الدراما السورية... من الاقتباس إلى الخيال العلمي

18 اغسطس 2016
تلعب كاريس دورمجرمة في "وردة وجورية" (العربي الجديد)
+ الخط -
لم تُرسَم خطة محددة للأعمال الدرامية التي يعمل عليها الكتّاب والمخرجون حالياً، ولو أن النشاط يبدو جيداً، وذلك استباقاً للبدء رسمياً بالمسلسلات الخاصة لموسم دراما رمضان عام 2017.
لكن اللافت في هذه الأعمال التي يُصور بعضها بين دمشق ومحافظات سورية وبيروت، هي أنها تقترب قليلاً من الأوضاع الراهنة في سورية، والحرب المندلعة بعد 5 سنوات من انطلاقة الثورة السورية. المميز أيضاً، هو لجوء بعض صنّاع الدراما السورية إلى الطرح العلمي النفسي لهذا الموسم، بطريقة جديدة لم تعتمدها الدراما السورية من قبل، كما هو الحال في مسلسل "الرابوص".

رشا شربتجي في مسلسل "شوق"
غابت المخرجة السورية، رشا شربتجي، لمدة عامين عن الدراما السورية، وانشغلت ببعض الأعمال المشتركة، وبعد تجارب مصرية في مسلسلات مثل "شرف فتح الباب" مع يحيى الفخراني، قدمت العام الماضي مسلسل "سمرا"، وهو من الأعمال العربية المشتركة من إنتاج شركة "الصباح". "سمرا" لم يحقق النجاح المتوقع بسبب ضعف القصة المكتوبة لكلوديا مرشليان. تعود شربتجي في مسلسل جديد عنوانه "شوق"، من إنتاج شركة سورية جديدة تحمل اسم "ايمار". كتب نص المسلسل، حازم سليمان، والبطولة للممثلة، نسرين طافش. وبحسب التصريحات الأخيرة للمخرجة، فهي تعمل في أحداث المسلسل الجديد على رابط يجمع بين دمشق وبيروت، وهي تلتزم لذلك الصمت في كشف التفاصيل الكاملة. وتُضيف أن المسلسل يروي قصة حب جديدة تتداخل في سياق الأحداث الأخيرة في سورية برؤية مستجدة لم يسبق أن تناولتها الدراما العربية من قبل. ومن المقرر أن ينطلق تصوير العمل مطلع شهر أيلول/ سبتمبر المقبل في دمشق، وسيتم تصوير كل مشاهده.

التناقض الديمغرافي داخل سورية
يطرح مسلسل "أسوار دمشق" الواقع الاجتماعي السوري، وتدور أحداثه في إطار درامي تشويقي ضمن ثلاثين حلقة. ولم يُعرَف ما إذا كان عرضه سيتم في شهر رمضان عام 2017 أو قبله. ويروي المسلسل قصصاً عاشها المجتمع السوري بعد الثورة السورية كتبها حازم بطرس، وأخرجها مروان بركات. وتحضر البيئة الشامية في العمل من خلال منزل دمشقي قديم توارثته الكثير من العائلات، ويجتمع فيه مجموعة من الناس. أبطال العمل هم من جميع المناطق السورية، لتبدأ رحلة الاختلاف في العادات والتقاليد. ويطرح العمل طريقة التوزّع الديموغرافي لسكان سورية داخل سورية بسبب الهجرة سواء الداخلية أو الخارجية. ويتناول في المقابل تداعيات هذه الهجرة في السنوات الأخيرة على صعيد الانتماء والطوائف والعادات والتقاليد.


"وردة وجورية"... مسلسل مقتبس
بعد عملها الأخير في مسلسل "دومينو"رمضان الماضي، ورغم الانتقادات التي لم تكن لصالحها، تبدأ الممثلة، سلافة معمار، بتصوير مسلسل "وردة وجورية"، إلى جانب زميلتها الممثلة، كاريس بشار. العمل يحاكي الأعمال الخاصة، والتي تُعرَف بأعمال البيئة الشامية، ولكن ليس في السياق التاريخي التقليدي الذي اعتاد عليه المشاهد في الأعمال المعروفة بهذا الطابع. كتب "وردة وجورية"، سليمان عبد العزيز، وسيخرجه تامر إسحاق. القصة مستوحاة أو تشبه كثيراً حكاية "ريّا وسكينة" الحقيقية، والتي نقلت إلى السينما والمسرح والتلفزيون، وكان آخرها مسلسل "ريا وسكينة" من إنتاج عام 2005، والذي لعبت بطولته الممثلتان عبلة كامل وسميّة خشّاب. تشابه قصة "وردة وجورية" مع حكاية "ريا وسكينة" يبدو واضحاً من خلال المعلومات التي سُرّبَت عن العمل، ولو بخط درامي مختلف، فتلعب بشار ومعمار دور شخصيتين ترتكبان الكثير من الجرائم. وتجسد كاريس شخصية "وردة" وهي أشبه بشخصية "ريا" المعروفة، بينما تجسد سلافة شخصية "جورية" الشبيهة بشخصية "سكينة".

كاريس بشار إلى الكوميديا
ليس "وردة وجورية" العمل الوحيد للممثلة، كاريس بشار، في مسلسلات الدراما السورية هذا الموسم. إذ تشارك كاريس في تصوير مسلسل "هواجس عابرة"، وهو مسلسل من النوع الكوميدي الخفيف للكاتب والمخرج، مهند قطيش. تبدو كاريس أنها تريد الخروج من الأدوار الجديّة بعد نجاح مسلسل "غداً نلتقي" عام 2015، والذي سجل نجاحاً كبيراً بين الأعمال الدرامية لموسم رمضان وقتها. تلعب دور "أروى" السيدة التي تعيش في مبنى تجاري يحتوي على عيادات طبيّة، وصالون للتجميل، وهذا ما يتسبب لها بمشاكل عائلية مع زوجها الذي يعاني من غيرة مفرطة حتى يدرك أنه على خطأ. ويحاول أن يعيد النظر بمواقفه وغيرته من جديد تجاه زوجته أولاً التي تستنجد بجيرانها في مواقف تبدو بسيطة وقريبة جداً من يومياتنا. ويشارك في بطولة "هواجس عابرة"، كل من جيني إسبر وفادي صبيح وأحمد الأحمد ونادين تحسين بيك.


"الرابوص" مسلسل اجتماعي علمي
للمرة الأولى، تطرح الدراما السورية مسلسلاً علمياً. ويُعتبر ضرباً من المغامرة وفق تصريحات المخرج، إياد نحاس، الذي ينفي أن يكون المسلسل قائماً على الرعب، بل يقوم على طرح درامي نفسي لم تعالجها الدراما العربية من قبل، سوى في بعض الأفلام. تدور أحداث المسلسل في مدينة افتراضية قد لا يكون لها علاقة بدمشق، أو أي مدينة عربية أخرى. ويعود المسلسل بالزمن إلى أجواء الستينيات. يلعب دور البطولة في المسلسل، الممثلة، ناظلي الرواس، وتؤدي دور "سناء". و"سناء امرأة أربعينية، تعيش العزلة والوحدة لفترة من الزمن تحت اضطهاد واستبداد والدها الذي يقوم بدوره الفنان، بسام كوسا، الأمر الذي يجعلها أقرب إلى والدتها، إلى أن تظهر فجأة في حياتها قصة عشق مجهولة وضبابية.


المساهمون