أسامة الهندي: أستوحي أفكاري من واقع الأحداث الصعبة

03 أكتوبر 2016
يطمح للعمل مع شركات الرسوم(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
يجلس أسامة الهندي، على كرسي مكتبه، غير مبالٍ بازدحام العيش من حوله، إذ إن غرفته الصغيرة التي ضاقت بملابس وكتب ورسومات متناثرة بين جنباتها، لم تمنعه من إطلاق العنان لنفسه والسفر لعالم أوسع، عبر إتقان رسم ملامح شخصيات محلية وعالمية، واحتراف رسومات عالم "ديزني".
الهندي، يسكن حي الشيخ رضوان غربي غزة، درس المحاسبة في الجامعة الإسلامية بغزة، كونه لم يجد حينها تخصصّاً مماثلاً لمجال هوايته، لكن شغفه بالرسم منذ نعومة أظافره لم يمنعه من تطوير نفسه بنفسه، إذ امتدت موهبته من رسم الشخصيات الكرتونية إلى الوجوه البشرية الحقيقية.
وعن البدايات، يوضح الهندي لـ"العربي الجديد" أنّه كان يتأثّر بشخصيّات عالم "ديزني" منذ أن كان طفلاً، حتى قرّر تقليد بعضها، إلى أن تطورت رسوماته شيئاً فشيئاً، وأخذ يتلقّى الدعم والتشجيع من المحيطين به، حتى جمع أول دفتر يحتوي رسوماته الكرتونية في مرحلة دراسته الابتدائية.
ويضيف الهندي بأنّه عندما بلغ سن الخامسة عشر، أخذ يطور من نفسه في رسم ملامح بشرية، إذ كانت التجربة الأولى له في رسم ملامح قادة وشهداء فلسطينيين بارزين، واحدة من تلك الرسومات كانت للشهيد والقيادي في حركة "حماس" في غزة، عبد العزيز الرنتيسي، يُقبل جبين الشهيد ومؤسس الحركة، أحمد ياسين.

ويتابع بأنّه إلى أن بلغ سنَّ السادسة والعشرين، طوّر رسوماته البشرية من القيادات الوطنية المحلية لشخصيات ومشاهير عالميين، حتّى حازت رسوماته على إعجاب من حوله، مفصحاً عن أن الدعم الذي تلقاه من رسّامين متخصصين، كان عاملاً مهماً في تطوير وتنويع رسوماته.
حُب الرسم لدى الشاب العشريني، دفعه إلى الدخول في مجال رسم الكاريكاتير، إذْ يشير إلى أنه بدأ في المجال منذ العدوان الإسرائيلي على غزة صيف عام 2014، مستوحياً أفكاره من واقع الأحداث الصعبة التي مرّ بها القطاع، مناضلاً بدوره "في إيصال رسالة قرابة 2 مليوني غزّي عانوا جراء العدوان الإسرائيلي" عبر رسوماته، كما يشير. إذْ إنّ الفن رسالة ولغة يفهمها الجميع، وهي أفضل أداة لنقل المعاناة.
ويبيّن الهندي، أن رسم الكاريكاتير يعتمد على ما يجول بخاطره من أفكار جراء الواقع الصعب الذي يعيشه الغزّيون، إضافةً لما يمر به الشباب في القطاع المحاصر إسرائيلياً، مضيفاً أنه يكتفي بعرض رسوماته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نظراً لعدم وجود نافذة متخصصة ترعى الرسامين الفلسطينيين، والإهمال الذي يتعرّض الفنانون الفلسطينيون من السلطات الفلسطينية المحلية أيضاً.
وعلى الرغم من الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عشر سنوات، يخرج الفلسطينيون بمئات المواهب المتنوعة، ما بين فكرية وأدبية وفنية وهندسية ومواهب أخرى تكنولوجية، إلا أن الحصار الجائر يقف عائقاً أمام بعضها، في مشاركتها بمسابقات عالمية.
وعن الصعوبات التي يواجهها الرسّام، يقول الهندي: "دائماً ما يكون الحصار الإسرائيلي عائقاً أمام طاقات الشباب الغزّي في إيصال فنّهم للعالم، عبر ما يواجهونه من تضييق وخناق يطاول جميع مناحي حياتهم، ويمنعهم من تحقيق أحلامهم والسفر بأعمالهم الفنية للعالم الخارجي". ويتعمّد الاحتلال الإسرائيلي إلى القضاء على الحركة الثقافية والفنية داخل القطاع وتقييدها، كي يظهر للعالم بأنّ الفلسطينيين إرهابيون ومتخلفون ولا يستطيعون الإبداع.
ويتمنى الهندي توفير المزيد من الرعاية للرسّامين الفلسطينيين وخاصة الناشئين، وتوفير حاضنة رسمية متخصصة ترعى أعمالهم وتُطورها، في سبيل تطوير مواهبهم وخلق جيل مبدع من الفلسطينيين، يعمل على تمثيل فلسطين في مسابقات دولية.
ويطمح الرسّام الفلسطيني لأن يُوصله فنّه يوماً إلى العمل في شركات الرسوم المتحركة، كونه يرغب في هذا المجال، ويعرف بأن الطريق ليس سهلاً، لكن يعتقد بأن الاستمرار في الرسم وتطوير الذات، سيوصله إلى كبار تلك الشركات.

دلالات
المساهمون