قبل قرابة عامين، فجأةً، قررت شبكة MBC السعودية التضحية ببرنامجها الفني ET بالعربي، الذي جمع في منصة تقديمه عدة أسماء إعلامية بارزة. تنوعت أسباب الإيقاف وكثرت الإشاعات عن خلاف إنتاجي دفع الشركة المنفذة للتعاقد مع تلفزيون دبي لصناعة النسخة العربية من برنامج "INSIDER". لكن مع مطلع ربيع عام 2018، وجد الجمهور نفسه أمام برنامج جديد يحمل اسم "TRENDING"، يقوم على ملاحقة شائعات الفنانين وما يتداولونه على مواقع التواصل الاجتماعي. وحيث فردت مساحة التقديم الكبرى لجميلات لا علاقة لهنّ بالإعلام، تسلم الإعلامي صبحي عطري مهمة التغطية الخارجية.
جال صبحي في عدة بلدان عربية، ونقل تغطيات لعدة أحداث فنية، لكن ذلك لم يعفِ البرنامج من الوقوع في عدة أخطاء، كان أحد أسبابها طريقة صبحي في إجراء المقابلات؛ فعلاوة على ترويج البرنامج للمسلسلات التي تعرضها الشبكة خلال الموسم الرمضاني، فقد منعت شركة الصباح وسائل الإعلام العربية من دخول تصوير كواليس مسلسلاتها وسُمح لصبحي فقط بذلك.
دخل صبحي الكواليس وأخطأ، فجاءت العفوية في موقعها الخاطئ؛ فرغم علاقاته القوية مع الفنانين، أو كما يحاول البرنامج إظهار ذلك، فإن صبحي تصرف بطريقة غير مهنية أمام الكاميرا، وحوّل التقارير المصورة إلى فيديوهات كوميدية تحاول إضحاك الجمهور، بدل اللعب على وتر المقابلة الصحافية التي تستقصي حول العمل وتحاول تغطيته من كافة الجوانب.
في مقابلة للفنان السوري قصي خولي، عمد صبحي إلى تخصيص الجزء الأكبر للحديث عن علاقة قصي الشخصية مع زميله في مسلسل "خمسة ونص"، معتصم النهار، وعن العلامة التجارية لشخصية قصي في المسلسل، وساعته وقبّعته.
وفي مقابلته مع دانييلا رحمة، في كواليس مسلسل "الكاتب"، ركّز صبحي على ضعف دانييلا في التحضير للشخصية، وأظهر بشكل تهريجي عدم إتقانها لمصطلحات المحاماة وعن خوفها غير المبرر من وجود زواحف في مكان التصوير.
وفي مقابلة سيرين عبد النور، ضمن مسلسل "الهيبة"، ركز صبحي على ضياع الورق الذي تحمله سيرين ويحتوي مشاهدها، وما إلى ذلك من عفوية مربكة أضعفت صورة الفنانين المشاركين في هذه الأعمال، وقللت من قيمة أدوارهم قبل العرض. هذا إلى جانب كشف البرنامج لتفاصيل المسلسلات قبل أسابيع ما أثار حفيظة عاملين داخل شركة الصباح على قرار MBC في فضح تفاصيل الشخصيات وحرق أحداث ونهايات المسلسلات.
فإذا ما عدنا إلى الاستوديو، وجدنا المقدمات يستعنّ بمساعدة نقاد وصحافيين لتحليل المواقف؛ فلا يتمكنّ من معرفة الأخبار ولا ثقافة فنية تجنبهنّ خطر الادعاء وإيهام الجمهور بقوة حدث على حساب حدث آخر. لتأتي الجلسة الثابتة لهنّ كقالب برنامج ترفيهي لا يحمل الصيغة الخبرية ولا يمهد لأثر رجعي مناسب، بل أقرب إلى نمط الفضائح الفنية وكشف الملابسات بدل التركيز على قيم صحافية أكثر أهمية.
فلماذا يحق إذاً لكاميرا "TRENDING" دخول التصوير لوحدها؟ ألأنها تابعة للشبكة التي اشترت المسلسلات؟ ولماذا ينمط اللقاء التلفزيوني من تغطية لما يحدث لصناعة نقاش يملأه الهذر على الشاشة؟ ومع أن البرنامج سيتوقف خلال الموسم الرمضاني، لكنّ من المؤكد أن الشبكة السعودية ستتابع الاستثمار فيه موسماً آخر، كونه المنبر الخبري للحفلات التي تقيمها هيئة الترفيه في المدن السعودية.