هل تراجعت صناعة الـ "فيديو كليب" العربي؟ وما هي الأسباب التي أدت إلى ذلك؟ من الواضح أن المواقع البديلة باتت هي البطلة في تحديد نجاح أوفشل أي عمل مصور، الفنانون دخلوا هذا العالم ليتماشوا مع التطور التقني الذي يغزو الهواتف النقالة، وعليه يُبنى مدى تقبل الناس للأعمال الفنية.
الحوت الافتراضي، الذي أصبح مرتبطاً بمصير الإنتاجات الفنية من مسلسلات وبرامج وأغنيات وحتى فيديو كليب، قلل من صناعة تصوير الأغاني، واتجه بعض الفنانين إلى نشر كلمات الأغاني تزامناً مع صوت المطرب وأدائه لها، والهدف هو الاستماع للأغنية ومحاولة لحفظها من قبل المستمع المشاهد على المواقع البديلة.
لم تشهد سنة 2017 تطوراً ملحوظًا في صناعة "الفيديو كليب"، على العكس، ظهر واضحاً مدى انعكاس الأزمات المالية على الإنتاجات الفنية عموماً، والاتجاه من قبل شركات الإنتاج أو ما تبقى منها إلى سوق الحفلات الفنية، هناك المكاسب المالية تأتي بشكل أفضل وأسرع، وتجيز بالتالي بقاء هذه الشركات ضمن نشاطها ولو بشكل صوري.
بدا واضحاً، أيضاً أن عدداً كبيراً من المغنين العرب أصبحوا طرفًا في النزاع العربي القائم، ويعاني عدد آخر منهم من تداعيات "الخصام" العربي السياسي، وهذا ما سيحمل خطوطاً جديدة للمستقبل وسُبل الإنتاج الكفيلة بإبقاء بعض الفنانين ضمن دائرة الضوء، والاستعانة بإنتاجهم الخاص، بعد عاصفة "السعودية" واعتقال عدد كبير من رجال المال والإعلام وأصحاب شركات الإنتاج إضافةإالى مقربين منهم، وتغيرات جذرية ستشهدها ساحة الإعلام السعودي، وما لها من أثر على المشهد الفني.
في المحصلة، بدأ عدد من الفنانين العرب إنتاج أعمالهم الفنية بأنفسهم، ويحاول بعض هؤلاء التخفي وراء أسماء شركات معروفة وأخرى مُستجدة. الأمر نفسه ينسحب على عالم الفيديو كليب، الفنانون أنفسهم ينتجون أغنياتهم المُصورة من مالهم الخاص. ويلجأ البعض إلى الاستعانة بشركات إعلانية خاصة تؤمن الرعاية التجارية للكليب على أن يظهر منتج الشركة أثناء التصوير من باب الإعلان، وذلك سيقلل بالطبع من قيمة أو كلفة "الكليب" المرتفعة.
ماذا عن "كليبات" 2017؟
قطفت المخرجة مريم أبو عوف نجاحاً كبيراً نهاية السنة الحالية، في أغنية تخطت سبعين مليون مشاهدة على موقع "يوتيوب" وهي أغنية "3 دقات" التي جمعت أبو عوف والفنانة يُسرا. بدت الأغنية أقرب إلى المستمع والمتابع معاً. اعتمدت أبو عوف على مشاهد عفوية بسيطة، واستغلت معاني كلمات الأغنية الشعبية، التي نافست كبريات الإصدارات في مصر والعالم العربي، وانتصرت بعدد متابعيها كما هو واضح. صورة عن أن المشاهد يلحق بكل ما يقربه من البساطة، ولو اجتمع في "الكليب" فنانون لهم شهرتهم، لكن وجودهم وتفاعلهم مع الأغنية حمل الكثير إلى المتلقي فضلاً عن الإيقاع وطريقة الغناء لفنان شاب استطاع تخطي الحدود بشهادة الملايين من المتابعين.
راوح سوق الأغاني المصورة مكانه هذه السنة، ولا أغنيات كثيرة اتجهت إلى التصوير على طريقة "فيديو كليب". نبدأ من نانسي عجرم التي أطلت بألبومها، "حاسّة بيك" وصورت الأغنية التي حملت العنوان نفسه " حاسّة بيك"، أعادت نانسي عجرم المخرجة ليلى كنعان التي اعتكفت بعد عملها لوقت في "الكليبات" وفي السينما، الصورة في حاسة بيك، جاءت جيدة لجهة السيناريو، وتحريك نانسي الممثلة جاء لصالح المغنية وساعد في زيادة المشاهدة حتى وصلت إلى حدود 20 مليون مشاهد على موقع "يوتيوب".
