"بستان الشرق"... العالم العربي نزيلاً في فندق متداع

الدوحة

أسامة سعد الدين

أسامة سعد الدين
أسامة سعد الدين
صحافي سوري، مراسل "العربي الجديد" في قطر.
15 أكتوبر 2021
سيت كوم بستان الشرق
+ الخط -

بعد أيام، سيبدأ تصوير مسلسل "بستان الشرق" في الدوحة. يُعد المسلسل أول "سيت كوم" عربي يمتد على مدة زمنية طويلة؛ إذ يضم موسمه الأول 250 حلقة. العمل من إنتاج "ميتافورا"، إحدى شركات مجموعة "فضاءات ميديا"، ومن تأليف ممدوح حمادة، وإخراج محمد خير العمري. كما يضم كوكبة من الفنانين العرب. سيعرض المسلسل على فضائية "العربي 2"، التي تجري الاستعدادات اللازمة لانطلاقتها من قطر.

"العربي الجديد" دخلت كواليس الورش الكتابية والفنية والتمثيلية التي يجريها طاقم "بستان الشرق"، في أحد فنادق الدوحة، وسلطت الضوء على هذا العمل من ألفه إلى يائه.

في هذا السياق، يقول مدير مشروع العمل أنس أزرق، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "بستان الشرق" من نوع "سيت كوم"، أي مسلسل درامي كوميدي يُصوّر في موقع داخلي واحد، لافتاً إلى أن هذا النوع من الدراما قليل جداً في العالم العربي، فثمة بعض التجارب في سورية ومصر والكويت وتونس، ولكن لم يكتب لها الاستمرار طويلاً.

يشير أزرق إلى أن الحلقات سُتبث بمعدل خمسة أيام في الأسبوع، وسيعاد بثها يومي الجمعة والسبت. أما خلال الموسم الرمضاني، فستُعرض 30 حلقة. سيغيب المسلسل خلال الصيف، ليعود بمواسم ثانية وثالثة ورابعة. ويؤكد أن المسلسل سيعرض على قناة تلفزيون "العربي 2" التي سينطلق بثها قريباً، لتكون القناة الثانية بعد القناة الأولى الإخبارية "التلفزيون العربي".

وحول رمزية عنوان المسلسل، يوضح أزرق أن "بستان الشرق" هو اسم فندق يعود إلى أربعينيات القرن الماضي، شُيّد في زمن المشاريع الوطنية الأولى وعهد الاستقلال، وينطبق على كامل الجغرافيا العربية، وليس منطقة بعينها، بنته الأرستقراطية آنذاك التي تجسدها عائلة حصرم، حتى تماثل الفنادق الموجودة في الغرب.

يتابع أزرق: "لكن الفندق والعائلة تهترئ مع الزمن مع بروز الانقلابات العسكرية والاستقلالات الوطنية والثورات المختلفة، لتسيطر على الفندق مجموعة عسكرية؛ فيتراجع مستواه ويتهاوى، لتزحف العشوائيات، تماماً مثل حال العالم العربي، إذ خرجت الشعوب في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، حاملة طموحات كبيرة لبناء عالم عربي متقدم ونام وموحد، لكن للأسف صدمت بالانقلابات العسكرية وحصلت هزيمة المشروع القومي عموماً، وكذلك المشاريع الوطنية".

يضيف: "طبعاً، المسلسل لن يكون درسا في تاريخ المنطقة العربية، هو كوميديا بالنهاية، وكاتبه معروف وحقق شهرة واسعة... ممدوح حمادة الذي قدم للمشاهدين عدداً من المسلسلات الناجحة، واستطاع أن ينتزع الابتسامة منهم، ومن أشهرها ضيعة ضايعة والخربة".

يشير أزرق إلى أنه يرافق حمادة ورشة عمل لتأليف الحلقات، إلى جانب ورشة التمثيل والورشة الفنية، وهي ورش تضم مبدعين من سورية ولبنان ومصر والسودان وفلسطين وتونس. يؤكد أزرق حرص العمل على تقديم قصص من العالم العربي، تتناول الأحداث الراهنة، لكنه لن يكون مسلسلاً للإخبار؛ غير أن المشاهد سيرى انعكاس ما يحدث في العالم من أحداث كبرى، على المجموعة الموجودة في الفندق من إدارة وموظفين ونزلاء مختلفين ومتغيرين ومتعددين.

ورداً على سؤال حول التحديات التي تواجهها الأعمال الدرامية المتواصلة لمئات الحلقات، يقول أزرق: "هناك صعوبات إنتاجية وتحد كبير، ونحن نقول إننا نقدم المختلف، ونقدم ما لا يراه المشاهد على القنوات الأخرى. لا أريد أن أساجل في هذه النقطة، ولكن معظم هذه المسلسلات تنحو باتجاه (البنات الحلوات)، ونحن لدينا ممثلات جميلات جداً، ولكن المشاهد يريد مضموناً، ونحن نقدم محتوى معاصراً يمس المواطن العربي في أي مكان، وبشكل جذاب وكوميدي. وفي نفس الوقت، لن نتخلى عن عنصري الكوميديا والجاذبية لصالح المادة الإخبارية أو (الترند). نحن لدينا كل أسبوع (ترند)، لكن هذا كله في إطار الكوميديا والجاذبية".

