ميناء الرويس التجاري: جهة بحرية أخرى في قطر

19 يناير 2019
ستساعد أعمال التوسعة على رفع القدرة الاستيعابية (معتصم الناصر)
+ الخط -
يقع ميناء الرويس، الميناء التجاري الثاني، شمالي دولة قطر، على بعد 120 كيلومتراً من العاصمة الدوحة. يلعب الميناء دوراً رئيسياً في تنشيط التبادل التجاري الإقليمي وإنعاش الحركة الاقتصادية في المنطقة الشمالية للدولة. وقد نجح الميناء في التعامل مع الطلب المتزايد على المواد الغذائية والسلع الأخرى، بعد حصار قطر، ووفر حلاً سريعاً وجاهزاً لمستخدميه بوصفه بوابة مثالية للسلع الطازجة والمجمدة والمبردة التي يتم جلبها في الحاويات من الدول المجاورة.
وتعد مدينة الرويس التي يقع فيها الميناء، واحدة من أقدم المدن القطرية، أسسها أحمد بن كاسب السادة، المنتسب إلى السادة الرفاعية، ما بين عام 1650 إلى 1700، وتتميز بمناخها المعتدل صيفاً حيث لا يتجاوز الحد الأعلى لدرجة الحرارة صيفاً الـ40 درجة مئوية.
ويقول مدير ميناء الرويس خالد عبدالله النعيمي، لـ"العربي الجديد"، إن ميناء الرويس، الذي يعد بوابة قطر الشمالية للتجارة والميناء التجاري الثاني لدولة قطر ويتميز بموقعه البحري الاستراتيجي بمنتصف الخليج العربي، يتعامل مع مختلف أنواع السفن الصغيرة والمتوسطة التي تزور الميناء باستمرار، وتجلب، أيضاً، البضائع المتنوعة والسيارات ومواد البناء و"الجابرو".
نجح ميناء الرويس، بإدارة شركة موانئ قطر وإشراف وزارة المواصلات والاتصالات، في تحقيق أداء قياسي خلال العام الماضي، حيث استقبل ما يصل إلى 2848 سفينة صغيرة ومتوسطة، بنمو 35% عن عام 2017، كما شهد مناولة 119.774 طناً من البضائع المتنوعة، بزيادة 30% عن عام 2017، ونحو 548.967 رأساً من الثروة الحيوانية، بنمو 118%، بالإضافة إلى 324.248 طناً من الجابرو ومواد البناء، وما يصل إلى 25.000 حاوية ونحو 2700 سيارة، بنمو 73% و283% على التوالي.




يضم الميناء حوضين للسفن، خصص كل حوض لنوع معين من البضاعة. فالحوض الأول يستقبل السفن التقليدية والصغيرة من الدول المجاورة، فيما يستقبل الحوض الثاني السفن المتوسطة التي تحمل موادّ ذات حمولة ثقيلة، مثل مادّة الجابرو والحديد وموادّ البناء وغيرها من المواد الثقيلة، كما يضم الميناء أربع بوابات لدخول السيارات والشاحنات لتسهيل عملية نقل البضائع.
وفي إطار مساعي الدولة لتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 والتنويع الاقتصادي، تم في عام 2014 وضع خطة لتطوير ميناء الرويس على أن تكون على ثلاث مراحل، وذلك لاستحداث ستة مراسٍ لاستقبال مختلف أنواع السفن والبضائع التجارية، وفي مقدمتها مواد البناء، مثل الجابرو والإسمنت والجبس والحديد والرخام والغرانيت. وقد تم الانتهاء وتدشين المرحلة الأولى في عام 2015، كما تم في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تدشين المرحلة الثانية التي تضمنت إنشاء سوق الميناء على مساحة 6700 متر مربع، وبناء مخازن جديدة وتوسيع المساحة الاستيعابية لأرضية الميناء، واستكمال البنية التحتية الخاصة للميناء. وستساعد أعمال التوسعة الجديدة والتي تضيف 156 ألف متر مربع من مساحات التخزين، في رفع القدرة الاستيعابية للميناء ثلاثة أضعاف، حيث تمكنه من استقبال وتصدير نحو 20 ألف حاوية في السنة مقارنة بنحو ألف حاوية في الأعوام السابقة. ومن المتوقع أن تخدم التوسعة الجديدة الميناء لمدة 10 سنوات مقبلة.
وتشمل المرحلة الثالثة والتي يجري العمل فيها حاليا أعمال توسيع القناة الملاحية وأحواض الميناء إلى عشرة أمتار، ليكون لها دور هام في رفع إمكانيات الميناء من ناحية قدرته على استقبال السفن ذات الحمولة الكبيرة، وهو أمر يساهم في جعل الميناء نافذة اقتصادية مهمة في الدولة، إذ يضم مناطق تخزينية ومرافق متكاملة لخدمة السوق المحلي ودعم التنويع الاقتصادي.
ومن بين العمليات التطويرية التي يشهدها الميناء، إنشاء وتجهيز صالة خاصة لخدمة المسافرين عبره، وذلك لتسهيل حركة تنقل المسافرين بحرا إلى دول المنطقة. كما يضم الميناء مكاتب لمختلف الجهات الحكومية المختصة بأعمال المراقبة والتفتيش ومنح تراخيص إدخال البضائع التجارية، وإجراءات دخول وخروج المسافرين والبحارة، ومن هذه الجهات وزارة الداخلية، ووزارة البلدية والبيئة، ووزارة الصحة العامة، والهيئة العامة للجمارك، إضافة إلى توفير مكاتب للوكلاء والملاحين والمخلصين الجمركيين.

_______________________________

ويتميز ميناء الرويس بتوفر "سوق الميناء"، وهو، كما يقول مديره خالد النعيمي، مستقل عن الميناء، ويوفر منصة تجارية لبيع وشراء المنتجات الأجنبية القادمة على متن السفن التجارية القادمة لميناء الرويس من جميع أنحاء دول المنطقة. ومن أهدافه الرئيسية توفير خيارات إضافية للمواطنين والمقيمين من خلال المنتجات المتنوعة التي يتم عرضها بشكل يومي، بالإضافة إلى المساهمة في دعم التنمية الاقتصادية في شمالي دولة قطر.
دلالات
المساهمون