مخرجون شباب...مستقبل السينما في العالم

10 ابريل 2017
بدأ ديفيد ساندبرغ عمله في السويد بأفلام "منعدمة الكلفة"(Getty)
+ الخط -
إخراج الأفلام لا يتبع لمبدأ "أقدمية الوظيفة"، بل على العكس؛ قد يعطيك صغر السن نظرة مختلفة وثورية، فأكثر فيلم أثر في تاريخ السينما ونظريات المونتاج كان "المدرعة بوتمكين" (1925) الذي أخرجه سيرجي آيزنشتاين، وهو في السابعة والعشرين من عمره فقط. وحين أخرج أورسون ويلز، فيلم "المواطن كين" عام 1941 كان في الخامسة والعشرين، ومع ذلك، اعتبر النقاد عمله، لاحقاً، أهم فيلم في تاريخ هوليوود. أمّا الموجة الفرنسيّة التي غيَّرت في شكل الأفلام في العالم، وألقت بقنبلة وسط المياه الراكدة، فكان يقودها حين بدأت جان لوك غودار (29 عاماً) وفرانسوا تروفو (27 عاماً). لذلك، فإنّ المخرجين الصغار في السن يكون لديهم الاحتمالية الأكبر على التطوير والتجريب، في فن مازال حديثاً جداً، رغم مرور 120 سنة عليه. وفي هذا الموضوع نتناول خمسة مخرجين قد يكونون مستقبل السينما:


داميان شازال (32 عاماً)


في التاسعة والعشرين من عمره، أبهر شازال العالم عام 2014 بفيلم منخفض الكلفة هو Whiplash، فاز بـ3 جوائز أوسكار، واستطاع أن يتحوّل إلى واحد من أيقونات العام، قبل أن يؤكد بعدها بعامين فقط أن لديه ما هو أكثر، ويخرج فيلم La La Land الذي يعيد فيه الموسيقى الرومانسية إلى هوليوود بمعالجة مختلفة وشكلٍ نابض جداً، وقدرة على التجديد واللعب، واستخدام أدوات السينما بكل الطرق المحتملة، لتكون النتيجة مبهرة، وهي الترشح لـ14 جائزة أوسكار، والفوز بـ6، من بينها "أوسكار أفضل مخرج"، ليصبح شازال هو أصغر من يفوز بها في تاريخ الأفلام، ومع الإعلان عن فيلمه القادم First Man الذي سيكون دراما خيال علمي عن حياة نيل أرمسترونج، فإن شازال لديه الكثير ليقدمه إلى السينما.




إكزافيه دولان (28 عاماً)


في عام 2014، قام مهرجان "كان" بتقسيم جائزة لجنة التحكيم بين فيلمي Goodbye to Language، للرمز الكبير جان لوك غودار (84 عاماً)، وMommy للمخرج الكندي إكزافيه دولان (24 عاماً)، لتكون لحظة موحية وتكريمية جداً للشاب الصغير. وكأن إدراة المهرجان تخبره وتخبر العالم بأنه "جودار القادم". وإن كان هناك مخرج واحد يستحق هذا التكريم فهو دولان بالتأكيد، والذي بدأ إخراج أفلام طويلة منذ أن كان في التاسعة عشرة من عمره (I Killed My Mother عام 2009) ويخرج بعدها 3 أفلام طويلة، إلى أن يصل إلى قمّة مسيرته في "أمي"، قبل أن يجمع عددا من أهم ممثلي السينما الفرنسية (على رأسهم ماريون كوتيارد وليا سيدوكس) ويخرج بهم It's Only the End of the World الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة من "كان"، وينتظر العالم حالياً فيلمه القادم The Death and Life of John F. Donovan الذي سيكون الأول مع ممثلين أميركيين.




ريان غوغلر (31 عاماً)


في السادسة والعشرين من عمره، أخرج فيلم Fruitvale Station عام 2013، والذي فاز عنه بجائزة "نظرة خاصة" في مهرجان "كان" السينمائي، والتي تمنح للمخرجين عن أعمالهم الأولى، ويستمر في نجاحه بالظفر بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان صندانس، والعمل الأول من مهرجان "إندبنتنت سبيريب" (أكبر مهرجانين للأفلام المستقلة في أميركا)، ليكمل مسيرته بعدها بعامين مع فيلم Creed الذي أعاد فيه شخصية الملاكم "روكي بالبو" إلى السينما بشكل مختلف تماماً وحقق من خلاله نجاحاً مميزاً، ويحضّر حالياً لفيلمه الثالث Black Panther ضمن عالم "مارفيل السينمائي"، وهو مغامرة غريبة قد تكون نتيجتها رائعة من مخرج مجدد في أفلامه وأفكاره.




ديفيد ساندبرغ (34 عاماً)


قصة "ساندبرغ" ملهمة للغاية، فهو ابن العالم المفتوح وثورة الإنترنت. بدأ عمله في السويد بأفلام "منعدمة الكلفة" برفقة زوجته لوتا لوتسين، تشاركا معاً في كل شيء، الإخراج والكتابة والتصوير والموسيقى، وطرحا أفلامهما على الإنترنت، 8 أفلام رعب قصيرة (بين 3 و5 دقائق) في 4 سنوات، لتكون النتيجة أن هوليوود قررت استقدامه ليخرج واحداً من هذه الأفلام القصيرة الناجحة في فيلم طويل، وقدم أول أعماله في العام الماضي Lights Out، وحقّق نجاحاً مميزاً بالنسبة لصنفه، ودفع بعض النقاد إلى الحديث عن كون ساندبرج قد يكون نقطة التجديد في سينما الرعب، لأنّه قادم من خلفية مفتوحة أكثر وبأفكار ثورية ومتقدمة، وما استطاع فعله بـ"زيرو بادجت" قد يتطور كثيراً مع ملايين هوليوود.




بين زيتلين (35 عاماً)


حين أخرج فيلمه الأول Beasts of the Southern Wild عام 2012، كان في الثلاثين من عمره، ورشّح عنه لجائزتي أوسكار أفضل سيناريو وأفضل إخراج، إلى جانب ترشيح الفيلم نفسه لأفضل فيلم، وبطلته كوفنزاني ويلز لأفضل ممثلة وهي في التاسعة من عمرها (لتصبح أصغر مرشحة في تاريخ الجائزة). كل تلك النجاحات للفيلم دفعت إلى الاهتمام بزيلتين الذي قرر التأني 5 سنوات كاملة، قبل أن يخرج فيلمه الثاني Wendy الذي سيطرح أواخر العام الجاري، ومن المنتظر أن يكون واحداً من أهم أفلام 2017، سواء لفكرته المختلفة، ولعبه على جزئية الفانتازيا الخيالية في عالم طفلة صغيرة، أو بسبب مخرجه، والذي ينتظر أن يكون أحد المشكلين لمستقبل السينما في العالم.


المساهمون