"الأنسامبل السوري في لندن": موسيقى في الضباب

07 يوليو 2021
تضم المجموعة ستّة موسيقيين ومغنيين اثنين (من الفرقة)
+ الخط -

تبقى الموسيقى اللغة الأم الوحيدة التي تجمع البشر بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم ولغاتهم حول العالم. وهي وحدها قادرة على الاستجابة لجميع الحالات النفسية التي تعصف بالإنسان، فهي الخشوع في أماكن العبادة والفرح في ساعات البهجة، والحزن في لحظات المآسي. هي ثقافتنا وذاكرتنا.

في عاصمة الضباب، اجتمع عدد من الموسيقيين والمؤلفين السوريين، ليبدعوا تحت سمائها؛ فخرجوا بـ"الأنسامبل السوري في لندن"، الذي يضمّ مجموعة محترفة من ثمانية موسيقيين وخريجين من كونسرفتوار دمشق الشهير، بقيادة المؤلف وعازف الناي، لؤي الحناوي.
"في عام 2018، مع وصول مجموعة من الموسيقيين السوريين إلى المملكة المتحدة، تواصل عدد منهم معي، فاقترحت أن نؤسس لعمل مشترك، وخرجنا بـ الأنسامبل السوري في لندن" يقول لؤي الحناوي في حديثه إلى "العربي الجديد" موضحاً أنّها مجموعة من ستّة موسيقيين ومغنيين اثنين. يضيف: "وقد بدأت البحث في الموروث السوري، والموسيقى الكلاسيكية السورية، فقدمنا قطعاً موسيقية لمؤلفين سوريين، وتمكّنا من الحصول على قطع غير مسجلة، أو لم تقدّم للجمهور من قبل، فضلاً عن تقديم قطع لمؤلفين نرى أنّهم يستحقون تسليط الضوء عليهم أكثر، مثل عبد الفتاح سكر، وأبو خليل القباني". يتابع الحنّاوي: "نحن في المرحلة الثانية من المشروع، إذ نقدم مؤلفين موسيقيين معاصرين موجودين حالياً في الساحة الفنية، وما زال البعض منهم في سورية، فيما آخرون في الشتات".
في هذا السياق، يقول: "تواصلت مع مجموعة من المؤلفين والموسيقيين من مختلف دول العالم، بهدف التعرّف على أعمالهم وتجاربهم الموسيقية، والذي طرأ عليها، أو تغيّر، بعد اختلاطهم بموسيقيين غربيين. أي كيف اختلفت طريقة حياتهم خلال السنوات العشر الأخيرة، وكيف انعكست على الموسيقى والروابط المشتركة بين الموسيقيين في مختلف بلدان العالم، بمن فيهم الموجودون في سورية، وكيف أثّرت الأزمة أو الأحداث عليهم".
وحول المشروع، يقول: "إنّنا نبحث موسيقياً، ونحاول إيجاد هوية جديدة. ومشروعنا هذا ما زال بحثاً نسعى من خلاله إلى إيجاد نقاط تقاطع بين الموسيقيين والمؤلفين". ويشير إلى أنّهم وجدوا أنّ معظمهم يحاول كسر النمطية والحالة الموسيقية القائمة، من خلال تقديم تنوّع إيقاعي وموسيقي خارج عن المألوف، ومعظمهم يخرج عن هذه الحال الروتينية للإيقاع، ليكتشفوا أماكن أخرى في الموسيقى السورية.

لذا فقد تواصلوا مع مؤلفين وعازفين، أمثال محمد عثمان، وإلياس باشورة، وحسان طه، وفراس شارستان، وأنس مراد، الذين كتبوا للمجموعة قطعاً جديدة ستقدمها في حفلها الموسيقي في يوليو/ تموز الجاري.

يضم "الأنسامبل السوري في لندن" كلّاً من يوسف ناصيف (قانون)، وفراس حسن (إيقاع)، وسلار أزيد (كمنجة)، إلى جانب الأعضاء الأساسيين وهم، سناء وهبة (كونترباص)، ورغد حداد (فيولا)، والمدير الفني للفرقة وعازف الناي لؤي الحناوي، بمشاركة الفنانين أسامة كيوان وخلود محافظة، غناء.
قبل أن تتوقّف نشاطات "الأنسامبل السوري في لندن" بسبب جائحة كوفيد-19، نظّمت المجموعة حفلات في جميع أنحاء بريطانيا، منها في لندن، وفي ليفربول ومانشستر وغيرها، وجذبت الجمهور الإنكليزي، إضافة إلى الجاليات العربية والسورية. يقول الحنّاوي إنّ معظم جمهورهم من الإنكليز، ويرجّح أن يكون السبب، حبّ البعض لاكتشاف موسيقى مختلفة، أو الاستمتاع بها، أو الاهتمام بالثقافة العربية التي قد تمثّل الموسيقى مدخلاً لها، موضحاً أنّ هناك أشخاصاً يحضرون لأنّهم على تواصل مع الثقافة العربية، ربما بشكل غير مباشر.
يؤكّد الحناوي أنّ مشروعهم هو خطوات متتالية. بداية، قدموا قطعًا كلاسيكية سورية، وحالياً ها هم يقدمون مؤلفين سوريين معاصرين، وللمرحلة المقبلة، يعملون على فكرة مختلفة يفضّل حنّاوي الإفصاح عنها في أوانها.

يقدّم "الأنسامبل السوري" في إحدى أهم صالات بريطانيا؛ "كينغز بليس" في لندن، حفلاً موسيقيّاً، اليوم الأربعاء، 7 يوليو/تموز، يتضمّن قطعاً تُعزف للمرّة الأولى لمؤلفين وموسيقيين سوريين، وسيمثل هذا العرض الظهور العالمي الأول لمشروعهم الجديد "أصوات سوريا"، بدعم من "مهرجان شباك للفنون"، و"مهرجان ليفربول للفنون العربية"، ومؤسسة "سعيد فاونديشن"، و"مجلس الفنون في لندن"، و"مرسم".

المساهمون