الحصار يفترس حدائق الحيوان في غزة

28 ديسمبر 2016
نفقت أصناف عديدة من الحيوانات والطيور (الأناضول)
+ الخط -



يتهدد الإغلاق حديقة الحيوان الوحيدة بمدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، بسبب الخسائر التي تتكبدها، جرّاء سوء الظروف الاقتصادية الصعبة في القطاع، الذي يضم خمس حدائق للحيوان "غير حكومية"، تعيش الظروف ذاتها.

وتفادياً لكارثة محدقة، طالب محمد جمعة، مالك الحديقة التي تحمل اسم "حديقة حيوان رفح"، المؤسسات الدولية المعنية بالحيوانات، بالتدخل لإنقاذ نزلاء الحديقة، من خلال نقلها للعلاج والرعاية خارج قطاع غزة.

وقال جمعة إنه عرض الحديقة للبيع، وإنه جاد في الخطوة في حال لم تقدم له المؤسسات الدولية المساعدة في رعاية الحيوانات. وأضاف أنه يجد صعوبة كبيرة في توفير الطعام والعلاج اللازم للحيوانات، بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة الناجمة عن الحصار، والتي أدت إلى تراجع أعداد زوار الحديقة، وبالتالي انخفاض إيراداتها.

وتعتبر الحديقة، الأقدم في قطاع غزة، إذ تأسست قبل نحو 17 عاماً، وهي الأكبر من حيث أنواع وأعداد الحيوانات التي تحتويها، حيث تضم حالياً نحو 100 نوع من الطيور والحيوانات. ومن هذه الأصناف: الأسد، اللبوة، الضبع، القرد، النسناس، الشمبانزي، القط البري والثعلب، النعامة، الغزال والببغاء، وغيرها من الأنواع.

وتسببت الحروب التي تعرض لها القطاع، بالإضافة إلى سوء الأوضاع الاقتصادية، في نفوق أعداد كبيرة من الحيوانات النزيلة فيها. وفي مدينة خان يونس، أغلقت حديقة حيوان أبوابها نهاية أغسطس/آب 2016، بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية كذلك، حيث نقلت مؤسسة نمساوية حيواناتها إلى محميتيْن طبيعيتيْن في أفريقيا والأردن.



ويقول جمعة إنّه أسس الحديقة عام 1999، كمشروع ربحي وترفيهي، و"كانت الأمور في بداياتها تسير بشكل جيد"، حسب قوله. وبدأت مشاكل الحديقة عام 2004، حينما تعرضت أجزاء منها للتجريف من قبل الجيش الإسرائيلي، خلال اجتياحه للمنطقة. ويقول جمعة إنه لم يتلق أي تعويض من أي جهة في ذلك الوقت.

ويضيف: "قمنا بترميمها، وبعد سنوات، حدث الانقسام الفلسطيني الداخلي (عام 2007)، وتلاه الحصار الإسرائيلي وثلاث حروب متتالية (أعوام 2009، 2012، 2014)، تسببت بتراجع الحديقة بشكل كبير لسوء الوضع الاقتصادي، فالسكان لم يعودوا يزورون المناطق الترفيهية، ومنها حدائق الحيوان".

كما يشير إلى مشكلة أخرى تواجهه، وهي نفوق العديد من أصناف الحيوانات والطيور باهظة الثمن. ومن الحيوانات التي نفقت: لبوة، كنغر، غزال، نعامة، قرود، حصان أميركي صغير، أفعى البيتون، وغزال الايل، إضافة إلى أكثر من 15 صنفا من الطيور، بحسب جمعة. وحنّط جمعة الحيوانات النافقة، وعرضها في أحد أركان الحديقة.

ويقدر الخسائر التي تكبدها منذ الأزمة الناجمة عن حصار غزة 2007، بنحو 400 ألف دولار. ويلفت مالك الحديقة إلى أن الحيوانات النزيلة وصلت إلى القطاع بصعوبة، حيث دخلت عبر "الأنفاق" الواصلة بين القطاع ومصر. ويضيف "تربية الحيوانات ثمنها باهظ جدًا، فنفوق حيوان يعني دمار الحديقة، وبداية انهيار، فالنهوض في ظل هذا الواقع مجددًا صعب، فكل يوم يمر تتراجع الحديقة للوراء".

ويشير إلى أن كثيراً من العائلات لا تقدر على دفع ثمن تذكرة دخول الحديقة، رغم أنه خُفض كثيرًا، في إشارة إلى الأحوال المادية الصعبة لسكان القطاع. ويقول: "نأخذ من الأسرة تذكرة بقيمة 10 شيكلات إسرائيلية (2.8 دولار أميركي)، وهو مبلغ لا تقدر عليه العائلات، فالناس لديها أولويات أخرى اليوم في الحياة، جعلت من الترفيه شيئاً هامشياً".

ويؤكد جمعة أن الوضع السيئ دفعه لاتخاذ قرار بعرض الحديقة للبيع، ثم يضيف: "أنا جاد في بيعها. إن لم تقم أي جهة بتوفير الطعام، نحن غير قادرين على توفيره، والحيوانات باتت مهددة بالبيع أو الموت جوعاً".

(الأناضول)


دلالات
المساهمون