وادي نهر الأسماك... قبلة هواة رياضة المشي في ناميبيا

29 يونيو 2017
الوادي من أهم المعالم السياحية في ناميبيا (Getty)
+ الخط -
يسميه الأفارقة "فيسريفير أفغروند"، أو وادي نهر الأسماك، ويقع في جنوب ناميبيا. ويعتبر أكبر الوديان في أفريقيا كلها ومن أهم معالمها السياحية. ويمتاز الوادي الهائل بأبعاده التي تصل إلى 160 كيلومتراً طولاً و 27 كلومتراً عرضا وحوالي 550 مترا عمقا. 

ونهر الأسماك هو أطول نهر داخلي في ناميبيا، ويشق طريقه بقطع الهضبة التي أصبحت اليوم جافة حوله. وتغطي الصخور والأحجار المغطاة بالقليل من النباتات المقاومة للجفاف ضفتي النهر الذي يتدفق بشكل متقطع ولا يمتلئ تماما بالماء إلا في أواخر الصيف، أما بقية السنة فيصبح مجرد سلسلة متقطعة من برك مياه ضيقة وطولية. وفي الطرف الأسفل من الوادي يقع منتجع الينابيع الساخنة التي تتدفق داخل الوادي.

يأتي النهر من المنبع الذي يمر عبر طبقات الدولوميت الأفقية، وهي الصخور المتحولة التي تمثل جزءا من الوادي، ومنذ 650 مليون سنة تقريبا شكل الوادي حركة طبقة من القشرة الأرضية من الشمال إلى الجنوب، فانخفضت المنطقة وسهلت طبيعة الصخور واندفاع الماء في مواسم الصيف شق الطريق أمام الماء داخل الوادي.

ويعد درب الوادي من أشهر مسارات رياضة المشي شعبية في جنوب أفريقيا، فالتضاريس الوعرة والنطاق الهائل يجتذب العديد من الزوار من جميع أنحاء العالم لتجربة المشي بالمنطقة الساحرة للاستمتاع بالمناظر والألوان والتكوينات الصخرية والنباتية الرائعة.

كما يمثل تحديا للزائرين من أجل المشي، فلا توجد وسائل راحة على الدرب، ويجب على المتجولين أن يحملوا جميع احتياجاتهم كما يحظر عليهم إشعال النيران للتخييم، بل عليهم الاكتفاء باستخدام المواقد الصغيرة.

الطقس يمثل تحديا آخر للزوار والمتجولين، إذ يمكن أن يتحول إلى عواصف بصورة تمنع النوم في الهواء الطلق، وتدفع إلى البحث عن ملاذ آمنٍ بين الصخور، كما أن الحرارة في الصيف عند وقت الفيضانات تصل إلى 48 درجة مئوية بالنهار، ثم تنخفض سريعا إلى 30 درجة في الليل، وذلك في الفترة من أول مايو/آيار وحتى منتصف سبتمبر/أيلول.

ولا يمكن المشي بالمكان إلا بعد استخراج تصريح بالتجول لمسافات كبيرة من هيئة حماية الحياة البرية في ناميبيا، حيث تشترط الهيئة أن يكون السير في مجموعات لا تقل عن ثلاثة أفراد ولا تزيد على ثلاثين، وأيضا يشترط ألا تقل أعمار الجوّالة عن 12 عاما، ويجب أن تتوافر شهادة صحية باللياقة المناسبة لممارسة المشي من الطبيب الخاص بمكتب هيئة البيئة والسياحة. ورغم تلك القيود؛ فإن مكاتب استخراج التصاريح تشهد إقبالا مبكرا وزحاما وحجوزات طوال العام.

ويقام ماراثون سنوي في الوادي يمثل اختبارا كبيرا لقدرات العدائين والرياضيين، ويعلق العداؤون ومشاهير رياضة المشي بالجبال على تجربة التجول بالوادي قائلين إنه أحد أجمل الأماكن التي تمكن رؤيتها، لكن في الوقت ذاته فإن المكان يعد من أقسى البيئات لممارسة الرياضة، بسبب الحرارة الشديدة والوعورة وقسوة التضاريس.

وبعضهم يقول إن وادي نهر الأسماك ليس لذوي القلوب الضعيفة، ولا يجب الاستهانة به وإلا فالموت والإصابات الحادة ستكون النتيجة.




دلالات
المساهمون