تعود دراما البيئة الشامية إلى الواجهة مجدداً، وكأن المنتجين السوريين لم يتعلموا بعد مرارة الدرس الذي تلقّوه من ضعف تسويق العمل الشامي، ومجازفة بيع الحلقة بثمن بخس، علاوة على عجزهم عن تقديم مسلسل شامي يضاهي "باب الحارة" في الجماهيرية. وعلى أبواب العام الجديد، مجموعة من الأعمال تعّد للعرض في موسم رمضان 2020 وخارج السباق، هذه أبرز معالمها:
مسلسل تقوده عربة
تحاول شركة "غولدن لاين" المملوكة لبيت الأحمر، التجار المعروفين في العاصمة دمشق، الاعتماد على المسلسل الشامي حاضراً في قائمة إنتاجها منذ انطلاقها قبل عشر سنوات. إذ قدّمت في العام الفائت مسلسل "سلاسل دهب"، وعمدت إلى مدّ حلقاته من 30 إلى 38 لتحقيق ربح أكبر من ناحية البيع، وهي تستعد للدخول في غمار قصة جديدة كتبها السيناريست السوري عثمان جحا، على أن يتولى إخراجه المخرج سمير حسين، ويروي حكاية بائع على عربة جوالة في أحياء دمشق القديمة. وفيما تجمع البطولة كلاً من الفنانين سلوم حداد وكاريس بشار وباسم ياخور، تغامر الشركة في تصدير المسلسل عربياً والاستثمار في أجزاء متتالية منه عبر حشر نجوم الصف الأول في مسلسل واحد ستنطلق عمليات تصويره مطلع العام.
استثمار في "وردة شامية"
مع ذلك، لن توقف شركة "غولدن لاين" البحث عن الربح، بل تستعد لإنتاج جزء ثانٍ من مسلسل "وردة شامية" للكاتب مروان قاووق، والمخرج علي علي. والعمل الذي حقق الموسم الأول منه نسب متابعة عالية، يروي حكاية ريا وسكينة الشهيرة بإطار شامي مع عدد من الممثلين المتميزين، واستطاع النفاذ خارج حدود سورية، رغم تأجيل عرضه لعام كامل، ليجمع في بطولته كلاً من سلافة معمار وشكران مرتجى وسلوم حداد وسعد مينة. هل تسعف الأشهر الباقية قبل الموسم في إنجاز ثاني أجزاء المسلسل؟
الحارة لن تغلق الباب
يمكن تشبيه "باب الحارة" بالمسلسل الصفري في مواسمه الأخيرة، بعدما يئس الجمهور من إغلاق هذه السلسلة التي طاولت العشرة أجزاء، وانتقلت بين عدة شركات إنتاج، واستنزفت التاريخ الدمشقي بروايات غير مثبتة نمّطت صورة المرأة بشكل سلبي، ولهث صنّاعها خلف أيديولوجيات الممولين لتظهر الحارة الشامية في أسوأ صورها، رغم الجماهيرية العالية التي حققتها المواسم الأولى من المسلسل، وجعلت منه المسلسل الأكثر جماهيرية عربياً، وبعائد إعلاني كبير دفع شبكة الـMBC إلى تبني تسعة أجزاء منه، قبل أن ينتج رجل الأعمال السوري المقرّب من النظام الجزء العاشر في الموسم الفائت ويبوء بالفشل الذريع مع نيته المتابعة في الاستثمار بعدمية المسلسل بأجزاء جديدة.
"حرملك" أقفل باكراً
وكأنه كتب على أعمال المنتج إياد النجار التعثر، فلم تنطلق حتى الآن عمليات تصوير ثاني جزء من "حرملك"، فالمسلسل هو الأكثر بذخاً في الإنتاج الفني خلال الموسم الفائت، ودخل شبكة MBC ليحل بديلاً من "باب الحارة"، لكن العدد الكبير من النجوم لم يسعف قصة سليمان عبد العزيز في صناعة حالة جماهيرية للمسلسل، ما أوقع شركة "كلاكيت" في مطبات إنتاجية أخرت تصوير الجزء الثاني من العمل عدة مرات. ورغم إنجاز قسم جيد من مشاهد الموسم الثاني، إلا أن قرار إكماله لعرضه في موسم رمضان القادم لم يتخذ بعد، وفيما تلعب ظروف لبنان دوراً في تأجيل بقية المشاهد، يبدو أن هناك عملاً ثانياً قد يطيح مستقبل "حرملك".
