإعلامي هادي العبد الله قصصاً وأحداثاً جرت خلال الثورة وتحمل أبعاداً إنسانية وعبراً مؤثرة في الضمائر والوجدان.
وحديثاً، أنتجت المنصة برنامجاً بتقنية "Puppet" باسم "خلصت وفشلت" مع الزميل ريكاردو، وهو برنامج كوميدي اجتماعي ساخر، يطرح ويناقش المشكلات المعيشية والاجتماعية والاقتصادية اليومية التي تعترض المواطن السوري، بأسلوب بسيط يعتمد على الكوميديا السوداء ويوظف الدراما في عرض المواضيع عبر "سكيتشات قصيرة"، وكل ذلك باستخدام الدمى.
وانفردت "ستريم" بعرض عشرات القصص والمواضيع الخاصة، التي كانت سبّاقة من خلالها مقارنة بوكالات إعلامية عالمية ووسائل إعلامية سورية وعربية منافسة، وتمكنت بعد عرضها من تغيير واقع العشرات من أبطال هذه القصص عبر فقرة "تلك حكايتي".