أزمة أجور... ميزانيات ضعيفة توقف بعض المسلسلات

14 فبراير 2017
منافسة غادة عبد الرازق و هيفا (العربي الجديد)
+ الخط -
على الرغم من كميَّة الإنتاجات الخاصّة بالدراما العربية لموسم رمضان 2017، ثمَّة أسئلةٌ كثيرة تُطرَح، حول أجور بعض الممثلين الذين يشكّلون أساس أي مسلسل درامي. هل أصبحت هذه الأجور، حقًا، مشكلة حقيقية؟ 

يقع معظم المنتجين في العالم العربي، في فخ أجور الفنانين، إذ تنخفِض كلفة شراء المسلسلات، خصوصاً في السنوات الأخيرة.

لم تختلف بيروت عن القاهرة، ولا عن دمشق. وأكثر من ذلك، باتت الدراما المُسمّاة بـ"المُشتركة" تستنزفُ المموّلين الكبار. كما حصلَ أخيراً مع مسلسل "أمير الليل" من بطولة رامي عياش، ومجموعة ممثّلين من لبنان والعالم العربي. كلفة المسلسل التي تجاوزت مليوني دولار أميركي (76 حلقة)، واجهت قرار العرض الحصري الأوّلي لصالح شاشة لبنانية هي LBCI، والتي تؤكِّد مصادرها أنَّها لم تشترِ المسلسل بهذا المبلغ. ومن المؤكَّد أن المنتج قد وقع في خسارة لم تكن في حساباته، خصوصاً وأن العمل استغرق تصويره حوالى سنتين. وما ترتب على ذلك من مصاريف، وكلفة الوقت، وأماكن التصوير، وأجرة السيارات القديمة التي أعادت الصورة إلى عصر الأربعينيات من القرن الماضي، وغيرها من الأمور.

في المقابل، تُؤكِّد بعض المعلومات الخاصة التي انتشرت عن مسلسل الفنانة اللبنانية، هيفا وهبي، "بعد النهاية"، والمتوقَّع تصويره في القاهرة قريباً، أنّ وهبي حصلت على أجرٍ جيّد، قياساً إلى زميلاتها في القاهرة. وتسرَّبت بعض الأرقام غير المؤكَّدة، عن أن أجرها هو أربعون مليون جنيه مصري، اتّفقت بشأنه مع منتج العمل، ممدوح شاهين. وبذلك تكون وهبي، قد حصلت على أعلى رقم أمام منافستها الأولى في الأجر، الممثلة المصرية، غادة عبدالرازق، إذ ستتقاضى 30 مليون جنيه عن دورها في المسلسل الجديد "أرض جو"، والذي من المفترَض أن يكون جاهزاً للموسم الرمضاني المقبل. بينما تتراوح أجرة منافسات غادة عبدالرازق، عن أدوار البطولة الرمضانية، بين عشرين وعشرة ملايين جنيه مصري كنيللي كريم ويُسرا.

كل هذه التفاصيل المفتوحة على المفاوضات القائمة، بين شركات الإنتاج أولاً، والفنانين ثانياً، تفتح الباب حول الأسباب الكامنة وراء إعلان الكاتب السوري، حسن سامي يوسف، تعليق العمل في مسلسل "فوضى" بعد معلوماتٍ كثيرةٍ تحدَّثت عن أنَّ هذا العمل الذي سيجمع يوسف، مع المخرج السوري، الليث حجو، بعد النجاح الذي حققه مسلسل "الندم" (2016). وقيل أنَّ السبب، هو الأجر المرتفع الذي طالبت فيه الممثلة اللبنانيّة، سيرين عبدالنور، من شركة "سما الفن" السورية، والتي عملت على توظيف عبدالنور في مسلسل ثان هو "قناديل العشاق".
وكتب، حسن سامي يوسف، على صفحته الخاصة على "فيسبوك" : "لن يتم تصوير "فوضى" لأسباب إنتاجية ، كما قيل لنا". وسُرِّبَت معلومات عن أن السبب هو أجر عبد النور التي قبلت بتصوير مُسلسلٍ ثان، حاز على الميزانية كاملة.

يُذكَر أنّ العديد من الفنانين السوريين تحدَّثوا عن أزمة إنتاج، أصبحت واضحة في السنتين الأخيرتين. وقال بعضهم، أن السبب هو أزمة التسويق التي تعانيها الإنتاجات السورية عربياً، وارتفاع سقف أجور الفنانين.


لكنّ الوضع يختلف قليلاً في أعمال أخرى. شركة "الصبّاح" مثلاً، اختارت توقيع عقد احتكاري، مع الممثلين تيم حسن ونادين نسيب نجيم. الشركة الوحيدة التي لا تسرِّب أرقام أجور المتعاونين معها، دخلت منذ خمس سنوات على خارطة الدراما المشتركة، ووظفت نجاح هذه الأعمال لصالحها. واستطاعت أن تؤسس لبعض الثنائيات في الأعمال الدرامية العربية المشتركة التي يتقبلها الجمهور، أو بات ينتظرها بين موسم وآخر. لا تفاصيل حول العقود أو الأجور التي تتبناها شركة الصبّاح، كل ما يصدر يؤكد عن رضا تام لتيم حسن الذي فضّل المشاركة في مسلسل واحدة كل سنة، وكذلك فعلت زميلته اللبنانية نادين نسيب نجيم، والتي ارتبطت معنوياً مع الشركة المُنتجة نفسها، وأصبحت كما يصفها المنتج، صادق الصبّاح، "بنت الشركة". لكن الأرقام التي يتقاضاها الثنائي، تقفز فوق مئتي ألف دولار عن المسلسل الواحد.

المنافسة
من المتوقَّع أن تكون المنافسة الرمضانيّة هذه السنة مفتوحة أيضاً، على احتمالات عديدة بشأن الأجور. والواضح، أن عدداً من المنتجين قرَّروا تخفيض الميزانيات. وهذا ما ظهر واضحاً في المعلومات التي تحدثت عن خفض ميزانية الممثل المصري، محمد رمضان، الذي عاد إلى أحضان محطة MBC الفضائية. وذلك بعد أخبار قالت، إن رمضان أصبح خارج المنظومة الإنتاجية التابعة لـ MBC، خصوصاً، أنَّ الميزانية العامة للمجموعة السعودية انخفضت بشكل ملحوظ أخيراً. وقيل إنّ حالاً من الفتور سيطرت على رمضان وMBC، إلى أن عاد الحال إلى وضعه، إذ وقّع رمضان هذه السنة عقداً مع المجموعة ممثلة بشركة O3 التي تولت لفترة سابقة إنتاج وترويج أعمال الممثل المصري. وذلك في ظل منافسة شديدة بين أعمال رمضان، ومسلسلات الفنان عادل إمام، وهو لا يزال يُعتبَر الأعلى أجراً بين جميع الممثلين المصريين. وارتفعت أسهم المقارنة بين إمام ومحمد رمضان في السنوات السابقة، لكن العقد الجديد الموقّع بين O3 ورمضان، يؤكد أن رمضان لا يزال يتمتَّع بجماهيريّة عالية، أقلّه بالنسبة إلى MBC، وذلك بعد نجاح مسلسله الرمضاني "الأسطورة " 2016، وهذا ما دفع الشركة إلى إعادة التفاوض معه، وتوقيع عقد جديد لعمل جديد لاستثمار هذا النجاح.




المساهمون