التاريخ ترويه النساء
لم يتردد المخرج بسام الملا في اختيار اسم مستفز ليعود به إلى الدراما، فانتقى اسم "سوق النسوان" لمسلسله الذي يعود به هذا العام، بعدما فشل في استعادة ملكية حقوق "باب الحارة". اختار الملا، الذي يعد أبرز مخرجي البيئة الشامية، الحديث عن حقبة كانت محظورة في الدراما السورية، وهي الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين التي لم يسبق للدراما السورية أن تطرقت إليها منذ مجيء بشار الأسد إلى الحكم. وبينما دافع الملا عن رؤية مسلسله الجديد بأنها تنصف المرأة السورية وتدخل في إطار التوثيق، يحشد لبطولة المسلسل نجوماً من الصف الأول، كسلوم حداد وبسام كوسا وسلافة معمار. ولكن هل يوحي الاسم الذي جرى اختياره بأمل إنجاز عمل منصف لتاريخ دمشق ولنساء الشام؟
اقــرأ أيضاً
قبنض يصنع "بروكار"
العمل الأكثر ثباتاً في الإنجاز هو "بروكار"، عن نص لسمير هزيم والمخرج محمد زهير رجب، الذي انطلق تصويره مطلع كانون الأول الجاري. يرصد المسلسل النموذج التقليدي للحارة الشامية مع نمط الشخصيات المكرر مع إخفاق الشركة المنتجة في إقناع نجوم الصف الأول بالانضمام إلى العمل، ما يعني اقتصاره على ممثلين اختبرهم الجمهور في الدراما الشامية واكتشف مدى إخفاقهم في "حمل" العمل على أكتافهم.
هل تنجح دراما البيئة الشامية في استقطاب الجمهور إلى باحة البيت قرب النافورة على حكاية مقنعة تلهب الوجدان، أم ترهقه بصور جديدة لشخصيات ما يلبث أن يحفظ اسمها ليكتشف كم هي منسوخة من أعمال لا تغيب عن الشاشة.
مسلسل تقوده عربة
تحاول شركة "غولدن لاين" المملوكة لبيت الأحمر، التجار المعروفين في العاصمة دمشق، الاعتماد على المسلسل الشامي حاضراً في قائمة إنتاجها منذ انطلاقها قبل عشر سنوات. إذ قدّمت في العام الفائت مسلسل "سلاسل دهب"، وعمدت إلى مدّ حلقاته من 30 إلى 38 لتحقيق ربح أكبر من ناحية البيع، وهي تستعد للدخول في غمار قصة جديدة كتبها السيناريست السوري عثمان جحا، على أن يتولى إخراجه المخرج سمير حسين، ويروي حكاية بائع على عربة جوالة في أحياء دمشق القديمة. وفيما تجمع البطولة كلاً من الفنانين سلوم حداد وكاريس بشار وباسم ياخور، تغامر الشركة في تصدير المسلسل عربياً والاستثمار في أجزاء متتالية منه عبر حشر نجوم الصف الأول في مسلسل واحد ستنطلق عمليات تصويره مطلع العام.
