"السنونو"... ياسر العظمة في ترويج مملّ

30 أكتوبر 2021
خيبة أمل بين محبّي أعمال ياسر العظمة (فيسبوك)
+ الخط -

بعد طول انتظار، بدأ عرض مسلسل "السنونو" على قناة "أبوظبي" قبل أيام، لكنه جاء مخيباً لآمال عشاق الفنان السوري ياسر العظمة الذي ألفه ولعب دور البطولة فيه، وعبّر كثيرون عن استيائهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

المسلسل من إخراج خيري بشارة، وشارك في التمثيل فيه ــ إلى جانب ياسر العظمة ــ مجموعة من الممثلين السوريين والعرب، منهم بشار إسماعيل ومرح جبر وديمة الجندي وستيفاني عطا الله وحمدي الميرغني وليا مباردي.

انتظر عشاق ياسر العظمة "السنونو" بفارغ الصبر، بعد تأجيل عرضه في الموسم الرمضاني الفائت، فالمسلسل يمثل عودة العظمة إلى التمثيل بعد انقطاع دام ثماني سنوات، وأعلن عنه العام الماضي من خلال إيقاف برنامجه الأسبوعي على "يوتيوب"، مع منشور اعتذار يوضح أنه يريد أن يتفرغ لصناعة مسلسل درامي؛ ظن الجميع أن المسلسل سيكون جزءاً جديداً من سلسلة "مرايا" التي لم يخرج من عباءتها منذ 40 عاماً، والتي صور جزءها الأخير عام 2013 في الجزائر بدلاً من سورية. وكان الجزء الأخير من "مرايا" مخيباً للآمال بدوره، ولم يلقَ استحسان الجمهور حين عرض، بسبب ضعف الإنتاج وقلة النجوم الذين شاركوا في العمل، لكن جمهور ياسر العظمة أظهر أن لديه قدرة هائلة على نسيان التفاصيل السيئة في مسيرة فنانه المفضل، وظل مخلصاً له وينتظر أعماله الجديدة، حتى بعد أن خيب آماله بما قدمه على قناته على "يوتيوب".

ففي حين كان ينتظر منه تقديم "اسكتشات" كوميدية محملة بالنقد السياسي اللاذع الذي اعتاد عليه في "مرايا"، جاءه العظمة بنسخة مغايرة، ليلقي قصائد شعرية، تحكي عن أفكار قديمة ومستهلكة، كالعدوان الخارجي والوحدة العربية ورفض التقدم التقني بأشكاله. كل ذلك لم يزعزع ثقة الجمهور بياسر العظمة، حتى جاء "السنونو" ليقضي على كل ما تبقى لديه من آمال بعودته.

لم يختر ياسر العظمة أن يقدم شخصية جديدة في "السنونو"، بل عاد إلى الماضي، ليختار شخصية "عوني الناكش" من إحدى لوحات "مرايا 97"، ليزيد ذلك الطين بلة، حيث وضع العظمة نفسه في مقارنة بماضيه، وبدا واضحاً أنه غير قادر حتى على أداء شخصيته القديمة. فمن خلال العودة إلى اسكتش "الرجل الذي يعرف كل شيء"، نلاحظ أن "عوني الناكش" كان فضولياً وحشرياً وسليط اللسان ومندفعا ومغامراً لا يتوقف عن الكلام والتباهي بمعرفته وثرائه. أما الشخصية التي نراها في "السنونو" فهي لا ترتقي لأن تكون ظلاً للشخصية الأصلية، فيبدو "عوني الناكش" فيها شخصية رصينة قليلة الكلام، تتعامل بلطف وحكمة مع الجميع.

كل ما نشاهده على الشاشة يبدو وكأنه خدعة افتعلها العظمة لجذب الجمهور، بما في ذلك الاستعانة بممثلي اللوحة القديمة، أي عابد فهد ومرح جبر اللذين يحضران في المسلسل بشخصيات مختلفة.

والسبب الرئيسي الذي جعل المشاهدين ينهالون على المسلسل بالنقد لا يتعلق بالمقارنة بـ"مرايا"، بل بضعف مسلسل "السنونو" الذي يبدو إعلاناً أكثر منه عملاً درامياً. لكن الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي جاءت بغالبها على صيغة مقارنة بنجاحات ياسر العظمة القديمة المتمثلة بـ"مرايا". فيبدو أن الناس كانوا ينتظرون مسلسلا يحاكي فيه العظمة الطبقات الاجتماعية المختلفة من فلاحين وموظفين ورجال أعمال، لكنهم صدموا عندما شعروا أن المسلسل ليس سوى دعاية سياحية لدولة الإمارات العربية المتحدة التي حصل العظمة على جنسيتها أخيراً، بل إن العمل لا يهتم حتى بالوصول إلى جمهور ياسر العظمة الأصلي، ويتجلى ذلك بوجود عدد كبير من المشاهد التي قدمت باللغة الإنكليزية من دون ترجمة، فـ"السنونو" مسلسل ترويجي موجه لطبقة محددة، لا يمكن إطلاقاً مقارنته بـ"مرايا".

المساهمون