الفنان عمرو دياب اعتمد على المواقع البديلة في بث أغنياته، وأصدر في فبراير/شباط 2017 أغنية "معاك قلبي" مُصورة تحت إدارة المخرج هادي الباجوري: أجواء رومانسية تجمع دياب مع حبيبته في منزل هادئ، محاولة بعيدة عن التشويق وأقرب إلى البساطة التي يعتمدها دياب في معظم أعماله الغنائية، جاءت مكملة للحن الأغنية الهادئ هو أيضاً.
أما المغنية اللبنانية إليسا، فاستعانت هذه السنة أيضاً بالمخرجة إنجي جمّال التي تعاونت معها في أغان سابقة، ولاقت صدى جيداً، وهذه المرة استوحت جمّال قصة حياة الراقصة اللبنانية الراحلة داني بسترس، لتنقلها إلى اليسا. بسترس التي أنهت حياتها انتحاراً بعدما فقدت وحيدها، أعادت اليسا صورتها بطريقة "فلاش باك" وسيناريو يقوم على ذكريات صحافي أجنبي أجرى حواراً مع بسترس قبل رحيلها، وأسباب وتداعيات إقدامها على الانتحار بالرصاص، الكليب زاد من الاستماع لأغنية "عكس اللي شايفينها" التي شاهدها نحو 30 مليون مشاهد على متصفح "يوتيوب".
الفنان عاصي الحلاني أصدر "كليب" لأغنية عنوان "حبيب القلب" وهي عنوان ألبومه الأخير الذي وزعته له شركة روتانا وهو من إنتاجه، لا جديد في كليب الحلاني لجهة القصة وضعف في الإخراج، لم يسعف السيناريو البطيء، القصة لعائلة تعيش بسعادة وأخفق المخرج حسن غدار في نقل صورة جديدة للمشاهد.
الفنان راغب علامة أصدر هو أيضاً كليب "تركني لحالي" من إنتاج شركته "باك ستايتج" اختار علامة أورويا الشرقية بمساندة شركة تكفلت بسيناريو الكليب الرومانسي الذي اعتمد على المناظر الطبيعية، والإبهار لنقل صورة مغايرة للتقليدية في عالم الكليبات المصورة، من حيث الشكل يبدو الكليب جيداً قياسأً إلى الأغنيات المصورة المنافسة.
اقــرأ أيضاً
لم تشهد سنة 2017 تطوراً ملحوظًا في صناعة "الفيديو كليب"، على العكس، ظهر واضحاً مدى انعكاس الأزمات المالية على الإنتاجات الفنية عموماً، والاتجاه من قبل شركات الإنتاج أو ما تبقى منها إلى سوق الحفلات الفنية، هناك المكاسب المالية تأتي بشكل أفضل وأسرع، وتجيز بالتالي بقاء هذه الشركات ضمن نشاطها ولو بشكل صوري.
بدا واضحاً، أيضاً أن عدداً كبيراً من المغنين العرب أصبحوا طرفًا في النزاع العربي القائم، ويعاني عدد آخر منهم من تداعيات "الخصام" العربي السياسي، وهذا ما سيحمل خطوطاً جديدة للمستقبل وسُبل الإنتاج الكفيلة بإبقاء بعض الفنانين ضمن دائرة الضوء، والاستعانة بإنتاجهم الخاص، بعد عاصفة "السعودية" واعتقال عدد كبير من رجال المال والإعلام وأصحاب شركات الإنتاج إضافةإالى مقربين منهم، وتغيرات جذرية ستشهدها ساحة الإعلام السعودي، وما لها من أثر على المشهد الفني.
في المحصلة، بدأ عدد من الفنانين العرب إنتاج أعمالهم الفنية بأنفسهم، ويحاول بعض هؤلاء التخفي وراء أسماء شركات معروفة وأخرى مُستجدة. الأمر نفسه ينسحب على عالم الفيديو كليب، الفنانون أنفسهم ينتجون أغنياتهم المُصورة من مالهم الخاص. ويلجأ البعض إلى الاستعانة بشركات إعلانية خاصة تؤمن الرعاية التجارية للكليب على أن يظهر منتج الشركة أثناء التصوير من باب الإعلان، وذلك سيقلل بالطبع من قيمة أو كلفة "الكليب" المرتفعة.