من جهته، وضع الكاتب السوري ممدوح حمادة الجسم الأساسي للمسلسل، وشكّل ورشة لكتابة الحلقات التي يمتد الموسم الأول منها لأكثر من 250 حلقة، قابلة للزيادة، بناء على تفاعل الجمهور. ويقول حمادة، في حديث إلى "العربي الجديد"، إن "بستان الشرق" تجربة جديدة، والفكرة الجديدة في المسلسل هي عرض الأحداث الطازجة، مثلاً حدث مهم وقع اليوم سيعرض للمشاهد في الحلقة التي ستعرض بعد غد. وتصل مدة عرض الحلقة إلى 20 دقيقة، تشمل مرحلتين؛ الأولى التي جرى تأليفها والثانية التي تواكب الحدث. وعن عمل ورشة الكتابة، يوضح أن الورشة تتألف من جسمين؛ الأول يضم الكتاب الموجودين بشكل مباشر، وهم الكاتب وليد الرومي من مصر، وجمال داود وعماد كركص من سورية.

وحول الرابط الدرامي بين الموضوع المطروح في الحلقة والحدث الراهن، والذي يمكن أن يشتت المشاهدين، يوضح حمادة، أنه يمكن للمشاهد أن يتعرف على زمن الحلقة من خلال عدة تفاصيل؛ الأول من المَشاهد التي سنضيفها قبيل العرض، والتفصيل الثاني هو أن شاشات التلفزيون الموجودة في الفندق ستبث الحدث الطازج، و"سنجعل موضوع الحلقة ليس واضحاً في أي زمن كي لا يكون هناك تضارب بين الزمنين".

في قاعة أحد فنادق الدوحة، يتوسط المخرج السوري، محمد خير العمري، كوكبة من الممثلين والممثلات، ويدير ما يعرف بـ"بروفات الطاولة"، تمهيداً للانتقال إلى الموقع المحدد لتصوير مشاهد المسلسل، والتي من المزمع انطلاقتها قبل نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول الحالي. وبعد أن حضرت "العربي الجديد" جانباً من بروفة الطاولة للحلقة الرابعة، وعنوانها "سطو مسلح"، التقت مع المخرج العمري، ليتحدث عن رؤيته الإخراجية للمسلسل والأدوار التي رسمها للممثلين.

يرى العمري أن الجديد يكمن في مواكبة جيل الشباب العربي، عبر توليفة تشارك فيها شخصيات من 12 جنسية عربية، "وللمرة الأولى، سنشاهد كوميديا عربية مشتركة، ستكون مفهومة للشعب المصري وللسوري والتونسي وغيرهم، وتعرض المشاكل التي يواجهها الشباب العربي، وكذلك الهموم الاجتماعية".

وحول تعامله إخراجياً مع 250 حلقة تلفزيونية، يقول العمري إن أكثر سؤال يشغله هو "كيف يمكن جعل المشاهدين لا يملون، ولا سيما أن المنصات الحديثة أصبحت تقتصر على عرض 13 حلقة أو 8 حلقات و30 حلقة خلال الموسم الرمضاني". لكنه يرى أن الممتع في هذا الموضوع، هو الأخذ من نبض الشارع، لافتا إلى أنه، برفقة الكاتب، وضعا لكل شخصية رسماً بيانياً تصاعدياً، بالإضافة إلى الممثلين الضيوف الذين يظهرون في 5 أو 10 حلقات، ما يقلب كيان الفندق ويقدم مادة جديدة، تواكب العصر ولا تدخل في مطب التكرار والروتين.

يشارك في المسلسل من سورية الممثل مازن الناطور بدور "فؤاد رحمة"، وأندريه سكاف بشخصية "الجني"، وعبد الحكيم قطيفان بدور "يونس مروتواني"، ومحمد حداقي بدور "مسعود بلندخ الحلاق"، ونزار أبو حجر بدور "صالح سلامة"، وسوسن أبو عفار بدور"نورا حبوس"، وشادي الصفدي بدور "وليد جرابق"، ونورا زيدان بدور "سوسن فرجار"، ومن لبنان عباس شاهين بدور"جميل حصرم"، ومن مصر منى هلا بدور "سناء عجبة"، وأحمد سلطان بدور "زياد سعدو"، ومحمد جمال خضر بدور "رابح جمارة: الطباخ"، ومن فلسطين حسن عويتي بدور"عبد القادر أبو المجد"، ومن الأردن عمر زوريا بدور "فريد شنشل"، ومن قطر فيصل رشيد بشخصية "وائل مسعود"، وغيرهم.  

ذات صلة

الصورة
أصيب حسن وأحمد في قطاع غزة (حسين بيضون)

مجتمع

قلما ينجو فلسطيني في غزة من صواريخ مسيّرات الاحتلال التي يطلق عليها محلياً اسم "الزنانة"، وكان من بين ضحاياها الشابان حسن أبو ظاهر وأحمد بشير جبر.
الصورة
المنتدى السنوي لفلسطين- اليوم الثالث (العربي الجديد)

سياسة

أكد باحثون، اليوم الاثنين، أهمية "المنتدى السنوي لفلسطين" باعتباره "رافعة مهمّة للبحث العلمي حول فلسطين والقضايا العديدة المرتبطة بها.
الصورة
القمة هي الثانية التي تعقد في الدوحة منذ 2014 (Getty)

سياسة

تستضيف العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الثلاثاء، قمة خليجية تعقد في ظرف إقليمي استثنائي، حيث سيبحث قادة مجلس التعاون الخليجي العدوان الإسرائيلي على غزة.
الصورة
الطفل الفلسطيني المحرّر، محمد نزال

منوعات

في لقاء مع التلفزيون العربي، أكّد الطفل الفلسطيني المحرّر، محمد نزال، تعرّضه إلى التعذيب قبل الإفراج عنه. أنكر الاحتلال التعذيب، لكن الأدلة واضحة ضده.
المساهمون