صيف هذا العام، نشر رئيس "إنستغرام"، آدم موسيري، مقطع فيديو على حساباته يعلن فيه: "لم نعد تطبيقاً لمشاركة الصور أو تطبيقاً مربعاً لمشاركة الصور". اعترف حينها: "لنكن صادقين، هناك منافسة جادة حقاً في الوقت الحالي... تيك توك ضخم ويوتيوب أكبر، وهناك الكثير من الشركات الناشئة الأخرى أيضاً". من أجل الحفاظ على قدرته التنافسية، قال موسيري إن "إنستغرام" يجب أن يتبنى التغيير. وقال أيضاً إن "إنستغرام" يخطط لاحتضان الفيديو على نطاق أوسع، مع التركيز على المحتوى الذي يملأ كل الشاشة والمحتوى الغامر.
هذه المواصفات تعني ببساطة تحول "إنستغرام" إلى "تيك توك"، بعد أن أمضى سنة 2020 وهو يتحول إلى "فيسبوك".
2020… تحول إلى "فيسبوك"
أمضى تطبيق تبادل الصور والمقاطع "إنستغرام" ثماني سنوات من القتال من أجل الحفاظ على استقلاليته وتميّزه عن شركة "فيسبوك"، لكن مع نهاية 2020، كان قد بات من الواضح أن "إنستغرام" استسلم لفلسفة "فيسبوك" القائمة على النمو بأي ثمن. طرح "إنستغرام" خلال 2020 سلسلة من الخدمات تشبه الطبيعة التي بُني عليها "فيسبوك": التركيز على جعل المستخدم يبقى لوقت أطول في التطبيق، مع واجهة استخدام اتصفت بالفوضى وعدم الاكتمال. كما جرى استنساخ خدمة "تيك توك" بميزة "ريلز" ومنحه قسماً خاصاً به داخل التطبيق، وتنحى الزر الأساسي "نشر صورة" بعيداً في الزاوية، وتم منح قسم كامل للتسوق.
استنساخ "تيك توك" وخدماته
يسعى تطبيق "إنستغرام" إلى التسويق لخدمة "ريلز" بكل الطرق، بما في ذلك محاولة تحويل القصص "ستوريز" إلى "ريلز". بعد "ريلز"، قرّر "إنستغرام" استنساخ التايملاين الرأسي لـ"تيك توك" نفسه. وأكدت تقارير تقنية أن المستخدمين في المستقبل سيرون مقاطع من خلال التمرير نحو الأعلى والأسفل، مثل "تيك توك" تماماً. وإذا صار التمرير رأسياً فلن يشمل هذا فقط خدمة "ريلز"، بل كذلك التايملاين الأصلي للصور والمقاطع.
وشرع "إنستغرام" رسمياً في اختبار تمديد المدة المتاحة لمقاطع القصص (ستوريز)، بحيث تصير دقيقة كاملة بدلاً من 15 ثانية كما هي عليه الآن. ويسمح "إنستغرام" منذ فترة ليست بالقصيرة بنشر محتوى "تيك توك" على "إنستغرام"، والأرجح أنّ السبب الأكبر إبقاء المستخدمين أطول وقت في التطبيق، حتى لو كان ذلك باستخدام المحتوى المنافس.
الشركة الأم لـ"إنستغرام"، "فيسبوك" (ميتا حالياً) كانت قد أقدمت على خطوة أكثر جرأة، إذ عملت على تطبيق أسمته "لاسو"، وهو استنساخ كامل لـ"تيك توك"، لكنه لم ينطلق أبداً.
"تيك توك" يستنسخ "إنستغرام"
شن "تيك توك" هجوماً على الشركة الأم لـ"إنستغرام" متهماً إياها باستنساخ التطبيق الصيني ومحاولة إنهاء وجوده في الولايات المتحدة. لكن "تيك توك" لم يكتفِ بالتنديد، بل قرّر بدوره استنساخ ميزات ناجحة في "إنستغرام"، منها ميزة القصص التي اشتهر بها التطبيق، بعد استنساخها من تطبيق "سناب شات".
كما أصدر "تيك توك" ميزة تسمى Jump تتيح للمبدعين إضافة الروابط إلى مقاطع الفيديو الخاصة بهم، في منافسة لتطبيق "إنستغرام". وعند تمكين هذه الميزة، يمكن المبدعين تضمين رابط لعرض الإحصائيات أو مكونات وصفة أو مقالة "ويكيبيديا" أو اختبار. وهي ميزة تشبه تلك الموجودة في "إنستغرام" حيث يمكن فقط إضافة رابط إلى ستوري. كتأكيد على أن الحرب بين "تيك توك" و"إنستغرام" لن تنتهي قريباً.