ماذا عن "كليبات" 2017؟
قطفت المخرجة مريم أبو عوف نجاحاً كبيراً نهاية السنة الحالية، في أغنية تخطت سبعين مليون مشاهدة على موقع "يوتيوب" وهي أغنية "3 دقات" التي جمعت أبو عوف والفنانة يُسرا. بدت الأغنية أقرب إلى المستمع والمتابع معاً. اعتمدت أبو عوف على مشاهد عفوية بسيطة، واستغلت معاني كلمات الأغنية الشعبية، التي نافست كبريات الإصدارات في مصر والعالم العربي، وانتصرت بعدد متابعيها كما هو واضح. صورة عن أن المشاهد يلحق بكل ما يقربه من البساطة، ولو اجتمع في "الكليب" فنانون لهم شهرتهم، لكن وجودهم وتفاعلهم مع الأغنية حمل الكثير إلى المتلقي فضلاً عن الإيقاع وطريقة الغناء لفنان شاب استطاع تخطي الحدود بشهادة الملايين من المتابعين.
راوح سوق الأغاني المصورة مكانه هذه السنة، ولا أغنيات كثيرة اتجهت إلى التصوير على طريقة "فيديو كليب". نبدأ من نانسي عجرم التي أطلت بألبومها، "حاسّة بيك" وصورت الأغنية التي حملت العنوان نفسه " حاسّة بيك"، أعادت نانسي عجرم المخرجة ليلى كنعان التي اعتكفت بعد عملها لوقت في "الكليبات" وفي السينما، الصورة في حاسة بيك، جاءت جيدة لجهة السيناريو، وتحريك نانسي الممثلة جاء لصالح المغنية وساعد في زيادة المشاهدة حتى وصلت إلى حدود 20 مليون مشاهد على موقع "يوتيوب".
الفنان عمرو دياب اعتمد على المواقع البديلة في بث أغنياته، وأصدر في فبراير/شباط 2017 أغنية "معاك قلبي" مُصورة تحت إدارة المخرج هادي الباجوري: أجواء رومانسية تجمع دياب مع حبيبته في منزل هادئ، محاولة بعيدة عن التشويق وأقرب إلى البساطة التي يعتمدها دياب في معظم أعماله الغنائية، جاءت مكملة للحن الأغنية الهادئ هو أيضاً.
أما المغنية اللبنانية إليسا، فاستعانت هذه السنة أيضاً بالمخرجة إنجي جمّال التي تعاونت معها في أغان سابقة، ولاقت صدى جيداً، وهذه المرة استوحت جمّال قصة حياة الراقصة اللبنانية الراحلة داني بسترس، لتنقلها إلى اليسا. بسترس التي أنهت حياتها انتحاراً بعدما فقدت وحيدها، أعادت اليسا صورتها بطريقة "فلاش باك" وسيناريو يقوم على ذكريات صحافي أجنبي أجرى حواراً مع بسترس قبل رحيلها، وأسباب وتداعيات إقدامها على الانتحار بالرصاص، الكليب زاد من الاستماع لأغنية "عكس اللي شايفينها" التي شاهدها نحو 30 مليون مشاهد على متصفح "يوتيوب".
الفنان عاصي الحلاني أصدر "كليب" لأغنية عنوان "حبيب القلب" وهي عنوان ألبومه الأخير الذي وزعته له شركة روتانا وهو من إنتاجه، لا جديد في كليب الحلاني لجهة القصة وضعف في الإخراج، لم يسعف السيناريو البطيء، القصة لعائلة تعيش بسعادة وأخفق المخرج حسن غدار في نقل صورة جديدة للمشاهد.
الفنان راغب علامة أصدر هو أيضاً كليب "تركني لحالي" من إنتاج شركته "باك ستايتج" اختار علامة أورويا الشرقية بمساندة شركة تكفلت بسيناريو الكليب الرومانسي الذي اعتمد على المناظر الطبيعية، والإبهار لنقل صورة مغايرة للتقليدية في عالم الكليبات المصورة، من حيث الشكل يبدو الكليب جيداً قياسأً إلى الأغنيات المصورة المنافسة.