لم يكن اكتشاف جرن "المعمودية" في كنيسة المهد والإعلان عن ذلك في شهر يونيو/حزيران الماضي، حدثاً عادياً، إذ يعد هذا الاكتشاف جزءاً من الرواية الفلسطينية التاريخية والدينية في مواجهة عمليات السرقة والتزوير للحقائق في الأرض المحتلة، وهو أمر يفتح الباب أمام الباحثين لاكتشاف سائر الأجران المفترض انتشارها في محطات وجود وتنقل السيد المسيح، في بيت لحم والقدس وطبريا وبيسان والناصرة.
الإعلان عن اكتشاف "جرن المعمودية" في الجناح الجنوبي من كنيسة المهد في مدينة بيت لحم، في 22 يونيو/حزيران الماضي، كان بمثابة الأفق لتعزيز الرواية التاريخية والدينية، لما يمثله الجرن المكتشف خلال أعمال ترميم الكنيسة المتواصلة منذ عام 2013، من قيمة دينية مُهمة للمسيحيين.
الجرن المكتشف يعد ذا قيمة دينية مهمة، فهو الموضع الذي يُمارِس فيه المسيحيون عبر التاريخ؛ أحد أهم الطقوس في الدين المسيحي وهي "المعمودية"، وإثبات للحضور المسيحي في فلسطين، انطلاقاً من مهد المسيح بيت لحم، علاوة على الاعتبارات التاريخية التي يمثلها هذا الاكتشاف، الذي يُمكّن من معرفة المزيد عن تاريخ كنيسة المهد وتاريخ فلسطين عموماً، ويعتقد أن "الجُرن" يعود تاريخه للقرن السادس للميلاد، أبرز مكتشفات الكنيسة وأكثرها أهمية، بحسب رئيس اللجنة الرئاسية لترميم كنيسة المهد زياد البندك، في حديث لـ"العربي الجديد".
"جرن المعمودية"، وبحسب البندك، عثر عليه بوضعية ممتازة، وكان مخفياً من دون معرفة سبب إخفائه حتى الآن، حيث وُجد جرن دائري الشكل في جرن آخر أكبر حجماً ثُماني الشكل صُنع من حجر شبيه بحجر الأعمدة، ويتسع الأخير لإنسان بالغ، فيما يُرجِح البندك أن يكون لكبار السن الذين كانوا يتباركون داخله.
اقــرأ أيضاً
سيخضع "جرن المعمودية" الآن لمراحل الترميم والدراسة على يد خبراء دوليين وخبراء من وزارة السياحة والآثار الفلسطينية، وفقاً لأعلى المعايير الدولية؛ لأن أي خطأ يعني احتمالية سحب ملف بيت لحم من قائمة التراث العالمي، يؤكد البندك.
سيبقى الجرن في الكنيسة، ليعرض على الحجاج والسياح لاحقاً؛ ما سيجذب المزيد من الوافدين على الكنيسة، علما بأن اكتشاف الجرن يعد جزءاً من مجموعة اكتشافات حصلت خلال أعمال الترميم؛ مثل اكتشاف مدخل الكنيسة التاريخي، أي مدخل الكنيسة الأولى (كنيسة قسطنطين وهيلانة)، التي بُنيت في القرن الرابع للميلاد، وأُحرقت على يد السُّمرة في القرن التالي، وقد قامت كنيسة المهد الحالية على أنقاضها.
(وسام هشلمون/الأناضول)
شكّلت لحظة اكتشاف جرن المعمودية مفاجأة كبيرة وسارة للفريق الإيطالي الذي اكتشفه أثناء عملية ترميم كنيسة المهد، خاصة عند العثور على قطعة مُدهشة، أي الجرن الدائري، كما يقول رئيس الفريق، جماركو بيشنتي، في حديث لـ"العربي الجديد".
يتراوح وزن الجرن ما بين 100 و200 كيلوغرام، ويشكل الجرن الدائري منه موضع اهتمام كبير من قِبل الفريق الإيطالي الذي اكتشفه، من ناحية طبيعة استخدامه سابقاً؛ فقد يكون مخصصاً لتعميد الأطفال الصغار، إضافة إلى العناصر التي يتكون منها والنقوش الخارجية عليه، أما بالنسبة للجرن الثماني الشكل الذي فصله الفريق عن الدائري لغاية الدراسة، فهو شبيه بأجران التعميد المعروفة.
