أردوغان دار حول الكرة الأرضية 4 مرات عام 2016

05 يناير 2017
أول زيارة بعد المحاولة الانقلابية إلى روسيا(اوسان كوزيه/فرانس برس)
+ الخط -


لم يمر على تركيا، عام سيئ منذ تسلم حزب العدالة والتنمية السلطة عام 2002، مثل عام 2016، فإن تجاوزت تركيا الحدث الأخطر، انقلاب يونيو/ تموز الفاشل، وما تلاه من حالة طوارئ تمدد للمرة الثالثة أمس، خسرت البلاد نحو 40% من السياحة ونحو 35% من الاستثمار المباشر، مقارنة مع عام 2015، وتراجعت صادراتها إلى أقل من 143 مليار دولار، بعد أن زادت على 155 ملياراً عام 2014.

ودفع كل ذلك بالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لزيادة ترحاله حول العالم، ليجد بدلاء اقتصاديين وسياسيين، بعد القطيعة الروسية على خلفية إسقاط الطائرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، وتعويضاً عن الأذى الذي لحق بالاقتصاد التركي، جراء الحروب المندلعة بدول الجوار. وتشير بيانات تركية، أن الرئيس التركي أردوغان، قطع مسافة بلغت 146 ألف كيلومتر في زياراته الخارجية خلال عام 2016، أي ما يعادل 4 دورات حول الأرض تقريبا.



وأجرى أردوغان أولى زياراته إلى قارة أميركا اللاتينية، وشملت تشيلي وبيرو وإكوادور، وجولة أفريقية أثناء عودته، شملت كلا من ساحل العاج وغانا ونيجيريا وغينيا. كما قام بـ22 زيارة رسمية إلى 20 بلدا أجنبيا، قاطعا مسافة 146 ألف كيلومتر، أي ما يعادل 4 دورات حول الكرة الأرضية.

وزار أردوغان الولايات المتحدة الأميركية ثلاث مرات، وأجرى أول زيارة له بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة في منتصف تموز/يوليو الماضي إلى روسيا، والتقى خلال زياراته رؤساء 37 دولة، واستقبل رؤساء حكومات 15 دولة، لتبلغ خطاباته خلال العام الفائت مجتمعة، داخل تركيا وخارجها، 110 خطابات، فضلاً عن استقباله 836 وفداً أجنبياً مكوّناً من 9 آلاف و880 شخصاً، ولقائه مع أمناء عامين لثماني منظمات دولية كبرى.

المحلل التركي يوسف كاتب أوغلو، اعتبر تلك الأرقام طبيعية، بل ولا تختلف كثيراً عن جولات وخطابات الرئيس التركي بالأعوام السابقة، إذ هذا النوع من السفر برأيه، هو ديدن السياسة الخارجية لتركيا، بل وعندما كان أردوغان رئيساً للوزراء، كان يلتقي 60 مسؤولاً دولياً على الأقل.



ويضيف كاتب أوغلو لـ"العربي الجديد" أن ثمة ما لا يذكر خلال التطرق لرحلات المسؤولين الأتراك الخارجية، والتي تركز على الجانب الإنساني بالدرجة الأولى، فتركيا قد أنفقت العام الفائت نحو 2.3 مليار دولار على المشروعات الإنسانية بالبلدان الفقيرة، كما مولت مشروعات تنموية بنحو 3.9 مليارات دولار بالدول الخارجية، معتبراً أن الإنسان هو غاية السياسة التركية، إن بالداخل أو الخارج.

وأشار المحلل التركي إلى أن للزيارات الخارجية التي يقوم بها المسؤولون الأتراك، دورا مهما في المبادرات وفتح الأسواق وتنمية العلاقات، التي لا تأتي بالغالب عبر المراسلة والأماني عن بُعد، مستبعداً أن يكون للتوتر الذي شاب العلاقات التركية العام الفائت، إن مع الولايات المتحدة أو روسيا الاتحادية، دور في زيادة الزيارات الخارجية.

وتوقع كاتب أوغلو أن يكون العام الجاري، عام علاقات ويشهد زيارات خارجية أكثر من العام الفائت، نظراً للدور الذي تلعبه تركيا بملفات الاقليم أو تنامي العلاقات الاقتصادية المتوقعة للعام الحالي.

ولم تقتصر الزيارات الخارجية التركية الكثيرة على رئيس الدولة أو رئيس الوزراء، بل أجرى  وزير الخارجية، مولود جاويش أوغلو 88 جولة خارجية خلال عام 2016، عقد فيها 22 اجتماعًا ثنائيًا، و31 لقاءً متعدد الأطراف، كما رافق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 19 جولة خارجية، و10 جولات مع رئيس الوزراء بن علي يلدريم.
دلالات
المساهمون