"ستيلتو": تماثيل من الشمع

09 سبتمبر 2022
ديمة قندلفت في "ستيلتو" (يوتيوب)
+ الخط -

بعد ما عُرف بـ الدراما العربية المشتركة، ها هي الدراما المُعرّبة عن التركية، تصعد درجاتها بسرعة على سلم المشاهدات الخاص بالمنصّات. تحاول منصة شاهد، التابعة لمجموعة MBC، الاستئثار بالمشهد الفني العربي، وتعمل على سد ساعات البث التدفقي بكل ما ترى فيه جديداً. لكنّ هذا "الجديد"، لا يخرج عن كونه مجرد عمل بسيط يستنزف ميزانيات ضخمة، ويوقع الدراما العربية في فخ النجاح الواهم.

تعرض منصة شاهد مسلسلاً جديداً عنوانه "ستيلتو". نسخة عربية عن مسلسل تركي عُرض في أكتوبر/تشرين الأول 2017، وصُنف من ضمن نوعية مسلسلات الجريمة البوليسية، مع قالب درامي رومانسي. عمل من إخراج علي بيلجين ودينيز يورولمازرو. حصد المسلسل عدة جوائز في بداية عرضه، وحقق أيضاً نسب مشاهدة عالية. أما الإخراج بالنسخة المعربة؛ فهو للتركي أندر أمير، ومن بطولة كاريس بشار وريتا حرب وندى أبو فرحات وديمة قندلفت وقيس الشيخ نجيب وكارلوس عازار.

"ستيلتو" تعني الكعب العالي. وبحسب الممثلين المشاركين في المسلسل، لم يعرف سبب اختيار هذه الكلمة، بعدما كان اسم العمل "جرائم صغيرة" باللغة التركية.

يحكي المسلسل قصة صديقات من أيام المدرسة، فلك (ديما قندلفت)، وجويل (ريتا حرب)، ونايلة (ندى أبو فرحات)، يلتقين في عزاء مدير المدرسة بألمى (كاريس بشار) التي تلعب دوراً محورياً.

الفرق واضح بين سيناريو النسخة التركية وتلك العربية؛ إذ تعتمد النسخة التركية على حوار متقن لجهة التناغم مع المشهد والحدث، وفيه من البعد الإنساني ما أنقذ النسخة، وحملها لمجموعة من الجوائز، ومتابعة الجمهور لها بشكل كبير، بخلاف النسخة العربية الغارقة بالديكوارات والإضاءة والأزياء.

تبدو النسخة العربية من "جرائم صغيرة" كأنّها مجرد ممثلات يظهرن كتماثيل الشمع؛ ماكياج بألوان صارخة، وأزياء ملونة، ومواقف غير مشبعة في الأداء التمثيلي. هذا ما يشكل خسارة إضافية للدراما العربية، والسورية تحديداً. تحاول كاريس بشار الانصهار في مثل هذا النوع من الدراما، إلا أنها تخسر هي أيضاً بسبب ضعف النص والتمارين على ردود الفعل التي تعتمدها في أدائها.

كان بإمكان الإنتاج أن يحسن من صورة المسلسل، خصوصاً بعد مشاهدة المسلسل التركي واكتشاف ضعف النص العربي، من دون تقليد النسخة التركية بصورة مبتذلة. كما كان ممكناً الرهان على أداء الممثلات اللواتي يستعرضن الرفاهية التي يعشنها في "كومباوند"، كما تروي القصة، من دون إقناع المشاهد بأن ما يراه بإمكانه أن يكون حقيقة، أو يتحول إلى حقيقة، ومساندة ذلك بالشر الذي يسكن داخل الصديقات الأربع، من دون من باب الغيرة، وسعي الواحدة إلى السيطرة على صديقاتها بشتى الوسائل والطرق.

لا يمكن تصنيف لـ"ستيلتو" ضمن دائرة الدراما المشتركة المريحة، بل هو مجرد أفكار أراد المنتج تطبيقها بصورة ملونة، معتقداً أنها قد يهتم بها المشاهد العربي. لكنه، أي المنتج، يدرك جيداً أنه لا يمكن الخروج بنجاح كامل في مثل هذه الصفقات التجارية، التي تحول الممثل السوري وزملاءه إلى تماثيل من شمع.

المساهمون