حارات صور القديمة في لبنان... جمال الهندسة التقليدية

07 مايو 2017
من أحياء صور القديمة (العربي الجديد)
+ الخط -
تعتبر مدينة صور اللبنانية التي تبعد حوالى 83 كيلومتراً إلى الجنوب من العاصمة بيروت، من أهم المدن الفينيقيّة الواقعة على البحر، ويُذكر أن تاريخ تأسيسها يعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد، وقد اشتهرت بتصديرها للأبجدية، وضمتها منظمة الأونيسكو إلى لائحة التراث العالمي سنة 1979.

ورغم التطور العمراني في المدينة، إلا أن حارات صور القديمة المحاذية للبحر وميناء الصيادين ما زالت تحافظ على أصالتها وتحتوي على أزقة وأدراج ومنازل قديمة، تعكس جمالية الهندسة العمرانية.

في أزقة وحارات صور القديمة تقابلك حكاية الماضي الممزوجة برائحة البحر، وقد انتشرت المطاعم بمبانيها الأثرية التراثية لتصير مقصداً للسيّاح العرب والأجانب، النوافذ الخشبية مطلية بألوان زاهية كذلك الأبواب والجدران التي تزينها أزهار “الجيرانيوم“ المعلقة، وتشجيعاً للاستمرار في تزيين الجدران خصصت جائزة من قبل بلدية ومطرانية صور لأفضل حوض أزهار يتم تقديمها في شهر أيار/مايو من كل عام، تشجيعاً كي تكسب المدينة جمالية، ما يجعلها مماثلة للمدن الأوروبية القديمة.

وفق هندسة عريقة تتبع النمط التقليدي، وتعج الحارات القديمة بالحركة والمطاعم والمقاهي المطلة على مرفأ صور الفينيقي والملاحات القديمة التي تحولت موقعاً أثرياً يقصده عشاق الآثار.

سكان حارات صور القديمة أغلبيتهم ممن يعتنقون الديانة المسيحيّة، حيث يوجد العديد من الكنائس والأديرة التي تعود للعصر الصليبي، إضافة إلى الكاتدرائية الصليبية التي تعود للقرن الثاني عشر، كما أن هذه الحارات تعد موقعاً تاريخياً يحتوي على الكثير من الآثار، فأزقته فسيفسائية من الزمن البيزنطي، كذلك توجد خانات كـ "خان الأشقر" الذي بُني في العهد العثماني.

تنتشر المقاهي القديمة داخل الأحياء المحاذية لمراكب الصيادين التي يعمل أصحابها على صيد السمك بواسطة الشباك وتسيير رحلات بحرية بواسطة المراكب السياحية، كذلك تشتهر مدينة البحر "صور" بصناعة المراكب الخشبيّة في مكان على مقربة من الميناء حيث يقع أيضاً مقهى الصيادين الذي تسمع داخله صوت ورق اللعب وقرقعات النرجيلة وخلفها صوت بائعي السمك لترسم لوحة مختلفة عن حياة صور التي اشتهرت بالأرجوان قديماً وبالأماكن الأثرية التي مازالت مقصداً للزوّار والسيّاح وحتى الباحثين.

تتميز البيوت القديمة في تلك الحارات بالسلالم المرتفعة والأبواب الخشبية والأسقف المعلقة والنوافذ الخشبية التي تحميها القضبان الحديدية، لتصير مقصداً لصانعي الأفلام الوثائقيّة من عرب وأجانب.

تحولّت حارات صور القديمة إلى مكان سياحي بامتياز تنتشر على مداخلها المطاعم التي تشتهر بتقديمها الأسماك الطازجة من بحر صور، كذلك داخل الأحياء تنتشر بعض الفنادق التي تتميز بجدرانها الأثرية بالإضافة إلى المقاهي الحديثة ولكن ذات الطابع التراثي القديم، حيث تمتزج الحداثة بالأصالة داخل أجمل الأحياء التي تقع على الساحل اللبناني.


المساهمون