وزير الداخلية الإسرائيلي يستخدم البصل ليبكي زعيم حزبه الراحل

القدس المحتلة

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
06 فبراير 2017
C7680E4F-7038-4652-B5CA-6B59F5F2A46E
+ الخط -

لم تثر مقاطع الفيديو التي بثتها القناة الإسرائيلية الثانية، أمس، وهي تضبط زعيم حركة "شاس" ووزير الدخلية الإسرائيلي، الحاخام أرييه درعي وهو يستخدم البصل لضمان ذرف الدموع على الزعيم الروحي السابق لحركة شاس، الحاخام عوفاديا يوسيف، كثيراً من الاستغراب أو العجب عند الجمهور الإسرائيلي العلماني، خلافاً لجمهور الحريديم الشرقيين.


أما السبب فلأن درعي وحركته "شاس"، عُرفت منذ تأسيسها، أواسط الثمانينيات من القرن الماضي، بتوظيف كل ما يمكن أن يخدمها في حصد أصوات الشرقيين عموماً، وليس فقط الحريديم منهم (اليهود المتطرفين)، بل أيضاً المحافظون والمتدينون غير الحريديم. مع ذلك، فإن الشريط سبب لدرعي كثيراً من الحرج، خاصة إذا ما وضع في سياقه الحزبي والتنافسي من جهة، وفي كونه يضرب الصورة التي رسمها درعي لنفسه باعتباره أكثر مريدي الحاخام يوسيف ولاء له وقرباً منه.

فقد كان زعيم شاس الروحي، عوفاديا يوسيف، الذي توفي قبل عامين، هو من أخذ بيد أرييه درعي، منذ أكثر من ثلاثين عاما، عندما كان لا يزال في 26 من عمره وعيّنه مديراً عاماً لوزارة الداخلية الإسرائيلية، وهو ما ساعد الحركة في بسط هيمنتها وسيطرتها على مجمل الخدمات في السلطات المحلية عموما في فلسطين المحتلة، وبشكل أكثر قوة في تمويل نشاط الجمعيات الاجتماعية والتوراتية للحركة، وتمويل نشاط شاس في إقامة رياض أطفال وحضانات لجمهور الحريديم والشرقيين عموماً.

وسرعان ما علا نجم درعي خلال سنوات وصولاً إلى زعامة الحركة 
(سياسياً). وقد اعتبر، خلال العقدين الأخيرين، أحد أكثر المؤثرين في السياسة الإسرائيلية وفي تحديد وجهة شاس في الائتلافات الحكومية، هل تكون تحت قيادة اليسار، كما في حكومة رابين، ومن ثم في حكومة باراك، أم تكون تحت قيادات اليمين (شارون ونتنياهو لاحقا).

وخلال المعارك الانتخابية، لم تتورع الحركة عن استخدام وبيع التمائم التي تمنح البركة لمن يصوّت لشاس، أو التعاويذ التي تقي من الحسد، ناهيك عن إقامة الصلوات والابتهالات عند أضرحة ومزارات حاخامات اليهود الشرقيين الحريديم، في مختلف أنحاء إسرائيل
.

لكن شريط البكاء الذي تم فضحه أمس يعكس حجم الشرخ والصراع الداخلي في حركة "شاس" على قيادة الحركة، بين أرييه درعي وبين وزير الداخلية الأسبق إيلي يشاي، الذي كان حل محل درعي عندما قضى الأخير في السجن عدة سنوات بعد إدانته بالفساد والاختلاس.

ومع تحديد موعد الانتخابات النيابية الأخيرة في إسرائيل في العام 2014، والذي صادف بعد موت الزعيم الديني والروحي المؤسس لشاس، وصل الخلاف بين درعي ويشاي أوجه، وانتهى بانشقاق شاس وخروج يشاي من الحركة ليؤسس حزباً جديدا تحت مسمى "ياحد هعام إيتانو".

وبطبيعة الحال، وبسبب موت الحاخام يوسيف، فقد شكلت مسألة الولاء له والبكاء على ميراثه، والخوف على مصير حركته، الركن الأساسي في الدعاية الانتخابية، ووظف الطرفان علاقتهما بالحاخام عوفاديا يوسيف، وبثا صورا وأشرطة فيديو تظهرهما إلى جانبه للفوز بقلوب الناخبين.

لكن درعي الذي حظي دائماً بمكانة خاصة عند الحاخام المؤسس عوفاديا يوسيف، وجد نفسه مضطراً، في ظل دعاية يشاي الانتخابية ضده، أن يبتزّ مشاعر مؤيدي الحاخام عوفاديا يوسيف لصالح دعمه في الانتخابات، عبر إظهار حزنه ولوعته على فراق الحاخام المؤسس، ولمّا لم يتمكن من ذرف الدموع بسهولة اضطر إلى فرك عينيه بالبصل، وفق نصائح مخرج الشريط الدعائي، كي يظهر وكأنه يبكي بكاء حرا لمجرد تذكّر سيرة الحاخام المؤسس عوفاديا يوسيف

المساهمون