"متحف النسيج" بالقاهرة... 3500 سنة من الإبداع

11 يونيو 2018
يضم مجموعة ضخمة من تحف النسيج (فيسبوك)
+ الخط -
إضافة لمقتنياته الأثرية، يعد متحف النسيج مركزاً ثقافياً مهماً، بما يقدمه من فعاليات ثقافية وفنية على مدار العام. ومع النشاط الكبير الذي يبذله أخيراً، توّج متحف النسيج المصري بجائزة خاصة تمنح لأول مرة هذا العام، تسلمها مديره أشرف أبو اليزيد.

ووفقاً للجنة الوطنية المصرية للمتاحف، فإن هذه الجائزة تعود إلى ما حققه المتحف من مستوى ممتاز في إقبال الجمهور والباحثين.

وافتتح متحف النسيج المصري سنة 2010، ليضم مجموعة ضخمة من النسيج الأثري الذي ينتمي لعصور قديمة، تبلغ حوالي 250 قطعة و15 سجادة، وبعض الأدوات القديمة المستخدمة في تلك الصناعة، كالأنوال والمسلّات، وتعود أقدم المقتنيات إلى حوالي 3500 سنة، وهو أول متحف من نوعه في الشرق الأوسط، والثالث عالمياً.

أما عن موقعه، فهو يحتل "سبيل محمد علي باشا" الواقع في شارع المعز لدين الله بالقاهرة الفاطمية، بالقرب من منطقة "بين القصرين".

وسبيل محمد علي مبنى أثري خيري يعود تاريخه لسنة 1828، حيث أنشأه الوالي محمد علي باشا عن روح ولده إسماعيل باشا، الذي توفي بالسودان في 1822، وهو تحفة معمارية رائعة الجمال متعددة الزخارف والتفاصيل، والسبيل مكون من طابقين فيهما عدة غرف.

ويضم الطابق العلوي سبع قاعات، أمّا الطابق الأرضي فيضم أربع. وأصل السبيل عبارة عن صالة مستطيلة تفتح على غرفة للتسبيل ذات واجهة رخامية مستديرة تشتمل على أربعة شبابيك تسبيل، ويحتوي على حوض رخامي بيضاوي الشكل وأعلى كل شباك يتوسطه عقد يحوي شعار الدولة العثمانية "هلال تتوسطه نجمة".



وتضم غرف المتحف مقتنيات تبرز تاريخ صناعة النسيج منذ عهد الفراعنة، الذين اشتهروا بصناعة المنسوجات الكتانية المميزة، إضافة إلى منسوجات أخرى متنوعة تنتمي للعصر اليوناني والعصر الروماني، ومجموعة مميزة من النسيج القبطي، ثم العصور الإسلامية، كالأموي والعباسي والطولوني والأيوبي والعثماني والمملوكي والإيراني الصفوي والعراقي واليمني وكسوة الكعبة المشرفة، حيث تكشف المقتنيات عن السمات الفنية لكل عصر والتي انعكست على أنسجته من تطريز وألوان وتقنيات.

أما عن وسائل جلب مقتنيات المتحف، فقد تم العثور عليها عن طريق الاكتشافات والحفريات الأثرية، وبعضها جاء من المتاحف الإسلامية والقبطية ومن القصور القديمة، مثل قصر الجوهرة، ومن حفائر الفسطاط ومخازن الأقصر والبر الغربي. وقد تم تزويد المتحف بأحدث واجهات العرض المزودة بوسائل التأمين والإضاءة المناسبة لطبيعة المقتنيات من قطع سجاد ومنسوجات نادرة تمثل مختلف العصور التاريخية.
دلالات
المساهمون