"أوزارك"... الجميع مُهدّد في أي لحظة 

11 مايو 2022
لم تعلن "نتفليكس" عن أي جزء جديد (إيما ماكنتاير/Getty)
+ الخط -

انتهى الجزء الأول من الموسم الرابع من مسلسل "أوزارك"، ونحن نقف على حافة التشويق؛ إذ تعرضت السيارة التي تُقلّ عائلة بيرد إلى حادث يعطينا الانطباع بأن أفراد الأسرة الأربعة فارقوا الحياة. لكن نكتشف في الجزء الثاني من الموسم، الذي عرضته "نتفليكس" أخيراً، أن السيارة انقلبت، ولم يمت أحد.
لن نشير إلى أحداث الموسم الختامي، الذي انتهى معه المسلسل، وودع طاقم العمل بعضهم بعضاً في تقرير احتفالي عرضته "نتفليكس" كذلك، وبقي كثير من المشاهدين أسرى خيبة الأمل. لكن ما يمكن قوله إنه لن يكون هناك موسم جديد، وما من حكايات وصراعات في أوزارك. لكن المحزن، أن القتل والانتقام في المسلسل، اختطفا منا، نحن المتابعين، واحدة من أكثر الشخصيات تأثيراً.
يكشف الجزء الختامي من المسلسل، عن تحول السلطات الفيدرالية إلى شريك في عمليات غسيل الأموال، التي يديرها عمر نفارو، الموجود في السجن والعاجز عن إدارة الكارتيل الخاص به. يوكل زعيم الكارتيل، مارتي بيرد، بأخذ مكانه، أي الذهاب إلى المكسيك لضبط الحسابات والضرب بقبضة نفارو الصارمة على الخائن المحتمل.
تبقى سطوة عمر قائمة حتى آخر لحظة في المسلسل، بالرغم من إدراكنا أن الشخصيات النسائية هي التي ستتسلم زمام السيطرة، وإدارة نماذج الأعمال المختلفة، ليعود الصراع إلى شكله التقليديّ؛ فالشأن ليس جندرياً، ويمكن القول إن العنف وإدارة الأعمال لا تعرف جنساً. لكن أبرز هذه القيادات الجديدة، يتمثل بـ ويندي بيرد، التي تريد إخراج أسرتها من عالم الجريمة، في ذات الوقت العودة إلى شيكاغو، كواحدة من أصحاب المؤسسات الأكثر تأثيراً في عالم السياسة.
لا يتوقف القتل طوال هذا الموسم، وهذا بالضبط ما يحافظ على جاذبية "أوزارك"؛ الجميع مُهدّد في أي لحظة من قبل أي أحد برصاصة في الرأس. لا نجاة في هذا النظام الاقتصادي، خصوصاً أن السلطة، التي من المفترض أن تكون هي الأشد قدرة على تطبيق القانون، ونقصد المباحث الفيدرالية، تتحول إلى شريك صامت، تغض النظر، مقابل مصادرة جزء من الأموال. هذا الاستثناء الذي تُقدم عليه السلطات الفيدرالية، يكشف لنا في ذات الوقت عن الحصانة التي قد تتمتع بها "شركة" ما، إن وصلت إلى حد معين من السلطة والمال، هي قادرة على أن تبرّئ نفسها من الجريمة، ومواجهة السلطة كندّ، وليس كمشتبه به يحاول الحفاظ على حياته.


تتكشف في هذا الجزء الضربات التي تتعرض لها أسرة بيرد، التي توشك على التفكك، إلى حد أن جونا وشارلوت، هدّدا والديهما بالرحيل، الشأن الذي يكشف عن أن المسلسل، في النهاية، يحكي قصة أسرة تحاول الحفاظ على علاقاتها، وليس قصة مجموعة من تجار المخدرات وغاسلي الأموال. في ذات الوقت، يتركنا أمام تساؤلات عن سطوة المال والسلطة على الأسرة نفسها؛ فعائلة بيرد الوحيدة التي تنجو، إذ إن رُوثْ فقدت كلّ أسرتها تقريباً، وأسرة عمر تنشق وتتضعضع، ودارلين وأسرتها قتلوا جميعاً. لم يبق سوى أسرة بيرد، القادمة من المدينة، التي تجاوزت كل الأخلاقيات في سبيل الحفاظ على تماسكها، والخروج من "اللعبة" رابحةً.
اللافت في هذا الموسم، أن "المال" لم يعد المحرك الرئيسي للأحداث؛ فالصراع على السلطة، سواء داخل الكارتيل أو داخل أسرة بيرد، هو الأساسي. الجميع يحاول أن يصل إلى صيغة يمتلك فيها سطوة أكبر ضمن العالم "الشرعي"، إذ لا خوف من الاتهام؛ فالصفقة التي تعقد مع المباحث الفيدراليّة، هدفها خلق نموذج للعمل، يضمن "حق" الجميع من دون أي منغصات"، حتى لو كان ذلك على حساب أشخاص سيُصفّون، أو يُتركون عرضة للملاحقة القانونيّة. بكلمات أخرى، لا رحمة في ما يخص السلطة والجاه؛ خطأ صغير، يعني الموت.

سينما ودراما
التحديثات الحية

لا نقول إن النهاية ليست مرضية، لكنها بكلمات شديد البساطة "تكسر القلب"، ناهيك عن أنها تفتح أمامنا مجالاً لصراع أكبر يمكن أن تحتضنه شيكاغو.
إلا أنه ما إن ننتهي من المشاهدة، حتى تقترح علينا "نتفليكس" مشاهدة 30 دقيقة من كواليس تصوير الموسم الأخير، التي يتحدث فيها الممثلون عن مراحل إنتاج العمل، والجماليات التي تبنوها، وعلاقتهم مع الشخصيات، وكأنها رسالة حاسمة، مفادها أنه ما من "أوزارك" قريباً. لكن، ربما بعد سنوات، قد نشاهد موسماً جديداً، كما حصل مع Breaking Bad؛ إذ عُرض له فيلم ختامي، أو Dexter، الذي صدر قبل أشهر موسم ما بعد أخير منه.

المساهمون