"راحوا"... الاستسهال الدرامي الذي يسقط الفكرة

17 ابريل 2021
مسلسل "راحوا" بطولة كارين رزق الله وبديع أبو شقرا (تويتر)
+ الخط -

بدأ، قبل أسبوع، عرض مسلسل "راحوا"، قصة كلوديا مرشيليان وإخراج نديم مهنا، بطولة كارين رزق الله وبديع أبو شقرا ورندة كعدي. كان بإمكان فكرة المسلسل أن تساهم في تقديم مقاربة جديدة في عالم الدراما اللبنانيّة. لكنّ المسلسل من اللحظة الأولى اصطدم بحاجز التنفيذ.

وهذه ليست المرّة الأولى التي يفشل فيها المخرج نديم مهنا. قبل عام على شاشة MTV اللبنانيّة، أخرج مهنا مسلسل "بردانة أنا"، من قصّة مرشيليان. ادّعى "بردانة أنا" أنّه يعالج قضيّة التعنيف ضد المرأة، ورغم أنَّ كلفة العمل كانت عالية جداً، لكنّ المخرج لم ينجح في إيصال فكرته، بل بدا واضحاً أنّه يتدرّب على الإخراج و"يجرّب حظه" من خلال المسلسلات الرمضانيّة التي تعرض وقت الذروة في لبنان.

مسلسل "راحو" يظهر فكرة لم تُطرَح بعد على الشاشات اللبنانيّة. شاب فقير يعاني من وضع مادي صعب، ومرتبطٌ مع فتاة قاصر. سوء وضعه الاقتصادي يدفعه للقبول بعرضٍ إجرامي، إذْ يهجم على أحد الملاهي الليلية في لبنان ويفتح النار من سلاحه على الساهرين ليلة رأس السنة. الحبكة تقودنا إلى حادثة ملهى "رينا" في إسطنبول عام 2017، عندما فتح مسلّح النار على شباب في ملهى ليلي، وقتل 17 شخصاً من جنسيّات مختلفة.

"راحو" يحاول أن يسقط الصورة المروّعة للجريمة على حيوات المشاركين في المسلسل، من خلال رصد ردّات الفعل وتداعيات الحدث، خصوصًا أنّ الأصدقاء الذين يتعرّضون للهجوم يحتفلون بعيد ميلاد صديقتهم "لونا" (كارين رزق الله) الذي يصادف أن يكون في اليوم نفسه.

الضعف الدرامي واضح. من الدقائق الأولى لتنفيذ الجريمة التي يجب أن تكون إرهابيّة مخطط لها من قبل أجهزة منظمة، نرى أن التحضير للجريمة غائب تماماً. تقوم صديقة القاتل "توفيق" بإيصاله عبر دراجة نارية إلى الملهى وتغادر خائفة. الجاني كان يأمل بانتهاء مهمته ومغادرة المكان مع حبيبته إلى المطار من أجل السفر إلى أستراليا، حسب مخطط العملية! كل هذه الخطط تفشل حينما يقوم رجال الأمن المسؤولون في المقهى بقتل الجاني بالرصاص الحيّ.

المحاولة بائسة وضعيفة من قبل الكاتبة والمخرج وذلك من أجل الإظهار أن "عماد" (بديع أبو شقرا)، هو الرأس المدبر للجريمة، ودخوله اللعبة عن طريق استغلال مأساة الضحايا، بعد إصابة شقيقه ونقله إلى المستشفى.

كان يمكن للكاتبة كلوديا مرشيليان استغلال العنوان الكبير للمأساة بطريقة تنقل فيها الواقع، من دون الاعتماد على عامل الصدفة، أو الروايات التي تظهر لاحقاً لتبرير بعض المواقف الخاصة بحياة العائلات المستهدفة جراء ما حصل. لكن كالعادة، الضعف هو في العنوان الذي يبدد أي محاولة لتقدم الدراما اللبنانية، والاستناد إلى محور جيد أو حتى قضية إرهابية، واستثمار التقنيات والخلفية الملائمة التي توصل الفكرة المقنعة للمشاهد العادي.

هكذا هي محاولات الدراما اللبنانية، فكرة لا تلبث أن تسقط في فخ المحسوبيات، وقلة الخبرة والشراكة في الإنتاج من دون الرجوع إلى المعايير المفترض أن تُراعى في مثل هذه الحالة. على العكس، المهم باعتقاد الكاتبة والمخرج، هو السباق على "أجندة" محدودة الأهداف، وكسب العرض التلفزيوني خلال موسم الدراما الرمضانية هذه المرة.

المساهمون