"جوقة عزيزة" وجوقة خلافات ما بعد العرض

15 مايو 2022
واجه المسلسل خلافات عدة في الكواليس (أندرياس رنتز/Getty)
+ الخط -

يميل السيناريست السوري خلدون قتلان إلى الأعمال التراثية التي تتناول الواقع الفني في مرحلةٍ زمنية معينة، وتحديداً قصص الفنانات والحركة الفنية. وأول أعماله كان مسلسل "زهرة النرجس" الذي أخرجه رامي حنا عام 2008، ولعبت بطولته كاريس بشار التي جسدت شخصية المطربة نرجس العنابي. تهرب الأخيرة من قريتها، لتجد في المدينة حلمها في الغناء والشهرة. حقق العمل أصداءً جيدة وقت عرضه.
بعدها، كتب قتلان مسلسل "قناديل العشاق" الذي أخرجه سيف الدين سبيعي عام 2017، ولعبت بطولته سيرين عبد النور بدور المغنية والراقصة اليهودية "إيف" التي تأتي من جبل لبنان لتقديم العروض الغنائية مع فرقتها في فترة الاحتلال العثماني، وتناول قصة حب بينها وبين محمود نصر. لكن العمل تعثّر مراتٍ عدة، خاصة مع منع عبد النور من الحصول على إذن بالعمل من نقابة الفنانين في سورية، ودخلت في مفاوضاتٍ عدة مع نقيب الفنانين الراحل زهير رمضان. لم يحقق العمل الأصداء، أو حتى العائد المادي المتوقع، وتكبّدت الشركة المنتجة، "سما الفن"، الخسائر، وتوقفت بعدها عن الإنتاجات الضخمة.
بعد ذلك، توقف قتلان عن دخول المنافسة الرمضانية، بعد اتهامه شركة "كلاكيت"، لصاحبها إياد نجار، بعدم تسديد كامل مستحقاته عن مسلسل "حرملك" المتنازع عليه، بعد إبرام عقد بيع نص مكوّن من تسعين حلقة، يحمل اسم "آغا الحرملك". أنجز من العمل الأخير 75 حلقة، وتوقف بعدها، لأن الشركة لم تدفع المستحقات المالية. هكذا، توجه قتلان للقضاء من أجل استعادة النص، علماً أنهم أنتجوا مسلسلاً عنوانه "حرملك" عام 2019 (تأليف سليمان عبد العزيز/ إخراج تامر إسحاق)، استمر لجزأين، وتوقف بعد أن كان من المفترض إنتاج الجزء الثالث منه الموسم الماضي.

كتب قتلان مسلسل "جوقة عزيزة" قبل أعوام، وعرضه على شركة "غولدن لاين" التي وافقت على إنتاجه رغم تقاطع فكرته مع أعماله السابقة حول المغنية الشهيرة التي تواجه مجتمعها، وحول الحركة الفنية وغيرها من التفاصيل المتكررة. ورُشحت أسماء العديد من النجمات للعب دور البطولة، ومنهم اللبنانية ميريام فارس، ولكن وقع الاختيار عام 2020 على كاريس بشار التي قرأت النص وأبدت موافقة مبدئية، إلا أنّ الشركة قررت تأجيل العمل للموسم الذي يليه، واعتذرت بشار عن المشروع بعدها، لتؤجل الشركة إنتاج المسلسل للموسم الحالي، بعد الاتفاق مع نسرين طافش لتلعب الدور، وتغيّر اسم العمل ليصبح "جوقة شريفة"، ثم أُعيد إلى اسمه الأصلي بمشاركة مجموعة من النجوم، مثل سلوم حداد، وأيمن رضا، وهبة نور، ونورا رحال. كما شارك الفنانون اللبنانيون وسام حنا، وغنوة محمود، وسالي بسمة. وفُسّرت بعض منشورات مؤلف العمل على أنها هجوم عليهم، بعد أن كتب أن أولاد وبنات سورية خط أحمر، بالإضافة إلى اعتراضه على وصف بعض الممثلين بالنجوم.

العمل الذي انطلق تصويره نهاية العام الماضي، واجه خلافات عدة في كواليسه. ووفقاً لمعلومات حصرية لـ "العربي الجديد"، فإن نسرين طافش تدخّلت في بعض تفاصيل النص، ورفضت أن تلتقي هبة نور في أي مشهد، رغم تصريحات الأخيرة للصحافة بأن لا خلاف بينهما، إضافة إلى فرضها على ملحن أغاني العمل، إياد الريماوي، عدداً من الأغنيات لبقية الفنانات. كذلك فإنها تركت تصوير العمل لشهرٍ متواصل، بسبب عرض مسرحيتها "كازانوفا" في السعودية، ما أربك فريق العمل، واضطرهم إلى تصوير مشاهد مختلفة حتى تعود.

رغم الترويج المكثّف من الصور والمقاطع وغيرها قبل العرض، واجه العمل منذ بداية العرض العديد من الانتقادات حول النص والإخراج، وحتى أداء الممثلين، إلا أن صنّاعه دافعوا عن منجزهم، وعلى رأسهم كاتب العمل الذي حين كان يُسأل من الجمهور في التعليقات عن تردي أداء الفنانة نسرين طافش، كان يجيب بأن الحكم على العمل غير مرتبط بأداء الممثلة، خاصةً أن الأخيرة اعترضت على وجوده في موقع التصوير، بسبب مشاحنات تتعلق بالنص.

سينما ودراما
التحديثات الحية

كذلك لم تتوقف الانتقادات عند عزيزة وحسب، بل طاولت الفنان سلوم حداد بسبب قبوله بهذا الدور، بعد أن حقق نجاحاً كبيراً العام الماضي في مسلسل "على صفيح ساخن"، والمغنية نورا رحال لقلة مشاهدها وضعف خطها الدرامي. وقد يعود الأمر لحذف أكثر من أغنية لشخصيتها. وهناك حديث الآن عن إنتاج جزء جديد من العمل، ولكن لم تؤكد الشركة بعد حقيقة الأمر.

المساهمون