وكان رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، قد أعلن نقل 4 تماثيل كباش (على شكل أبي الهول برأس كبش)، الموجودة خلف الصرح الأول في معبد الكرنك بمدينة الأقصر جنوبي البلاد، ضمن خطة الحكومة لتطوير ميدان التحرير، بناءً على تكليفات من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بشأن تطوير القاهرة التاريخية، على حد قوله.
في المقابل، أقام محامو المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، مساء أمس الاثنين، دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري، نيابة عن مونيكا حنا أستاذة علم المصريات، وهيثم الحريري عضو مجلس الشعب، وطارق العوضي المحامي وبالتعاون مع مكتبه للمحاماة والاستشارات القانونية، ضد كل من رئيس مجلس الوزراء، والسيد وزير السياحة، للمطالبة بإلغاء قرارهما السلبي بالامتناع عن وقف عملية نقل تماثيل الكباش من الفناء الأول "صالة الاحتفالات"، خلف صرح نختانيبو بالكرنك بُغية استخدامها في تزيين ميدان التحرير في القاهرة، نظرا لخطورة ذلك على هذه القطع الأثرية التي لا تقدر بثمن، ونظراً لأن ذلك يُخلّ بطبيعة المَعْلم الأثري الذي سيتم اقتطاع هذه التماثيل منه.
كما طالبت الدعوى بإلغاء قراري رئيس الوزراء ووزير الآثار المصريين السلبيين، بالامتناع عن تنظيم مسابقة لتصميم مستنسخات للقطع المراد نقلها عوضاً عن اقتطاعها من مكانها الأصلي، أسوة بما تم من مسابقات لتزيين ميادين العاصمة الإدارية الجديدة.
وطالب المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية المسؤولين بإعادة النظر في هذه المسألة.
وكانت رئيسة وحدة التراث والآثار بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا في أسوان، مونيكا حنا، قد هاجمت القرار بشدة عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، ونشرت التماساً للرئاسة، وقع عليه العديد من المحتجين على القرار.
— Monica Hanna (@monznomad) December 28, 2019
|
وفي المقابل، دافعت وزارة الآثار والسياحة المصرية عن قرارها، وأعلن مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية، في تصريحات صحافية "أن التماثيل المزمع نقلها لتزيين ميدان التحرير ليس لها علاقة على الإطلاق بالتماثيل الموجودة على جانبي طريق الكباش (طريق أبو الهول) المعروف، الذي يربط معبدي الأقصر والكرنك".
وقبل أيام، تقدم النائب بمجلس النواب المصري، محمد عبد الغني، ببيان عاجل إلى البرلمان، وإلى رئيس الوزراء، ووزيري الآثار والسياحة والإسكان المصريين، بشأن نقل تماثيل من معبد الكرنك إلى ميدان التحرير.
وتساءل النائب "ما مدى العلاقة بين تطوير ميدان التحرير والحفاظ على الطراز المعماري بنقل أربعة كباش ضخمة من معبد الكرنك إلى ميدان التحرير! وما هي الدراسات التي تم الاعتماد عليها في نقل تلك الكباش إلى ميدان التحرير".
— ahmed ezzarab (@aezzarab25) December 28, 2019
|
واستكمل "ما الأسباب التي دفعت الحكومة ووزارة الآثار والسياحة لنقل أربعة كباش ضخمة من معبد الكرنك إلى ميدان التحرير؟ ولماذا لم تحاول الحكومة الاستفادة من فناني مصر التشكيليين في تصميم تماثيل على هذا الشكل، بدلاً من تلك التكلفة لعمليات النقل والاكتفاء بنقل المسلة وتزيين الميدان بها".