"تيك توك" ومعضلة التضليل في أوكرانيا

​كشفت دراسة أجرتها مؤسسة "نيوز غارد" لمكافحة التضليل أن المستخدم الجديد في تطبيق المقاطع القصيرة "تيك توك" يمكن أن يرى أكاذيب حول الحرب الروسية على أوكرانيا في غضون دقائق فقط من الاشتراك في التطبيق.

صحيح أن "تيك توك" مكان جيد للعثور على المقاطع الميدانية، خصوصاً بالنسبة للمستخدمين الشباب الذين لجأوا إليه مع بداية الاجتياح الروسي لأوكرانيا، إلا أنّ الخبراء يحذرون من المعلومات المضللة المنتشرة على المنصة. وفي بداية الحرب، انتشر مقطع فيديو لانفجار مرفأ بيروت في آب 2020، على أنه من قصف روسي لأوكرانيا. كما انتشر مقطع فيديو لشاحنات تحمل حاويات أسطوانية كبيرة تعبر طريقاً ثلجياً، مع عنوان مخادع يقول "قنبلة نووية روسية". هذا فيما تخدع حسابات في "تيك توك" المستخدمين من خلال تقديم لقطات متكررة على أنها بث حي من ميدان الصراع. إذ لا تظهر مقاطع فيديو "تيك توك" مكان النشر، مما يعني أن المشاهدين غير قادرين على تمييز ما إذا كانت هذه اللقطات منشورة من موسكو على سبيل المثال.

وأجرت "نيوز غارد" التي تراقب مصداقية المنابر الإخبارية عبر الإنترنت، اختبارات لتقييم كيفية تعامل "تيك توك" مع المعلومات المتعلقة بالاجتياح الروسي لأوكرانيا. ووجدت أن صاحب الحساب الجديد الذي لم يفعل شيئاً بعد سوى تصفح بوابة الترند في التطبيق المسماة For You، سوف يجد نفسه أمام محتوى خاطئ أو مضلل حول الحرب في غضون 40 دقيقة فقط.

وكتب فريق البحث: "بعد التجربة التي استغرقت 45 دقيقة، كان شريط المقاطع أمام المحللين مملوءاً بمحتوى دقيق وكاذب متعلق بالحرب في أوكرانيا، من دون تمييز بين المعلومات المضللة والمصادر الموثوقة". وتابع أنه "في الوقت الذي تنتشر فيه الروايات الكاذبة حول الصراع بين روسيا وأوكرانيا عبر الإنترنت، لم تتضمن أي من مقاطع الفيديو، التي تم تزويد محللينا بها من خلال خوارزمية "تيك توك"، أي معلومات حول مصداقية المصدر أو التحذيرات أو عمليات التحقق من الحقائق أو المعلومات الإضافية التي يمكن أن تساعد مستخدمين بمعلومات موثوقة".

ومن بين الادعاءات الكاذبة التي تم عرضها للباحثين، الأسطورة القائلة بأن الولايات المتحدة لديها مختبرات للأسلحة البيولوجية في أوكرانيا، ومزاعم بأن اللقطات المزيفة حقيقية وأن اللقطات الحقيقية مزيفة. وقال الباحثون: "بعض الخرافات في مقاطع الفيديو التي عرضتها خوارزمية "تيك توك" أمام المحللين تم تصنيفها سابقاً على أنها دعاية للكرملين".

سوشيال ميديا

التحديثات الحية

كيف تتلاعب حسابات الكرملين بـ"تويتر"؟

وقالت "نيوز غارد" إن وظيفة البحث في "تيك توك" قدمت مقاطع فيديو تحتوي على ادعاءات كاذبة أو مضللة في أفضل 20 نتيجة لعمليات البحث حول "أوكرانيا" و"روسيا" و"الحرب" و"كييف" و"دونباس".

في المقابل، نقلت صحيفة "ذا غارديان" عن متحدث باسم "تيك توك" تحذيره من أن التجربة لا يمكنها تقديم سوى استنتاجات محدودة حول طريقة عمل التطبيق في العالم الحقيقي، لأنها تفشل في محاكاة سلوك المستخدمين في الأيام العادية.

وأضاف: "نعمل على إزالة المعلومات الخاطئة الضارة، والمساعدة في ضمان تجربة آمنة على تيك توك... نحن أيضاً نشارك مع منظمات مستقلة لتقصي الحقائق لدعم جهودنا لمساعدة "تيك توك" على أن تظل مكاناً آمناً وأصيلاً".
وشهد التطبيق الصيني زيادة كبيرة في المحتوى المتعلق بالحرب، إذ تلقت مقاطع الفيديو التي تحمل وسم #Ukraine أكثر من 30 مليار مشاهدة بنهاية الأسبوع الماضي. ووجد تقرير من صحيفة "نيويورك تايمز" أن المحتوى حول أوكرانيا على "تيك توك"، نسبياً، يفوق المحتوى الموجود على المنصات الأخرى بأكثر من ضعف حجمه.

تعتمد خوارزمية "تيك توك" التي تنظم ما يراه المستخدمون، بقوة على الموضوع وعلى اهتمامات الأشخاص أو ضغطاتهم.