يحاول فريق اكتشاف الجرن الآن جمع المعلومات عنه بشكل متكامل، حيث توضح العضو في الفريق، إليزا فروزنلي، في حديثها لـ"العربي الجديد"، أن أعضاء الفريق يعملون بعد الاكتشاف بشكلٍ مُتكامل، وكل حسب تخصصه، لجمع كل المعلومات المُمكنة حول الجرن.
استدعى اكتشاف جرن المعمودية إلى إطلاق دعوات من الخبراء والمهتمين، للبحث عن أجرانٍ أُخرى مماثلة في فلسطين؛ تعزز الرواية الفلسطينية التاريخية التي تعرضت للسرقة، كقيمة دينية وتاريخية في الأرض الفلسطينية.
يقول أستاذ العمارة والآثار في جامعة بيرزيت جمال عمرو، لـ"العربي الجديد": "يجب علينا المحافظة على كل أثر وجد في مواقع محددة في فلسطين، ولكن علينا الالتفات إلى مسألة في غاية الأهمية، تتعلق بالبحث عن سائر الأجران التي من المفروض أن نجدها في محطات تنقل السيد المسيح، بحكم مطاردته من قبل مُعارضيه، سواء في بيت لحم أو القدس ونواحيها، وطبريا وبيسان فالناصرة وغيرها، وأن نتساءل هل تم نهبها وإذا لم تُنهب أين ذهبت؟".
(وسام هشلمون/الأناضول)
تتواصل أعمال الترميم داخل كنيسة المهد منذ شهر سبتمبر/أيلول 2013، وتم الانتهاء حتى الآن من نحو 85% من أعمال الترميم المخطط لها، وما تبقى من الترميم يتعلق بفسيفساء الأرض والجدار الجنوبي المعرض للهدم إذا ما حصل زلزال، وبلاط الكنيسة الأمامي والآبار والمغارة وبعض التفاصيل الأخرى، ومن المتوقع الانتهاء من أعمال ترميم المغارة في شهر إبريل/ نيسان 2020.
ومن المفترض أن يتم الاحتفال الدولي لإنهاء أعمال ترميم كنيسة المهد العام المقبل، لإفساح المجال للكنائس الثلاث صاحبة الحقوق "بطريركية الروم الأرثوذكس، وحراسة الأراضي المقدسة، وبطريركية الأرمن الأرثوذكس" لتنفيذ أعمال ترميم المغارة حسب الستاتسكو، حيث إن المغارة تعتبر أساس وجوهر القداسة لكنيسة المهد، بحسب البندك.
الجرن المكتشف يعد ذا قيمة دينية مهمة، فهو الموضع الذي يُمارِس فيه المسيحيون عبر التاريخ؛ أحد أهم الطقوس في الدين المسيحي وهي "المعمودية"، وإثبات للحضور المسيحي في فلسطين، انطلاقاً من مهد المسيح بيت لحم، علاوة على الاعتبارات التاريخية التي يمثلها هذا الاكتشاف، الذي يُمكّن من معرفة المزيد عن تاريخ كنيسة المهد وتاريخ فلسطين عموماً، ويعتقد أن "الجُرن" يعود تاريخه للقرن السادس للميلاد، أبرز مكتشفات الكنيسة وأكثرها أهمية، بحسب رئيس اللجنة الرئاسية لترميم كنيسة المهد زياد البندك، في حديث لـ"العربي الجديد".
"جرن المعمودية"، وبحسب البندك، عثر عليه بوضعية ممتازة، وكان مخفياً من دون معرفة سبب إخفائه حتى الآن، حيث وُجد جرن دائري الشكل في جرن آخر أكبر حجماً ثُماني الشكل صُنع من حجر شبيه بحجر الأعمدة، ويتسع الأخير لإنسان بالغ، فيما يُرجِح البندك أن يكون لكبار السن الذين كانوا يتباركون داخله.
سيخضع "جرن المعمودية" الآن لمراحل الترميم والدراسة على يد خبراء دوليين وخبراء من وزارة السياحة والآثار الفلسطينية، وفقاً لأعلى المعايير الدولية؛ لأن أي خطأ يعني احتمالية سحب ملف بيت لحم من قائمة التراث العالمي، يؤكد البندك.
