وأكد سينمائيون عرب ودوليون يتناولون في أفلامهم قضايا مهمة من العالم العربي أهمية السينما في رفع الوعي ومدّ جسور المعرفة والتقارب بين المجتمعات.
واستضاف المهرجان في حلقة نقاشية الممثلة إيفانجلين ليلي، بطلة فيلم "الرجل النملة"، وكريم عينوز مخرج فيلم "مطار تمبلهوف المركزي" (ألمانيا، فرنسا، البرازيل/ 2018) وتفاعلا بانفتاح وشفافية مع الجمهور.
وعبرت ليلي عن إعجابها بحكام ومواهب مهرجان أجيال الذين يعكسون نظرتها الخاصة للحياة، قائلة "أحاول دائماً أن أزيح هالة الشهرة والأضواء، وإبراز شخصيتي الحقيقية، فنحن جميعاً سواسية".
وأشارت ليلي إلى أنها تخطط للعمل في مسلسل جديد، ولكن من دون الكشف عن مزيد من التفاصيل، لافتة إلى أن "الأعمال التلفزيونية تتطلب التزاماً كبيراً، موضحة أن السبب الرئيسي وراء قرارها الخاص بالعودة للتلفاز هو أن لديها الآن طفلين، قائلة "حياة الممثل بصورة عامة هي مثل حياة الغجري، وهي صعبة للغاية بالنسبة للجانب العائلي. وقد كنت أبحث بالفعل عن بعض الاستقرار".
بدوره، روى كريم عينوز مخرج فيلم "مطار تمبلهوف المركزي" الحائز على جائزة أمنيستي الدولية للأفلام في مهرجان برلين السينمائي الدولي لعام 2018، قصته قائلاً "إنها لسخرية تاريخية أن تدور قصة الفيلم حول المطار الذي تم بناؤه في الأساس لإصلاح الطائرات العسكرية، وكيف تحول الآن إلى واحد من أكبر مراكز الإيواء لطالبي اللجوء. وقد أرقتني كيفية تصوير الإعلام للاجئين، وشعرت بأنني بحاجة إلى تقديم قصتهم بصورة أكثر إنسانية".
وحول ردود الفعل على الفيلم في برلين، لفت المخرج إلى تقبل الألمان الفيلم وإعجابهم به، وقد فوجئوا بأن الفيلم لم يصنعه مخرج ألماني.
يدور فيلم "ولدي" (تونس، فرنسا، بلجيكا، قطر/ 2018) للمخرج محمد بن عطية حول رياض، الذي يوشك على التقاعد من عمله في ميناء تونس، وشريكة حياته نازلي، وحول ابنهما الوحيد سامي، الذي يستعد لخوض امتحانات الثانوية.
يتعرض ابنهما لنوبات متكررة من الصداع النصفي، ما يتسبب في قلق والديه. وعندما تبدو عليه أخيراً علامات التحسن، يختفي سامي فجأة، تاركاً وراءه رسالة تلمح إلى المكان الذي من المحتمل أن يكون قد ذهب إليه.
وقال الممثل الرئيسي في الفيلم محمد الظريف الذي يؤدي دور رياض "سلطنا الضوء على قضية حقيقية بالاستناد إلى أحداث واقعية، وكانت رسالتنا أن ننشر الوعي حول موضوع بمثل تلك الأهمية".
وأشاد الظريف بمهرجان أجيال واشتراك فئات من أعمار صغيرة في مثل هذا الحدث، وهو ما يعكس الواجهة الثقافية والمستقبل الواعد للأجيال المقبلة.
الفلسطينية ولاء تحكي قصة الفيلم الكندي الدنماركي "ما تريده ولاء" (العربي الجديد) |
كذلك، تحدثت كريستي جارلاند، مخرجة فيلم "ما تريده ولاء"، عن تجربتها الخاصة بهذا العمل، مشيرةً إلى العنصر الأساسي الذي جذبها، وهو المكان الذي تدور فيه الأحداث، وهو بالتأكيد المكان الذي نشأت به ولاء وتعيش فيه حتى الآن بكل ما يحدث فيه من فوضى وعقبات، وحلم ولاء الشجاع وغير التقليدي في الانضمام إلى قوات الأمن، وعزيمتها وإصرارها على تحقيق طموحها.
ويدور فيلم "ما تريده ولاء" (كندا، الدنمارك/ 2018)، حول ولاء التي نشأت في مخيم للاجئين الفلسطينيين بالضفة الغربية بينما كانت والدتها في المعتقل. عقدت ولاء العزم على أن تكون واحدة من النساء القلائل بين صفوف قوات الأمن الفلسطينية، وهو ليس بالأمر السهل على فتاة لها أسلوبها الخاص في إتمام الأمور.
يتتبع الفيلم قصة ولاء بداية من سن الـ 15 وحتى بلوغها الـ 21 من عمرها، وهي قصة عن فتاة جسور تناضل بكل عزم وإصرار لتحقيق حلمها، وتجد لنفسها مكاناً في هذا العالم.
وتحدثت ولاء عن تجربتها قائلةً "كان من الصعب للغاية أن أنضم للقوات العسكرية في تلك البيئة التي تحتم على الجميع الانضباط والالتزام، مع الأخذ في الاعتبار طبيعتي المتمردة، ولكن ذلك هو التحدي الذي سعيت لتحقيقه، لإثبات قدرتي على الثبات والصمود أمام الصعوبات مهما كان حجمها".