استثمار في "وردة شامية"
مع ذلك، لن توقف شركة "غولدن لاين" البحث عن الربح، بل تستعد لإنتاج جزء ثانٍ من مسلسل "وردة شامية" للكاتب مروان قاووق، والمخرج علي علي. والعمل الذي حقق الموسم الأول منه نسب متابعة عالية، يروي حكاية ريا وسكينة الشهيرة بإطار شامي مع عدد من الممثلين المتميزين، واستطاع النفاذ خارج حدود سورية، رغم تأجيل عرضه لعام كامل، ليجمع في بطولته كلاً من سلافة معمار وشكران مرتجى وسلوم حداد وسعد مينة. هل تسعف الأشهر الباقية قبل الموسم في إنجاز ثاني أجزاء المسلسل؟
الحارة لن تغلق الباب
يمكن تشبيه "باب الحارة" بالمسلسل الصفري في مواسمه الأخيرة، بعدما يئس الجمهور من إغلاق هذه السلسلة التي طاولت العشرة أجزاء، وانتقلت بين عدة شركات إنتاج، واستنزفت التاريخ الدمشقي بروايات غير مثبتة نمّطت صورة المرأة بشكل سلبي، ولهث صنّاعها خلف أيديولوجيات الممولين لتظهر الحارة الشامية في أسوأ صورها، رغم الجماهيرية العالية التي حققتها المواسم الأولى من المسلسل، وجعلت منه المسلسل الأكثر جماهيرية عربياً، وبعائد إعلاني كبير دفع شبكة الـMBC إلى تبني تسعة أجزاء منه، قبل أن ينتج رجل الأعمال السوري المقرّب من النظام الجزء العاشر في الموسم الفائت ويبوء بالفشل الذريع مع نيته المتابعة في الاستثمار بعدمية المسلسل بأجزاء جديدة.
"حرملك" أقفل باكراً
وكأنه كتب على أعمال المنتج إياد النجار التعثر، فلم تنطلق حتى الآن عمليات تصوير ثاني جزء من "حرملك"، فالمسلسل هو الأكثر بذخاً في الإنتاج الفني خلال الموسم الفائت، ودخل شبكة MBC ليحل بديلاً من "باب الحارة"، لكن العدد الكبير من النجوم لم يسعف قصة سليمان عبد العزيز في صناعة حالة جماهيرية للمسلسل، ما أوقع شركة "كلاكيت" في مطبات إنتاجية أخرت تصوير الجزء الثاني من العمل عدة مرات. ورغم إنجاز قسم جيد من مشاهد الموسم الثاني، إلا أن قرار إكماله لعرضه في موسم رمضان القادم لم يتخذ بعد، وفيما تلعب ظروف لبنان دوراً في تأجيل بقية المشاهد، يبدو أن هناك عملاً ثانياً قد يطيح مستقبل "حرملك".
التاريخ ترويه النساء
لم يتردد المخرج بسام الملا في اختيار اسم مستفز ليعود به إلى الدراما، فانتقى اسم "سوق النسوان" لمسلسله الذي يعود به هذا العام، بعدما فشل في استعادة ملكية حقوق "باب الحارة". اختار الملا، الذي يعد أبرز مخرجي البيئة الشامية، الحديث عن حقبة كانت محظورة في الدراما السورية، وهي الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين التي لم يسبق للدراما السورية أن تطرقت إليها منذ مجيء بشار الأسد إلى الحكم. وبينما دافع الملا عن رؤية مسلسله الجديد بأنها تنصف المرأة السورية وتدخل في إطار التوثيق، يحشد لبطولة المسلسل نجوماً من الصف الأول، كسلوم حداد وبسام كوسا وسلافة معمار. ولكن هل يوحي الاسم الذي جرى اختياره بأمل إنجاز عمل منصف لتاريخ دمشق ولنساء الشام؟
العمل الأكثر ثباتاً في الإنجاز هو "بروكار"، عن نص لسمير هزيم والمخرج محمد زهير رجب، الذي انطلق تصويره مطلع كانون الأول الجاري. يرصد المسلسل النموذج التقليدي للحارة الشامية مع نمط الشخصيات المكرر مع إخفاق الشركة المنتجة في إقناع نجوم الصف الأول بالانضمام إلى العمل، ما يعني اقتصاره على ممثلين اختبرهم الجمهور في الدراما الشامية واكتشف مدى إخفاقهم في "حمل" العمل على أكتافهم.
هل تنجح دراما البيئة الشامية في استقطاب الجمهور إلى باحة البيت قرب النافورة على حكاية مقنعة تلهب الوجدان، أم ترهقه بصور جديدة لشخصيات ما يلبث أن يحفظ اسمها ليكتشف كم هي منسوخة من أعمال لا تغيب عن الشاشة.