وقد صرَّح مديرُ المشروع من جامعة كاليفورنيا، هاريس لوين، وفق تقرير الميزانيَّة التي قدّمها إلى مجلة "الأكاديميَّة الوطنيّة للعلوم"، أنَّ تكاليف المشروع حسب الخطة، ستبلغ حوالى 4 مليارات دولار.
وقد استغرق الأمر من عام 1990 حتى عام 2003، من أجل فك الجينوم البشري بأكمله، وتفسير كلّ المادة الوراثيّة البشرية. لذلك، يهدف الفريق إلى جمع المعلومات الوراثيَّة حول كل الكائنات التي تسمّى في العلوم الطبيعيّة بـ"حقيقيات النواة"، وهي الكائنات التي تحتوي بداخلها على نواة خليّة واحدة على الأقل وأوضح الباحثون، بأنَّه حتّى الآن لم يتم تفكيك سوى 0.2 بالمئة من المعلومات الوراثيَّة الموجودة عند كل الكائنات حقيقيات النواة.
وأكّد الباحثون أنّ 1.5 مليون من حقيقيات النوى فقط، معروفة من ناحية مادتها الوراثيّة بالنسبة إلى العلماء، ولكن، يوجد أكثر من 10 حتى 15 مليون كائن، ما زالت مادتهم الوراثيّة مجهولةً حتّى الآن.
وقال، جين روبنسون، وهو أحد المشاركين في البحث من جامعة إلينوي، إنَّ هذه المشروع سيساعد العلماء على تطوير أدوية طبية جديدة، واكتشاف مصادر للطاقة المتجددة، وإطعام عدد متزايد من السكان على كوكب الأرض، وذلك لحماية البيئة أوّلاً، ودعم بقاء الإنسان ورفاهيّته ثانياً. كما أنَّ هذه المعرفة المعقّدة للمعلومات الجينيّة ستؤدّي إلى تطورات علميّة جديدة.
وتشير كثيرُ من التقديرات إلى أنّ أبحاث المادة الوراثية في الولايات المتّحدة الأميركيّة قد حققت أرباحاً اقتصاديّة تزيد 140 ضعفاً عن الأرباح التي حققتها الأبحاث الأخرى، مثلاً كتحسين أداء الأبقار وتوليد أشكال مفيدة أكثر من بذور البقوليات. ولكن ليس من الناحية الاقتصادية فحسب، بل سيساعدنا هذا المشروع على فهمٍ أفضل لتاريخ الحياة وتنوّعها، وكيفية دعمنا لها. إذْ يوجد الآن أكثر من 23000 كائن على كوكب الأرض مهدد بالانقراض. وستساعدنا الهندسة الوراثيّة على دعمها وحمايتها.
وأبدت الكثير من شركات تصنيع الروبوتات اهتمامها بالمشروع رغبة منها في معرفة أشكال أبسط من المادة الوراثية البشريّة، لربّما تتمكن تقنياً من إعادة بناء كائن ما!