"نوبة".. الفارس الوحيد في سباق الدراما التونسية
راوحت ردود الفعل تجاه الدراما الرمضانية التونسية، بين مثمّن لبعض الأعمال، مثل الجزء الخامس من مسلسل "أولاد مفيدة" الذي بُث على قناة "الحوار التونسي"، ومسلسلي "قلب الذيب" و"27" اللذين بثهما التلفزيون التونسي، وخلّفا ردود فعل غاضبة.
ووصلت حدة بعض الردود إلى الدعوة لإيقاف بث مسلسل "قلب الذيب" الذي اعتبره المؤرخون إساءة إلى تاريخ تونس وصراعها ضد المستعمر الفرنسي، واعتبار مسلسل "27" واحداً من أضعف الأعمال التي بثها التلفزيون التونسي.
وذهب البعض إلى حدّ اعتبار مسلسل "27" إساءة إلى الجيش التونسي الذي كان محور أحداث المسلسل.
بعد انتهاء هذه الأعمال لم يبقَ في موسم الدراما الرمضانية التونسية إلا مسلسل "نوبة عشاق الدنيا"، وهو عمل درامي يؤرخ لتونس في فترة التسعينيات من خلال الحياة داخل المدينة العتيقة، والفرق الموسيقية الشعبية المعروفة بفن المزود.
جمع العمل بين التشويق، والإخراج الفني البارع، والأداء المتميز للممثلين الذين شاركوا فيه، خاصة الممثل فتحي الهداوي الذي اعتبره النقاد نجم الدراما الرمضانية هذه السنة.
وتميز أداء الممثلين الشبان مثل أميرة الشبلي، وهالة عياد، وعزيز الجبالي، ما جعل المسلسل يحظى بنسب مشاهدة عالية عند بثه أو إعادة بثه على موقع يوتيوب، رغم أنه أُعلن في بداية رمضان أن المسلسل لن يُبث على يوتيوب، لكن مطالبات التونسيين ببثه حتى يتمكنوا من مشاهدته دفعت قناة التاسعة إلى الاستجابة، بعد أن حققت مداخيل مهمة من الإعلانات التجارية.
المسلسل يعتمد البحث في تاريخ الفن الشعبي، والتحولات التي عرفها المجتمع التونسي في فترة التسعينيات بحبكة وتشويق أشاد بهما التونسيون الذين اكتفوا في الحجر الصحي العام بمتابعة هذا العمل في النصف الثاني من رمضان بعد انتهاء كل الأعمال واكتفاء جلّ القنوات ببث أعمال درامية قديمة، إذ يبث التلفزيون التونسي يومياً أكثر من خمسة أعمال درامية تونسية قديمة يعود إنتاج بعضها إلى عام 1996.
واكتفت قنوات أخرى مثل قناة "نسمة تي في" ببث المسلسلات التركية المدبلجة إلى اللهجة التونسية، وهو اختصاص لقناة نسمة التي استثمرت في هذا المجال وحققت نسب مشاهدة مرتفعة.
مسلسل "نوبة عشاق الدنيا" للمخرج عبد الحميد بوشناق يشهد جزؤه الثاني نجاحاً كبيراً، بعد نجاح الجزء الأول من العمل السنة الماضية عند عرضه على قناة "نسمة تي في"، ما جعل القنوات التلفزيونية تتنافس هذه السنة على عرضه، وهو ما تحقق لقناة التاسعة.