سيبقى الجرن في الكنيسة، ليعرض على الحجاج والسياح لاحقاً؛ ما سيجذب المزيد من الوافدين على الكنيسة، علما بأن اكتشاف الجرن يعد جزءاً من مجموعة اكتشافات حصلت خلال أعمال الترميم؛ مثل اكتشاف مدخل الكنيسة التاريخي، أي مدخل الكنيسة الأولى (كنيسة قسطنطين وهيلانة)، التي بُنيت في القرن الرابع للميلاد، وأُحرقت على يد السُّمرة في القرن التالي، وقد قامت كنيسة المهد الحالية على أنقاضها.
(وسام هشلمون/الأناضول)
شكّلت لحظة اكتشاف جرن المعمودية مفاجأة كبيرة وسارة للفريق الإيطالي الذي اكتشفه أثناء عملية ترميم كنيسة المهد، خاصة عند العثور على قطعة مُدهشة، أي الجرن الدائري، كما يقول رئيس الفريق، جماركو بيشنتي، في حديث لـ"العربي الجديد".
يتراوح وزن الجرن ما بين 100 و200 كيلوغرام، ويشكل الجرن الدائري منه موضع اهتمام كبير من قِبل الفريق الإيطالي الذي اكتشفه، من ناحية طبيعة استخدامه سابقاً؛ فقد يكون مخصصاً لتعميد الأطفال الصغار، إضافة إلى العناصر التي يتكون منها والنقوش الخارجية عليه، أما بالنسبة للجرن الثماني الشكل الذي فصله الفريق عن الدائري لغاية الدراسة، فهو شبيه بأجران التعميد المعروفة.
يحاول فريق اكتشاف الجرن الآن جمع المعلومات عنه بشكل متكامل، حيث توضح العضو في الفريق، إليزا فروزنلي، في حديثها لـ"العربي الجديد"، أن أعضاء الفريق يعملون بعد الاكتشاف بشكلٍ مُتكامل، وكل حسب تخصصه، لجمع كل المعلومات المُمكنة حول الجرن.
استدعى اكتشاف جرن المعمودية إلى إطلاق دعوات من الخبراء والمهتمين، للبحث عن أجرانٍ أُخرى مماثلة في فلسطين؛ تعزز الرواية الفلسطينية التاريخية التي تعرضت للسرقة، كقيمة دينية وتاريخية في الأرض الفلسطينية.
يقول أستاذ العمارة والآثار في جامعة بيرزيت جمال عمرو، لـ"العربي الجديد": "يجب علينا المحافظة على كل أثر وجد في مواقع محددة في فلسطين، ولكن علينا الالتفات إلى مسألة في غاية الأهمية، تتعلق بالبحث عن سائر الأجران التي من المفروض أن نجدها في محطات تنقل السيد المسيح، بحكم مطاردته من قبل مُعارضيه، سواء في بيت لحم أو القدس ونواحيها، وطبريا وبيسان فالناصرة وغيرها، وأن نتساءل هل تم نهبها وإذا لم تُنهب أين ذهبت؟".
(وسام هشلمون/الأناضول)
تتواصل أعمال الترميم داخل كنيسة المهد منذ شهر سبتمبر/أيلول 2013، وتم الانتهاء حتى الآن من نحو 85% من أعمال الترميم المخطط لها، وما تبقى من الترميم يتعلق بفسيفساء الأرض والجدار الجنوبي المعرض للهدم إذا ما حصل زلزال، وبلاط الكنيسة الأمامي والآبار والمغارة وبعض التفاصيل الأخرى، ومن المتوقع الانتهاء من أعمال ترميم المغارة في شهر إبريل/ نيسان 2020.
ومن المفترض أن يتم الاحتفال الدولي لإنهاء أعمال ترميم كنيسة المهد العام المقبل، لإفساح المجال للكنائس الثلاث صاحبة الحقوق "بطريركية الروم الأرثوذكس، وحراسة الأراضي المقدسة، وبطريركية الأرمن الأرثوذكس" لتنفيذ أعمال ترميم المغارة حسب الستاتسكو، حيث إن المغارة تعتبر أساس وجوهر القداسة لكنيسة المهد، بحسب البندك.