وفاة هنريك في الإعلام الدنماركي: كان "أمير سحاب البنطال" وبات "ملكاً"

17 فبراير 2018
تعاطت الصحافة بطريقة مختلفة عند وفاة الأمير (Getty)
+ الخط -
اهتم الملحق الثقافي لصحيفة "بوليتيكن" الدنماركية بتغطية صحافة الدنمارك موت الأمير هنريك، زوج الملكة مارغريتا فرنسي الأصل، تحت عنوان "هل تغطية وفاة الأمير هنريك تعبير عن النفاق؟".

واستندت في البحث عن إجابة إلى صحافيين لم يكونوا سوى ساخرين من هنريك أثناء حياته.

اهتمام الصحافية والمحررة في قسم الثقافة في بوليتيكن LEA FRIIS ليا وند فريس أخذ القارئ في جولة استذكار كيف كانت بعض الصحف تضع الأمير هنريك في دائرة التهكم والاستهزاء، إلى حد رفض وجوده بسبب أصوله الفرنسية، ثم تحولها إلى صف مختلف تماماً وإصدار ملاحق صحف خاصة بوفاة الرجل.

 وكتبت ليا "فمن أمير سحاب البنطال (مع صورة نشرتها إكسترا بلاديت للرجل وقد سها عن إغلاق سحاب بنطاله في 2011) إلى أنت كنت ملكاً، بعد وفاته، وتحوله إلى المحبوب الملكي، فثمة نفاق في تغطية وسائل الإعلام، تذكر وزيرة الثقافة في بلدنا ميتا بوك على صفحتها على وسائل التواصل، فهل حقاً نحن أمام نفاق إعلامي؟".

وللإجابة عن هذا التساؤل ذهبت الصحافية فريس إلى مراسلة القصر الملكي لـ35 سنة في صحيفة "بي تي" لتجيب بأن "الأمر لا يعبر عن نفاق، لكن ربما يبعث على الارتياح أن الدنماركيين فتحوا عيونهم أهمية هذا الأمير لبلدهم حين كان حياً، مع أنني أذكر جيداً كيف نعتوه بأوصاف لا تليق بوسائل الإعلام، فقد كانت صحافة سيئة جداً". وتتذكر بوديل كيف أن الأمير هنريك "تعرض خلال 40 سنة للمضايقة أكثر من أي شخص في البلد، وربما لأن الناس ظنوا أنه يحاول أن يأخذ العرش من الملكة. وعلى الرغم من أن بعضهم ربط تلك التغطية المهينة للأمير الراحل باعتبارها جزءاً من روح الفكاهة الدنماركية، إلا أنني أعترف بأنها كانت بغيضة".

"بوليتيكن" تصف تغطية حياة ووفاة الأمير في وسائل الإعلام، خصوصاً الصحافة الشعبية، بأنها "صحافة قامت بالتربح المالي من خلال التعاطي معه بشكل سيئ، ثم بعد موته أخذت عناوين الصحف الأولى تصفه بالملك، وهو تخصيص لاستغلال مكانته بين الشعب للتربح المالي، فهو أمر يستدعي أن يشعر كثيرون ببعض الخجل".

رئيسة تحرير "إكسترا بلاديت" كارن برو، التي لم تتركه بدون هجوم أثناء حياته، تستغرب سؤال الصحافية فريس عن النفاق "لا أفهم السؤال. لا أرى أي نفاق، فعندما يموت الناس فهم ميتون، وبالتالي نختار لهجة أخرى مختلفة عن النقاش الحاد والتغطية الصارمة أثناء حياتهم، وهو ما ينطبق حين يكون الناس على فراش الموت، فلهجتك مع الناس غير ما هي عليه وهم على قيد الحياة".

وكان ولي العهد الدنماركي، فريدريك، قد انتقد في كتاب صادر عن أبيه بعنوان "الوحيد" كيف جرى التهكّم على أبيه الأمير هنريك، وهو ما ترفضه رئيسة تحرير اكسترا بلاديت، كارن برو، "فصحيفتنا تعمل على التهكم والسخرية والنقد حتى للقصر الملكي، ونظهر صوراً بصدور عارية للعائلة الملكية لا مشكلة لدينا في هذه التغطية، فتلك هي حدود انضباطنا".

وبالنسبة إلى رئيس صحيفة "بي تي" السابق، ينس غروند، فإنه يرد على سؤال الصحافية فريس بأنه لا يرى نفاقاً في التغطية "نعم لقد كانت تغطية قاسية في حياته، لكنها كانت انعكاساً لموقف دنماركي عام، فالأمير نفسه عبّر في 2002 عن أنه لم يشعر بأنه أمير محبوب من الدنماركيين، وهذا صحيح على ما أظن. نعم قمنا بتغطية فيها استهزاء وسخرية لفترة طويلة، لكن المزاج العام تغير تجاهه كما تتغير الآن التغطية حوله، علينا أن نفكر في أن الصحافة عكست ما كان يدور في الشارع حينذاك".

وقد ألقى آلاف الدنماركيين نظرة الوداع على الأمير هنريك، الذي سجي نعشه في كنيسة صغيرة بوسط كوبنهاغن حتى تقام مراسم الجنازة الخاصة الأسبوع المقبل.

ووضع النعش الذي لُفّ بالعلم الدنماركي وشعار النبالة الخاص به، على منصة محاطة بحرس شرف، داخل كنيسة قصر كريستيانسبورغ، حيث مر قربه الناس بصمت اليوم السبت، بحسب وكالة "أسوشييتد برس".

وفي وقت سابق اليوم، زار أفراد العائلة الملكية الكنيسة التي من المقرر أن تستضيف مراسم الجنازة الخاصة الثلاثاء المقبل. ولبى القصر رغبة هنريك، الذي وافته المنية في 13 فبراير/ شباط الجاري عن 83 عاماً، بأن يتم حرق جثمانه. والعام الماضي، أثار هنريك دهشة الدنماركيين عندما قال إنه لا يريد أن يدفن إلى جوار مارغريت وفقا للتقاليد المتبعة.

دلالات
المساهمون