في حين، تمارس اليوم علناً وسرية، عمليات إبادة لا تقل قسوة عن تلك، بحق جماعات بشرية مختلفة، من دون أن يسلط عليها ما يكفي من الضوء، مثل معسكر الرعب الشيوعي في الصين، الذي يتعرض فيه نحو مليون مسلم للتعذيب العقلي والجسدي، بحسب تقرير نشرته وكالة "أسوشييتد برس" اليوم.
وكشف التقرير بحسب شهادة عمر بكالي، أحد الناجين من ذلك المعسكر، تفاصيل مرعبة يواجهها المحتجزون داخل ما يسمى "معسكرات إعادة التثقيف" في مقاطعة شينغيانغ غرب الصين.
وتهدف هذه المعسكرات إلى إعادة برمجة الأفكار السياسية في عقول المحتجزين، محو معتقداتهم الإسلامية وتغيير هوياتهم بشكل جذري، حيث يجبرون على أكل لحم الخنزير، وشرب الكحول، ويمنعون من الوضوء على الرغم من تعارض هذه الأمور مع معتقداتهم الدينية الإسلامية، التي كان عليهم أن يتخلوا عنها قسرًا ليعلنوا ولاءهم للحزب الشيوعي الحاكم.
ويضطر السجناء في معسكرات إعادة التثقيف على الاستيقاظ في الصباح الباكر وغناء النشيد الوطني، كما اضطروا إلى حفظ الأغاني التي تمجد الحزب الشيوعي الصيني، وإلى الاستماع إلى القصص التاريخية التي تهين أبناء عرقهم ودينهم، وتتهمهم بالتخلف. وللاعتذار أمام زملائهم عن حفظهم القرآن وذهابهم إلى المسجد، حيث كانوا يلقنون أن أداء صلاة الجمعة دليل على التطرف، وأن الإسلام أصولي قمعي ولا يمكن مقارنته بالحزب الشيوعي التقدمي.
Facebook Post |
واحتجزت السلطات الصينية منذ الربيع الماضي مئات الآلاف من المسلمين الصينيين والأجانب، بحجة محاربة النزعات الانفصالية والتطرف الإسلامي، فيما وصفته إحدى اللجان الأميركية على أنه "أكبر سجن جماعي لأقلية من سكان العالم اليوم"، فمقاطعة Xinjiang تمتد على مساحة تقارب نصف مساحة الهند.
Facebook Post |
وتنفي السلطات الصينية بشكل قاطع تعرض السجناء للتعذيب في معسكرات إعادة التثقيف، كما أكدت أنها تحترم الحقوق القانونية للأجانب في الصين، في حين وصف ريان ثوم، الأستاذ بجامعة لويولا في نيو أورليانز، هذه المعسكرات بواحدة من أسوأ الانتهاكات لحقوق الإنسان، وقال: "هذا سيحدث صدمة طويلة الأمد لعدة أجيال لاحقة، ولن يستطيع عدد كبير من الناس التعافي منها أبدًا".
Twitter Post
|