ألكسندروفيتش... الضابط الروسي الذي جنّب العالم حرباً نووية إبّان أزمة الصواريخ الكوبية

28 أكتوبر 2017
رفض أركيبوف إطلاق طوربيد نووي (فيسبوك)
+ الخط -

تم تكريم أحد كبار ضباط غواصة سوفييتية منع اندلاع صراع نووي عالمي خلال الحرب الباردة، بعد 55 عاماً من عمله البطولي. الجائزة تسمى "جائزة مستقبل الحياة"، تقدمها منظمة مقرها الولايات المتحدة، وقدّمت لهذا الرجل، بعد سنوات من رحيله عن العالم، مجنباً إياه كارثة إنسانية شاملة، وفق صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.

وفي 27 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1962، كان القبطان الروسي فاسيلي ألكسندروفيتش أركيبوف على متن الغواصة السوفييتية B-59 بالقرب من كوبا، عندما بدأت القوات الأميركية إسقاط القنابل، في محاولة لدفع الغواصة للصعود إلى أعلى، وهو ما عُرف حينها بأزمة الصواريخ الكوبية. وكان طاقم B-59 بمعزل عن العالم الخارجي، لذا كانوا يعتقدون أنهم يشهدون بداية حرب عالمية ثالثة.

وتوقف مكيف الغواصة عن العمل، وبات طاقمها يخشى الموت، لكن قرّر بعض الضباط "الموت بشرف" من خلال استخدام سلاحهم السري: طوربيد نووي يزن عشرة أطنان، بدون انتظار الموافقة من موسكو.

ورغم موافقة الضباط الآخرين على هذه الخطوة، إلا أن غرفة التحكم كانت تعرف سيناريو آخر، فقد رفض أركيبوف إطلاق الطوربيد.

ولو تم إطلاق الطوربيد آنذاك لكان مصير العالم سيختلف كثيراً، تقول الصحيفة؛ فالهجوم كان سيبدأ حرباً نووية من شأنها أن تسبب دماراً عالمياً، مخلفةً أعداداً لا يمكن تصورها من الوفيات في صفوف المدنيين.

وقال مدير أرشيف الأمن القومي في جامعة جورج واشنطن، توماس بلانتون: "الدرس المستفاد من ذلك هو أن الرجل الذي يدعى فاسيلي أركيبوف أنقذ العالم".

الآن، بعد 55 عاماً من تجنب الحرب النووية و19 عاماً بعد وفاته، تم تكريم الراحل بحضور عائلته. وتم تقديم الجائزة البالغة 50 ألف دولار لحفيدي أركيبوف، سيرغي وأندريوكوفا، في معهد الهندسة والتكنولوجيا، مساء أمس الجمعة.

(العربي الجديد) 

المساهمون