أخيراً، أقيم في بيروت مهرجان "الزمن الجميل"، لتكريم مجموعة من الفنانين المخضرمين في العالم العربي. الحفل، الذي ينظمه منذ سنوات طبيب التجميل الشهير هراتش ساغبازاريان، يدخل عاماً جديداً، ويبتعد عن المحسوبيات التي تسيطر على مهرجانات أو فعاليات مشابهة تقام في لبنان وبعض البلدان العربية.
للمرة الأولى منذ عامين، يقام في بيروت حفل توزيع جوائز لفنانين لبنانيين وعرب اعتماداً على شهرتهم، وليس على أعمالهم التي قُدمت أو عُرضت خلال فترات سابقة.
تتزايد حفلات توزيع الجوائز والتكريمات في العالم العربي، كمحاولة من بعض هواة الفنون لتكوين صداقات، وحجز مساحة من الضوء على الخريطة الفنية. هواة أشبه بالمتسلقين في دنيا الفنون، يملكون المال، لكنهم يسعون إلى الشهرة.
مجموعة من الأطباء اللبنانيين تقاسموا تنظيم مثل هذه الفعاليات، واعتمدوا على الباب التجاري والدعائي، من خلال التعاقد مع شركات وفنادق، لإتمام المشروع عن طريق الرعاية التجارية، وحجز مجموعة من الإعلانات ضمن الحفل ووسائل الإعلام الناقلة له.
هكذا، يمكن إيجاز هذه المشاريع الفنية، وليس آخرها مهرجان "الزمن الجميل" الذي أسسه طبيب التجميل هراتش ساغبازاريان.
اختار ساغبازاريان، المؤسس ورئيس المهرجان، مجموعة من الأسماء الفنية المخضرمة في العالم العربي. فمن سورية حضر كل من الممثلة نادين خوري والممثل حسام تحسين بيك. ومن مصر، نقيب الفنانين هاني شاكر، والممثلة سميرة عبد العزيز، والممثلة فاديا عبد الغني، والممثلة صفية العمري.
ومن لبنان، الفنانة ماري سليمان، والممثلة مادلين طبر، والفنانة مايا يزبك، والفنانة جورجيت صايغ، والممثل خالد السيد، والممثلة ليليان نمري، والممثل يوسف فخري، والإعلامية مريم شقير أبو جودة، وعازف القانون الموسيقي محيي الدين الغالي، والممثلة وداد جبور، والممثل عبد الله الحمصي.
أسماء بعضها منسيّ، والبعض الآخر مقل في أعماله وإطلالته تكاد تكون معدومة، وآخرون يبحثون عن مساحة أمان في ظل الأوضاع التي يعيشها لبنان. من هنا، كانت "لفتة" ساغبازاريان تجاه هؤلاء، من باب كشف وجوههم في حفل يصوب عليه الإعلام، وينقل مباشرة على هواء بعض المحطات التلفزيونية في لبنان والعالم العربي، وبالتالي يعيد دورة النشاط واستعادة التذكير بمن عملوا لسنوات طوال، وحتى في عز أزمة الحرب اللبنانية، وأسسوا مشاريع درامية وسينمائية لا تزال معروفة حتى اليوم.
يمكننا القول إن حفل "الزمن الجميل" لم يتعرض إلى انتقادات كما هو حال باقي المهرجانات، ولا يسجل بذلك جهوداً كبيرة لإقناع الفنانين أو المتابعين بالمشاركة. يبدو أن ساغبازاريان يريد البقاء في لبنان، بعدما هاجرت باقي الفعاليات بيروت بسبب الوضع الاقتصادي، واتجهت إلى دبي، ومنها جائزة "موركس دور"، وجائزة "بياف" التي يديرها الطبيب ميشال ضاهر، وتعاونت مع شركات إعلانية وتنظيمية لتبني المهرجان نفسه، إنما برؤية فنية ووجوه خليجية تحت اسم "ضيافة".