رحيل كريمة مختار.. ماما نونة

12 يناير 2017
التحقت كريمة بالكبار الراحلين (العربي الجديد)
+ الخط -




بعد شائعات عديدة انطلقت خلال الأيام الماضية عن وفاة الفنانة القديرة كريمة مختار باتت الشائعة حقيقة وودّعت بالفعل الفنانة الشهيرة بـ"ماما كريمة" عالمنا، منذ قليل، عن عمر يناهز الـ81 عاماً، وحتى الآن لم يتم الإعلان عن موعد لإقامة الجنازة أو العزاء، إذ يرتب نجلها الإعلامي معتز الدمرداش هذه الإجراءات مع نقابة المهن التمثيلية، ومن ثم يتم الإعلان عنها.

وفاة الفنانة الكبيرة جاء بعد إجرائها لعملية جراحية بالمنظار في معدتها وبعدها غادرت المستشفى إلى منزلها وكان العديد من الفنانين يقومون بزيارتها، لكن كانوا معها بشكل شبه دائم كل من الفنانات شيرين وميرفت أمين ودلال عبد العزيز لتتوفى كريمة في منزلها على سريرها.

على الرغم من أدوار الفنانة الراحلة تلفزيونياً وسينمائياً ومسرحياً وتحقيقها لنجاحات كبيرة فيها، إلا أن بداية انطلاقتها وهي طفلة لا تتعدى عشر سنوات، إذ شبهها كل من المخرج والفنان عبد الرحيم الزرقاني والإذاعي محمد الطوخي بالنجمة فاتن حمامة في صوتها، فكان اختيارهما لها على هذا الأساس لتشارك في البرنامج الإذاعي الشهير "بابا شارو"، ومن هذا البرنامج كانت الخطوة الفعلية الأولى لعطيات محمد البدري الشهيرة بكريمة مختار، نحو عالم الفن.

رغب المخرج السيد بدير في صوت جيد وجديد ومختلف ليشارك في أحد أعماله، فكان الترشيح الأول لها في التمثيل، ولكن واجهت كريمة الطفلة عقبات عديدة، أولها وأهمها رفض أسرتها لأن تعمل في الفن، وهذا الرأي كان السائد وقتها في معظم البيوت المصرية، إذ كان والدها يعمل في إحدى الشركات التي تقع أسفل الإذاعة المصرية، فكلما كان يراها وهي تصعد للإذاعة تحدث مشادات بينهما لعدم رغبته في معرفة أحد من زملائه في العمل أن ابنته ممثلة في الإذاعة، كما أن شقيقاتها الخمس وشقيقها كانوا يعتقدون أن عملها بالتمثيل سيبعد الراغبين في الزواج عنهم، وأنها ستضر بمستقبلهم.

وبعد سلسلة من الإلحاحات على والدها من عدد من المخرجين، وافق شريطة أن تعود كل يوم إلى منزلها في السابعة مساء، وهو ما وافق عليه المخرجون، وبعد فترة بدأت الأمور تهدأ بينهما، ولكن مع إصرارها على استكمال الفن قاطعها، وكانت الانطلاقة الحقيقية لها بعد زواجها من ممثل ومخرج تليفزيوني.

تزوجت الفنانة الراحلة من الممثل نور الدمرداش الذي تعرفت عليه عن طريق شقيقتها التي كانت زميلة له في نفس الجامعة، ولم يخطر ببال كريمة أن تتزوج وتكون مسؤولة عن بيت وأسرة، فكان كل همّها الفن وأن تعيش لموهبتها فقط، ولكنها تزوجته بعد سلسلة طويلة من الارتباطات الرسمية، وكان العمل الأول لهما معا هو "ثمن الحرية"، الذي قدمته كريمة كممثلة للمرة الأولى ونور الدمرداش كمخرج للمرة الأولى أيضاً، وشارك في هذا الفيلم صلاح منصور ومحمود مرسي ومحمود الحديني وعبد الله غيث، وأُنتج عام 1967، أما التعاون الأول بينهما على النطاق التلفزيوني فكان مسلسل "بنت الأيام" مع كل من الفنانين محمود مرسي وصفية العمري وهدى رمزي.

أنجبت كريمة من زوجها الوحيد أربعة أبناء هم الإعلامي معتز الدمرداش والمخرج أحمد وهبة الله والمهندس شريف.

 

أحبت كريمة أدوار الأم منذ تقديمها للعمل الأول "ثمن الحرية" رغم صغر عمرها وقتها، ولكن زاد تعلقها بالدور بعد تقديمها لفيلمها الشهير "وبالوالدين إحسانا" الذي حقق أثناء عرضه في السبعينيات نجاحاً سينمائياً كبيراً.

وجاءت شخصية "والدة" سيدنا موسى التي قدمتها سينمائياً سبباً في رضا والد كريمة عنها، حيث تحدث إليها لأول مرة بعد انقطاع وهنّأها على العمل.

على النطاق المسرحي لم تقدم كريمة مختار سوى عرض مسرحي واحد فقط، وهو "العيال كبرت" مع حسن مصطفى وسعيد صالح ويونس شلبي.

ابتعدت كريمة عن الفن لسنوات وكانت عودتها من خلال مسلسل "يتربي في عزو" في الشخصية الأشهر لها "ماما نونة" مع الفنان يحيى الفخراني، وحققت نجاحاً كبيراً فاق الكثير من أعمالها، وبعدها قدمت ضيفة شرف في مسلسل "دلع البنات"، وفي النطاق السينمائي كان آخر أدوارها هو فيلم "ساعة ونص".







 

المساهمون