لينا خوري: لا يفصح الرجل عن مكنوناته

04 مارس 2018
لينا خوري (العربي الجديد)
+ الخط -
في الرابع من شهر آذار/ مارس، سيتم افتتاح عرض "حكي رجال" للمخرجة اللبنانية، لينا خوري، على مسرح المدينة. هي محاولة من مخرجة "حكي النسوان" للدخول إلى عوالم الرجل. تتساءل لينا خوري: "هل الرجال هم فعلاً أسياد هذا المجتمع الذكوري أم هم ضحيته؟". 

"العربي الجديد" أجرت حواراً مع لينا خوري حول العرض الذي يأتي بعد 11 عاماً على "حكي نسوان". تقول في ذلك: "أتى ذلك بناءً على طلب الكثيرين ممن شاهدوا عرض "حكي نسوان" أن أقوم بعمل شبيه يركز على الرجل. في البداية، قلت إن هكذا مسرحية يجب أن يقوم بكتابتها رجل لكي يعكس حساسية الرجال ومشاكلهم. وعندما لم يتوفّر من يقوم بكتابة النص، وكوني امرأة أنا أيضاً تعاني من مشاكل الرجال وأسمع الكثير من صديقاتي، بدأت أنا بعملية البحث، وقمتُ بمقابلةِ عدد من الرجال".

وعند سؤالنا لخوري إذا ما كانت تعتقد بوجود مشاكل خاصّة للرجل، تقول: "لن أستطيع أن أفصح الكثير. ولكن أستطيع أن أقول إن كل إنسان يعيش في هذا المجتمع لديه مشاكل أكان رجلاً أم امرأة. حاولت من خلال العرض أن أفهم ما هي المشاكل الأساسية للرجل اللبناني، ووجدت في النهاية أننا لا نستطيع التعميم. ولكن الرجل بشكل عام لا يعترف أن لديه مشكلة، وقد واجهت صعوبة كبيرة أثناء المقابلات لأنه لا يفصح بسهولة عن دواخله. كنت دائماً أبحث عن الأسباب التي تجعله يخفي مكنوناته وكيف يمكنني أن أكسر هذا الحصن الذي يبنيه حول نفسه. هذا ما أتأمل أن نكسره في العرض. الرجل لديه الكثير من المشاكل، وتترتب عليه مسؤوليات قد تكون خانقة أحياناً. 75% من الذين ينتحرون هم من الرجال. وهذا مؤشر كبير. فلنفتح إذاً عالم الرجل. هذا هو الهدف من حكي رجال، إذ لم يسأله أحد في السابق: ما هي مشكلتك؟".

عن عمليَّة كتابة النص، أضافت خوري لـ "العربي الجديد": "عندما كنت أقوم بمقابلات مع بعض الرجال، وذلك منذ ست سنوات، كنت أجد أن الحديث كان ينحو إمّا نحو أحاديث سخيفة أو جنسية أو كان هناك صمت. من الصعب على الرجل أن يتكلم. حينها كنت أنتقل لمسرحيات أخرى حتى التقيت بفؤاد يمين، وأخبرته عن المشروع وعن الصعوبات التي أواجهها لأنني كنت أكتب، وكانت النصوص تخرج من وجهة نظر امرأة مع بعض السخرية، وأنا كنت أريد أن تخرج الحالات من وجهة نظر رجل. تحمّس فؤاد للأمر، وبدأ بكتابة بعض الأجزاء، وأنا كنت أيضاً أكتب على حدة، وكنا بعدها نتناقش. كذلك، شارك الروائي، رامي الطويل، بكتابة مونولوج رائع، وكان لغابرييل اليمين اللمسة الأخيرة، حتى الآن قمنا بكتابة 17 مسوّدة".
أمَّا عن آليّة اختيار الممثلين، فتختتم خوري: "أول شخص وقع خياري عليه كان فؤاد، لأنّه أول من شاركني في كتابة النص. ثم كنت أبحث عن رجال من فئات عمرية مختلفة ومتنوعة. ووقع خياري النهائي على غابرييل يمين، طوني معلوف، طارق تميم وجوزيف زيتوني".
دلالات
المساهمون