"شغف ريشة".. رسومات داخل خيمة تواجه الاحتلال في غزة

07 نوفمبر 2018
يحاول الفلسطينيون الحفاظ على تراثهم (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
تؤمن الفنانة الفلسطينية الشابة، سعاد السباخي، أن الدفاع عن القدس، مدفوعٌ بـدم الشهداء، وهو ما تصفه لوحتها الفنية التي شاركت بها في معرض "شغف ريشة" الذي نظمته شبيبة التحرير الفلسطينية، وكتلة التحرير للفنانين التشكيليين، اليوم الأربعاء، على أرض ساحة الكتيبة غربي مدينة غزة.

خيمةٌ توسطت الساحة، واستضافت المعرض الأخير، في وقت كانت "الكتيبة" تضم "قرية الفنون والحرف"، التي لطالما كانت وجهة لاستضافة الفنانين الفلسطينيين ولوحاتهم، وحتى تنظيم المعارض لما يزيد عن 20 عاماً قبل أن تُدمرها طائرات الاحتلال الإسرائيلي بعدة صواريخ منتصف يوليو/تموز الماضي، محولةً المكان إلى ركام.

وبعدما دمّر الاحتلال قرية الفنون والحرف، التي لطالما اعتبرت إرثاً ثقافياً يحاول الفلسطينيون من خلالها الحفاظ على التراث الفلسطيني، من خلال تطويعها لتكون مزاراً لإقامة المعارض الفنية وإحياء المناسبات الوطنية، إضافة لتعليم الشباب الفنون بأنواعها، لم يجد الفنانون سوى خيمةٍ بدائية تتوسط ساحة الكتيبة أسفل أشعة الشمس لعرض أعمالهم الأخيرة. 

العدوان الإسرائيلي على المسيرة الفنّية في غزة، لم يمنع الرسامين الشباب من المضي قدماً في طريق إيمانهم بأن الفن سلاح لمواجهة الاحتلال أيضاً، وقالت السباخي لـ"العربي الجديد": "نحن مستمرون في أعمالنا الفنية رغم كل الظروف. شاركت برسمة تعبر عن شهيدٍ فلسطيني، شكّلت روحه جذوراً لحمل القدس والدفاع عنها، بالشهداء نحن ندافع عن مقدساتنا".

الفنان الشاب، محمد نجم، شارك بلوحة ترمز إلى الانتفاضة الشعبية والتي لطالما شكّلت مشاهد النضال الفلسطيني في وجه الاحتلال، وتحدث عن عمله لـ"العربي الجديد" قائلاً: "رموز واضحة في الصورة مثل الكوفية الفلسطينية، والحجر بيد المناضل والصقر الذي يدل على القوة، وأسفلها جماجم لجنود صهاينة، جميعها دلالات على أوجه محاربة الاحتلال". كما أكد نجم أن الفن سلاح لمحاربة الاحتلال كما كل وسائل وأشكال النضال الفلسطيني على مر التاريخ.

زاوية أخرى، أراد الشاب محمود الغلبان تسليط الضوء عليها من خلال مشاركته في "شغف ريشة"، وتشكلت في صورة طفلة تتوشح بالتراث الفلسطيني، وقال لـ"العربي الجديد": "في كل مرة نؤكد للاحتلال أن التراث الفلسطيني رمزٌ لبقائنا وتجذرنا في الأرض، وأن هذا التراث يغرسه الكبار في نفوس الصغار مهما حاول الاحتلال طمسه وسرقته".

زوايا عديدة حاول من خلالها المشاركون في المعرض، التأكيد على هويتهم الفلسطينية ورفضهم لكل أشكال الاحتلال، فالفنانة علا أبو صقر، قد شاركت بلوحة لعجوز ترتدي الثوب الفلسطيني، وتحمل القدس على رأسها على رغم ثقل كاهلها، أرادت من خلال هذه اللوحة الإشارة إلى أن الفلسطينيين يشيخون، وهم يحملون همّ القضية.

إلى ذلك، يقول مسؤول شبيبة التحرير الفلسطينية، حسام البربار، لـ"العربي الجديد": "إن معرض شغف ريشة يضم أعمالا لعدد من الفنانين الشباب الذين يتمتعون بموهبة الرسم، والمعرض يضم 30 لوحة فنية لأعمال 30 فنانا شابا في مدينة غزة، كما أن اللوحات التي شاركوا بها ترمز إلى القضية الفلسطينية وشعارات وطنية ورسومات أخرى تشير إلى الطبيعة".

المساهمون