كميل شاهين: تصميم ملابس النساء فنّ

16 مارس 2018
كميل شاهين (العربي الجديد)
+ الخط -
في الطابق الأول في مبنى قديم مُصمم بأحجارٍ عربيَّة، يقع استوديو مصمم الأزياء كميل شاهين، الحيفاوي الفلسطيني، في البلدة السفلى من حيفا. في الطابق الثاني من المبنى، يبدأ عمله في التاسعة صباحاً من كل يوم. وتأتي إليه النساء من كلّ حدبٍ وصوب، طالباتٍ تصاميم لفساتين، إما للفرح الأبيض أو للسهرات. مع بداية الربيع، ينشط موسم الأفراح. وهو الحدث المجتمعي الأكبر الذي تأخذ النساء فيه بالتحضير في مجالات شتّى.

كميل شاهين (مواليد 1974) من مدينة حيفا، درسَ تصميم الأزياء في كلية "فيتسو"، وحصلَ على المرتبة الأولى في حيفا. تخصَّص خلال دراسته في تصميم ملابس الرجال، ويعمل في مجال تصميم الأزياء، منذ خمسة عشر عاما، وأثبت تفوّقه وتميّزه في هذا المجال.

وفي لقاء مع كميل شاهين، المختصّ أيضاً في تصميم فساتين الزفاف والسهرات، قال لـ "العربي الجديد": "في مجال التصميم يجب أن يكون لديك مفاهيم ونظرة تعامل مع جسد المرأة، ولعلاقة الملابس مع الجسد. وهناك جدل دائم في بداية كل تصميم. من هو الأهم؟ الفستان الذي ترتديه المرأة، أم المرأة التي ترتدي الفستان؟ أحاول المحافظة على جسد المرأة الإنسانة. والفستان بالنسبة لي، هو حاجة لتجميل المرأة فقط. الملابس جاءت في الماضي لتعبّر عن مكانة اجتماعية، أو لتمثّل مهنة معينة ووظيفة معينة أو فئة معينة. بدأت صناعة الملابس من جلد الحيوان، وحاجتها في البداية، كانت للتدفئة أو للحماية من الشمس".
يشير شاهين إلى أنَّ للملابس أهمية في الحياة اليومية، "لا نستطيع أن نتجاهل قضية الملبس، طبعا هناك هوسٌ زائدٌ أحياناً عند بعض الناس، ولكنْ للملابس حيزٌ كبيرٌ من تفكيرنا، ونبذر الكثير من الوقت عند اختيارنا للملابس، والاهتمام عند النساء، عمومًا، هو أكبر منه عند الرجال".

وعن اختياره العمل على تصميم فساتين النساء، يكمل شاهين: "عند تصميم الملابس للرجال، لا أشعرُ بأني أبذلُ الكثير من الفن، أمّا تصميم الملابس للنساء، ففيه شيء متحركّ وسائل، إذْ أنَّ مساحة وإطار تصميم الملابس النسائيَّة متغيّرة ومتحركة دومًا".
فساتين الزفاف البيضاء تعتبر جديدة نسبياً. في الماضي، كان لفستان الزفاف ألوانٌ مختلفة، ولم تكن الفساتين تقتصر على اللون الأبيض فقط. الفستان الأبيض هو جزء من الصناعة العالمية وللعولمة التي وحّدت كل الحساسيات. وكل النساء في العالم ترتدين الفستان الأبيض ليلة الزفاف، مثلما يحمل الجميع نفس الهاتف المحمول. "الفستان الأبيض حلم غالبية النساء، وهو أكثر ما يعبر عن الفرح والزواج. ويُعدُّ حدثاً مهمًا وفاصلاً عند قسم كبير من النساء"، يقول شاهين.

ويشير شاهين إلى أنّ جزءاً من عمل مصمم الأزياء يجب أن يتّجه إلى الدعم المعنوي للعروس، لأنَّ المرأة اليوم متطورة وعصرية، ولا تأتي فقط لكي تشتري فستانا وتذهب، بل كي تعيش التجربة وما حولها من اللقاء الأول حتّى عملية تصميم الفستان بكل تفاصيلها. ويجب أن يكون التعامل مع الفستان الأبيض حساساً ودقيقاً، لأنّ العروس تكون متوترة وخائفة، ولديها أحلام وتأملات، وتريد تحقيق الأمور في ليلة زفافها بأفضل طريقة ممكنة، ومنها فستان زفافها.
المساهمون