أبناء يكملِون مسيرة آبائهم في الغناء

30 يناير 2017
شهرة عمرو دياب ساهمت بنجاح ابنته جانا دياب(جيف كرافيتز/Getty)
+ الخط -

في سنة 1972، أي قبل رحيل عبد الحليم حافظ بخمسة أعوام، استمع العندليب الأسمر إلى صوت عماد الدين علي سليمان، حين كان يغني في إحدى حفلات الزفاف في مدينة الإسكندرية، وكان حينها يبلغ من العمر 12 عاماً فقط، فأعجب بصوته وآمن بموهبته، وتبناه فنياً، وأشرف على تدريبه ليكمل مسيرته بعده، وبهذه الطريقة بدأ المغني، الذي اُشتُهر فيما بعد باسم عماد عبد الحليم، مسيرته الفنية.

بيد أن ظاهرة تبنّي المواهب الفنية، لم تُكرَّس فيما بعد في الوطن العربي، وحلّت مكانها ظاهرة مشابهة، وهي استكمال أبناء المغنين لمسيرة آبائهم الفنية. ولعل أقدم حالة تمثل هذه الظاهرة في الوطن العربي، تجلت في عائلة الحجار الفنية في مصر، فالمغني ابراهيم الحجار، مهد الطريق لأبنائه لدخول عالم الغناء، وتمكن علي الحجار من أن يحقق نجاحاً يوازي نجاح أبيه. وفي السنين الأخيرة، ازدادت أعداد أبناء المغنين الذين اتجهوا نحو الفن، وكان لمواقع التواصل الاجتماعي، التي يُنشر عليها باستمرار صور وفيديوهات لعائلات المشاهير، دور كبير في تكريس هذه الظاهرة.

وشهد الشهر الأول من سنة 2017، دخول اثنين من أبناء المغنين في عالم الغناء، وهما: الشابة، جانا، ابنة الفنان المصري عمرو دياب، والشاب، محمد، ابن الفنان اللبناني المعتزل فضل شاكر.

وكانت جانا دياب قد نشرت أغنيتها الأولى على موقع يوتيوب في اليوم الأول من السنة الجديدة، وهي أغنية باللغة الإنكليزية بعنوان "ماوث تابيد شات"، وجاءت الأغنية لتعلن عن ولادة نجمة جديدة، رغم أن صور جانا تصدرت الصحف العربية الفنية في السنتين الأخيرتين، بسبب ظهورها إعلامياً في برامج معروفة، مثل "إي تي بالعربي"، ولأنها أيضاً، نشرت مؤخراً فيديوهات، صورت بها نفسها، وهي تغني في منزلها، باللغة الإنكليزية أيضاً. ولا تعتبر جانا دياب أول أبناء الفنانين العرب، الذين اختاروا اللغة الإنكليزية ليغنوا بها، فابنة الفنان عاصي الحلاني، ماريتا، لها مسيرة مشابهة.

وأما محمد فضل شاكر، فإنه كما يبدو، سيكمل مسيرة أبيه الفنية بالمعنى الحرفي للكلمة، فالأغاني التي اختارها وأسلوب أدائه، يشابهان إلى حد بعيد أسلوب فضل شاكر وأغانيه؛ كما أن الأغنية الجديدة التي أطلقها "أنا يا جروحي" هي من كلمات الشاعر أحمد ماضي، والذي سبق لأبيه أن تعاون معه في العديد من الأغاني.

كما أن الظهور الأول لمحمد شاكر على الساحة الفنية، كان في حفلات فضل شاكر سنة 2012، إذ غنى إلى جوار أبيه في حفلاته الأخيرة. وبالإضافة لمحمد شاكر، فهناك العديد من أبناء الفنانين الذين ظهروا في السنوات الأخيرة وغنوا باللغة العربية، مثل تيام، ابن مصطفى قمر، وشام، ابنة أصالة نصري، وأيضاً محمد، ابن أحمد عدوية.


ولاقت معظم هذه التجارب نجاحاً سريعاً، فشعبية الآباء وتاريخهم الفني، ساهما إلى حد بعيد بنجاح أبنائهم؛ ويعود ذلك لتعصب الجمهور أو "الفانز" لمطربيهم المفضلين، والذين شكلوا الشريحة الأوسع من جمهور الأبناء، وأعطوهم جماهيرية وشعبية ليجدوا أنفسهم سريعاً في أماكن أعلى من الفنانين الجدد والموهوبين الذين لا ينتمون لعائلات فنية؛ وهذه العقلية المتعصبة للفنانين الذين نحبهم، هي ذاتها التي أفرزت إشاعات في وقتٍ مضى، تشكك بأن عماد عبد الحليم، هو ابن عبد الحليم حافظ غير الشرعي.




المساهمون