بحيرة عسل المالحة في جيبوتي

13 يناير 2017
تبلغ مساحة سطح البحيرة حوالي 54 كيلومتراً مربعاً (Getty)
+ الخط -
تنخفض بحيرة عسل، الواقعة في مثلث عفر بجيبوتي، عن سطح البحر بحوالى 155 متراً، وهي أدنى نقطة على الأرض في أفريقيا، وثالث أدنى نقطة على مستوى العالم، بعد بحيرة طبريا والبحر الميت. ولم يحدث أي تدفّق من المياه لتجديد البحيرة أو تخفيف ملوحتها سواء من البحر أو النهر.

وبسبب درجات الحرارة العالية، وارتفاع معدل التبخُّر؛ فإن مستوى ملوحة البحيرة يبلغ عشرة أضعاف ملوحة البحر، مما يجعلها أكثر البحيرات ملوحة على مستوى العالم، بعد بحيرة دون جوان في القارة القطبيّة الجنوبيّة. هذه البيئة شديدة الملوحة، جعلت البحيرة لا تصلح أن تكون مكاناً لنوعٍ معيّن من الكائنات البحريّة. 


تقع البحيرة في فوهة بركان، على الطرف الغربي من خليج تاجورا، وتتماس مع إقليم دخيل في الجزء العلوي من الوادي المتصدع الكبير على بعد نحو 120 كم غربي مدينة جيبوتي، ومساحة سطح البحيرة حوالى 54 كلم مربع، بينما منطقة تجمعات المياه التابعة لها تصل إلى 900 كلم مربع.

تمتلكُ البحيرة أكبر احتياطي للملح في العالم، إذ تُعدُّ كنزاً كبيراً وثروة قوميّة لجيبوتي، وقد تمّ إعلانها منطقة محمية بموجب قانون البيئة الوطني. ومع ذلك لم يضبط القانون حدودَ البحيرة تماماً، مما يسمح باستغلالها بصورة غير منضبطة وبوسائل تجريف تهدد تلك الثروة. ويجري العمل حالياً على إدراج البحيرة من جانب اليونسكو ضمن مواقع التراث العالمي.

تأخذُ البحيرة شكلاً بيضاوياً بطول 19 كم وعرض 6,5 كم، وتتألّف من قسمين منفصلين أحدهما هو السطح المتبلر، وهو حوالى 26 كلم مربع، والآخر هو منطقة السائل عالي الملوحة، على مساحة حوالى 54 كلم2. وتمتدُّ منطقة السطح المتبلر إلى عمق 60 متراً. ويُقدَّر حجم الملح الموجود بحوالى 300 مليون طن. وقد انخفض مستوى سطح البحيرة حالياً بحوالى 50 قدماً مقارنة بالمستوى القديم لضفافها.

كان استخراج الملح قديماً يتم عن طريق القبائل البدوية في عفر، ثم ينقل على ظهور الجمال عبر طرق التجارة والقوافل المتّجهة إلى أثيوبيا، إذ ارتبطت تجارة الملح بالمقايضة مع ما تنتجه منطقة الحبشة من الذرة والفحم والقهوة والعاج والمسك وغيرها من السلع، إضافة إلى تجارة العبيد.

وقتها كان الملح مصدر ثروة كبيرة للقبائل المحلية المستوطنة حول البحيرة، كما كان مصدراً لصراعات دموية للحفاظ على حقوق ملكيته، أو ضد محاولات التعدي عليه من قبل الغزاة الطامحين للثروة. في العقدين الأخيرين، تمّ تفعيل عمليّات التعدين الصناعي، وتطوير الطرق التي تربط البحيرة بخليج تاجورا، إذ إنّ الطريق التقليدية وعرة وغير مُعبّدة.

يتكوَّن الغطاء النباتي في البحيرة من بعض الشجيرات الشائكة المتناثرة، وبعض الشجيرات الخضراء قرب ضفتها اليمنى، فيما توجد شجرةُ نخيل وحيدة على جانب الطريق. ومياه البحيرة غنية بالمعادن، ولكن لا توجد بها أي حياة سوى بعض البكتريا المتوافرة.

ولكن تشهد المنطقة المحيطة بالبحيرة وجود بعض الأنواع البرية من الظباء الصغيرة الحجم والجمال والطيور والسحالي والحشرات. بينما لا يوجد أي أنواع من الحيوانات التي تعتاد الحياة بقرب الكتل المائية.

المساهمون