"سبايدرمان - هوم كامينغ"... البطل الخارق مراهقاً

23 يوليو 2017
من حفل افتتاح الفيلم في موسكو (جينادي آفرمنكو/ Getty)
+ الخط -
يبدو إحياء شخصية "الرجل العنكبوت" في سلسلة جديدة وأمام بطل مختلف من قبل شركة "مارفيل" حالياً أمراً بالغ الصعوبة، خصوصاً حين يكون المطلوب ليس فقط منح جاذبية وتناول مختلف لـ"رجل العنكبوت"، ولكن أيضاً دمجه مع باقي أبطال "مارفيل" الخارقين وأن يكون جزءاً من "العالم المتسع". ورغم تلك الصعوبات إلا أن Spider-Man: Homecoming يتجاوزها جميعاً، ويمتلك كل المميزات التي يفترض وجودها فيه.

بداية، كان قراراً شديد الذكاء أن يكون الحضور الأول للشخصية ضمن "عالم مارفيل" – وقبل فيلمها المستقل ــ في Captain America: Civil War في العام الماضي، سواء لربطه منذ البداية مع الأبطال الآخرين، أو لأن حضوره كان ذكياً وفارقاً وخفيفاً جداً مما جعل أغلب المشاهدين متحمسين للنسخة الجديدة من الشخصية التي سيلعبها الممثل الشاب توم هولاند. ثم جاء القرار الذكي الثاني، وهو أن يبدأ Homecoming من حيث انتهت الشخصية في "كابتن أميركا"، حيث نتجاوز هنا كل المقدمات المعتادة، والتي صرنا نعرفها جيداً، عن كيفية تحول "بيتر باركر" لشخص ذي قدرات خارقة، لا نرى العنكبوت الذي يلدغه، ولا نمر بفترة تعرفه وفهمه لما حدث، نحن هنا في قلب الحكاية مباشرة.

ومنذ المشهد الأول يظهر الاختلاف الحقيقي الذي يحمله هذا الفيلم عن أي تناول آخر لـ"الرجل العنكبوت"، وهو تركيزه على كونه "مراهقاً وصغير السن"، وأن الرحلة التي سنخوضها معه، سواء في هذا الجزء أو الأجزاء القادمة، هي رحلة نضوج. تلك النسخة من "العنكبوت" لا تعرف ماذا عليها أن تفعل بما تملكه من قدرات، مجرد مراهق بسيط استيقظ من نومه فجأة ووجد في نفسه قوة خارقة، وامتلأ بمزيج من الثقة والغرور والارتباك والرغبة في أن يكون جزءاً من أبطال The Avengers الذين يراهم في التلفاز. ذلك الأمر يبرز منذ الافتتاحية، التي نشاهد فيها جانباً من معركة "آفنجرز" في "كابتن أميركا: الحرب الأهلية" ولكن من بتصوير موبايل "بيتر باركر"، والذي يتحدث إلى الشاشة بانبهار عن أنه الآن سيذهب لقتال الكابتن ويختطف منه الدرع، هذا التقديم بارع الذكاء ويختصر الكثير من أسس الشخصية، نحن أمام "بطل" لا يعرف تحديداً الخير أو الشر.

ولأن "النضوج" هي الحكاية الأساسية، يبرز أكثر الدور "الأبوي" الذي يلعبه "توني ستارك" أو الرجل الحديدي في حياة الشخصية، وهو أيضاً عنصر فارق عن الأفلام الأخرى التي تناولتها، ويحسب جداً لصناع الفيلم أن حضور "روبرت داوني جونيور" لم يكن مجرد دفعة تجارية للفيلم، ولكنه إضافة ضخمة على المستوى الدرامي والعاطفي، فهو محرك أساسي بالنسبة للجانبين: "باركر" الذي يرغب في إبهار "ستارك" وإقناعه أنه قادر على أن يكون جزءاً من الـ"آفنجرز"، و"ستارك" الذي يسخر من كل شيء ولكنه يهتم بشكل كامل وحقيقي بأمر ذلك المراهق، ولا يريده استعجال الدخول في العالم الذي لا يدرك قسوته بعده. ولذلك فإنه وراء المشاهد الممتعة والمسلية والإيقاع السريع الذي لا يتوقف، تبقى تلك الطبقة العاطفية بين "ستارك" و"باركر" حاضرة منذ بداية الفيلم حتى نهايته.

إلى جانب ذلك، يملك Homecoming ميزة كبرى لها علاقة بـ"شرير" الفيلم، فعلى الرغم من قوة أفلام "مارفيل" وأبطالها، إلا أن العيب المتكرر دائماً هو افتقادها لأشرار يبقون في الذاكرة، الأمر هنا مختلف، فهناك عناية مبدئية بكتابة الشخصية وتأسيس دوافعها، وهناك قوة استثنائية تضاف إليها من خلال أداء الممثل الكبير مايكل كيتون للدور، هناك شيء من الهيبة والرعب الحقيقي يشعر بهما المتفرج عند ظهور شخصية "أدريان" على الشاشة.

Homecoming هو الفيلم السادس عشر من سلسلة "عالم مارفيل الممتد"، لتستمر بنجاحٍ غير مسبوق في تأسيس هذا العالم وزيادة شخصياته، وهي هنا لم تضف فقط بطلا خارقا جديدا واستثنائيا لـ The Avengers (الذين سيبدؤون حربهم في فيلم Infinity War عام 2018) ولكن أيضاً منحت "الرجل العنكبوت" قبلة حياة، وأعادته للواجهة بسلسلة جديدة وقوية، سيصدر جزؤها الثاني في يوليو/تموز 2019.

دلالات
المساهمون