يُسجَّل لشركة "روف توب" اللبنانية خوض مغامرة في إنتاج مسلسل لبناني، على الرغم من المعاناة الاقتصادية التي تجتاح لبنان. "دور العمر" هو أول إنتاجات الشركة التي يديرها طارق كرم. المسلسل كتبه ناصر فقيه، وتولى تنفيذه المخرج سعيد الماروق.
من اللحظات الأولى لبداية السلسلة القصيرة (10 حلقات) يحاول المخرج والكاتب معاً اللعب على العوامل النفسية للشخوص و"الكاركترات". "شمس" (سيرين عبد النور) هي ابنة ثري لبناني يدخل مجال الإنتاج الدرامي لكسب المال، تُعجب "شمس" بـ"فارس" (عادل كرم) يجسد في المسلسل دور ممثل شهير وناجح يدعى "أمير"، لتجد "شمس" نفسها تنساق إلى شخصية "أمير" البطل الذي لا يقهر، وتتحول من معجبة إلى مهووسة.
"شمس"، بحسب شريط الأحداث، كانت تُعالج قبل سنوات في مصحّ نفسي في سويسرا، وتعود إلى لبنان بعد شعورها بالتحسن، كما تعترف أمام طبيبتها النفسية بأنها توقفت عن تناول الأدوية وأنها أصبحت أفضل حالاً، بعد أن تخبرها بأنها تعيش قصة حب مع "أمير".
تخلع سيرين عبد النور ثوب الممثلة الجميلة، وتدخل في تفاصيل النص المُحكم هذه المرة، محاولة الكاتب ناصر فقيه، تخرج عن المتعارف عليه في سيناريوهات ونصوص الدراما اللبنانية كمحاولة جديدة للكشف عن قصص متشابكة تخيم عليها العوامل النفسية الخاصة بأبطالها. "فارس" لم تكن حياته أيضًا وردية، عانى في طفولته من وفاة والده برصاصة طائشة، ثم زواج والدته ثانية من رجل معنّف يندفع لقتله وهو مراهق، لتتحمّل والدته العقاب وتقضي سنوات في السجن ويدخل وشقيقته إلى الميتم، قبل أن يعود للحياة، ويصبح واحداً من أشهر الممثلين.
تظهر سيرين عبد النور هذه المرة في عالم آخر، وتحاول أن تثبت من خلال "دور العمر" أنها ممثلة تقدم الأفضل في حال توفرت لها عناصر النجاح من قصة وسيناريو وحوار وإخراج، على الرغم من "الكاركتر" المُستجد على عالمها، والذي لا يخلو من قصة حب أو إعجاب. لكنها تقدم أقصى ما عندها لتثبت أنها قادرة على اللعب والإقناع، كالشعر الأسود المستعار، والوجه الذي يعاني من صراعات نفسية واضحة نجده يخرج من صورة الممثلة الجميلة، أو تلك التي دخلت البازار لمجرد المنافسة في مواسم الدراما الرمضانية سابقًا.
يستقوي المخرج سعيد الماروق بخبرته الطويلة في عالم التصوير والإخراج السينمائي والفني. ويدخل نادي مخرجي الدراما بكثير من الاندفاع. قدم الماروق تقنيات عالية بداية من صورة الوجوه والتعابير الخاصة بالممثلين مستغنيًا في الشكل عن استغلال تقنية "الفوتوشوب". في "دور العمر" خرج الماروق بمشاهد طبيعية تزيد من مصداقية المشهد المصبوغ بالخيانة والابتزاز والمرض النفسي والاستغلال.