أوباما يفتتح في واشنطن متحفا لتاريخ الأميركيين الأفارقة

25 سبتمبر 2016
افتتاح المتحف بحضور أوباما وبوش (أستريد ريكين /Getty/ Stringer)
+ الخط -
افتتح الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس السبت في واشنطن متحفاً مكرساً لتاريخ الأميركيين من أصول أفريقية، في خطوة تحمل رمزية قوية، مع تجدد التوتر العرقي في البلاد.

ودشن أول رئيس أسود للولايات المتحدة المتحف البرونزي، الذي بُني على مساحة 37 ألف متر مربع أمام آلاف الأشخاص الذين تجمعوا في العاصمة ليشهدوا هذا الحدث.

وقال أوباما "إلى جانب عظمة المبنى، ما يجعل هذه المناسبة مميزة جداً هو القصة الأشمل التي يتضمنها"؛ وذلك قبل بضعة أشهر من انتهاء ولايته.

وأضاف "تاريخ الأميركيين المنحدرين من أصول أفريقية، لا ينفصل عن تاريخنا الأميركي الشامل، إنه ليس الشق المخفي من التاريخ الأميركي، إنه شق أساسي في تاريخ أميركا".

وأكد أوباما أن المتحف "هو المكان لفهم كيف أن التظاهرات والحب للبلاد لا يتعايشان فقط، وإنما يتماشيان"، مضيفاً "حتى في مواجهة أشد الصعوبات، تمكنت أميركا من المضي قدماً".

ويأتي افتتاح المتحف فيما تزايد التوتر العرقي في الولايات المتحدة، مع النقمة على موجة مقتل رجال سود برصاص الشرطة.

وينقسم المتحف الجديد إلى قسمين، أحدهما تحت الأرض؛ وهو مخصص لتاريخ الأميركيين السود، والثاني في الطبقات الأعلى؛ وهو مخصص للشؤون الثقافية والاجتماعية.

وتعرض في المتحف آلاف المقتنيات، منها خوذة سوداء وقفازات حمراء لمحمد علي كلاي، وسترة سوداء لامعة لمايكل جاكسون، ومقصورة خضراء من قطار تعود إلى أيام الفصل العنصري.

ويتضمن المتحف معرضاً حول الفصل العنصري في المتحف، مع صور لمالكوم إكس، وروزا باركس التي رفضت أن تخلي مقعدها لرجل أبيض في حافلة عام 1955، إلى جانب صور فظيعة لرجال سود شنقوا وأيديهم موثوقة بعضهم ببعض.

ومنذ انتخابه عام 2008 أكد الرئيس أوباما مرات عدة، ولا سيما خلال ولايته الرئاسية الأولى أنه ليس رئيس السود، بل رئيس كل الأميركيين.

وتعرض أوباما لانتقادات حتى على هذا الصعيد، وخصوصاً أن التوتر العنصري تجدد خلال رئاسته مع زيادة ملحوظة في أعمال العنف التي ترتكبها الشرطة في حق السود من الأميركيين.

وقال أوباما الجمعة في البيت الأبيض إن تاريخ الأميركيين السود "زاخر بالمآسي والمشاكل، إلا أنه يحفل بمحطات الفرح والانتصارات الكبيرة".

وأضاف "هذا التاريخ لا يقتصر فقط على الماضي، بل هو حي اليوم في كل زاوية من زوايا أميركا"، وكان أوباما قام مع عائلته الأسبوع الماضي بزيارة خاصة للمتحف.

وقال أوباما إن توقيت التدشين في ظل تجدد التوترات العرقية "لافت"، موضحاً "من وجهات نظر عدة أنه الوقت الأفضل، لكن هذه المرحلة مضطربة، وإذا لم نتوخ الحذر قد نعود إلى الوراء بدل المضي قدما".

وأضاف "من الأسباب التي تدفعني إلى السرور لافتتاح المتحف خلال عطلة نهاية الأسبوع هذه، هي أنه سيسمح لنا كأميركيين بإعادة بعض الأحداث إلى سياقها التاريخي".

وشدد أوباما على أن زيارة المتحف تجعل الزائر يدرك أن التحديات التي واجهها السود في الولايات المتحدة "حديثة العهد".

وقبل ثمانية أسابيع من الانتخابات الرئاسية في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر، وقبل أشهر قليلة من مغادرته البيت الأبيض، يبدو أوباما متحرراً من أي ضغوط حول القضايا العرقية، بعد ثماني سنوات أمضاها في السلطة وأداء غالباً ما انتقد عليه في هذا المجال.

وحمل المرشح الجمهوري دونالد ترامب على أوباما، في الفترة الأخيرة، مؤكداً أنه "لم يفعل شيئاً للأميركيين السود".

(فرانس برس)



المساهمون