حديقة الأورمان: لوحة زهور تاريخية

08 ابريل 2017
من داخل الحديقة (العربي الجديد)
+ الخط -
في عام 1875 أنشأ الخديوي إسماعيل حديقة على مساحة 95 فدانا، كان الغرض منها استقبال وتنمية الأنواع المختلفة من الأشجار وشتلات الزهور النادرة التي دأب الخديوي وأسرته على استقدامها من جميع أنحاء العالم.

كانت الحديقة تحتوي أيضا أنواعا من الفواكه والخضروات بهدف توفيرها للقصور الخديوية والملكية بعدها. وأصبحت الحديقة جزءا من سراي الجيزة، وقامت بتصميم الحديقة وترتيبها مجموعة لامعة من المهندسين الفرنسيين على رأسهم المهندس جون دليشفاليري، وشاركه كبير البستانيين إبراهيم حمودة المصري. 

كانت الحديقة ملاصقة لحديقة حيوان الجيزة، وكانتا تحفة خضراء متصلة بالنيل عن طريق أنابيب وقنوات مخفية تحت الأرض. وفي عام 1890 انفصلت الأورمان عن حديقة الحيوان، ثم تسلمتها وزارة الزراعة عام 1910. وفي الثلاثينيات اقتطع منها شارع كبير أمام جامعة فاروق الأول (جامعة القاهرة) وتقلصت مساحة الحديقة إلى 28 فدانا، وهي الآن تابعة لمحافظة الجيزة غرب نهر النيل.

في كل عام وعلى مدى ثلاثة وثمانين عاما يقام بحديقة الأورمان معرض لزهور الربيع يبدأ من مارس/ آذار حتى بداية مايو/ أيار، يشارك فيه الكثير من المهتمين والعاملين في مجال الزهور والأشجار ومعدات الحدائق وتنسيق الزهور ومستلزماتها.

كل ذلك من المفترض أن يشكل صورة طبيعية مذهلة من الألوان، وهذا ما حدث فعلا، ولكن دأبت البيروقراطية الحكومية على عدم ترك شيء جميل على حاله دون أن تنغص منظره على الحاضرين. فبحيرات المياه التي تزهو بجسورها الخشبية التي تشبه جسور فينيسيا، والتي صممها المهندسون الفرنسيون، أصبحت مرتعا للقمامة والماء الراكد. ورغم أن الحديقة بجوار النيل فإنها تعاني شأن باقي أراضي مصر من قلة المياه وعدم نظافتها.

لكن ما يغطي على كل ما سبق من سلبيات هو فرحة الزائرين واستمتاعهم بهذا المكان الجميل في وسط عاصمة صاخبة لم تعد تعبأ كثيراً بالطبيعة والجمال.


دلالات
المساهمون