مهرجان العذراء مريم في الأندلس

13 أكتوبر 2016
يصادف المهرجان يوم الحادي عشر من أكتوبر(دافيد راموس/ Getty)
+ الخط -
هنا في إسبانيا، البلد الأوروبي الأندلسي، وصاحب التجربة الديمقراطية الرائدة، يترك، الآن، للجميع حرية ممارسة طرق اعتناق الأديان، وطرق ممارسة شعائرها، وذلك لمحو المرحلة المتطرفة من التاريخ الكاثوليكي الذي دمّر جزءاً كبيراً من حضارة الأندلس، وأنهى حقيقة فترة راقية من التعايش بين الحضارات المسيحية واليهودية والإسلامية التي سادت في فترة ازدهار الأندلس.
عيد مريم السيدة العذراء، أم الكنيسة، والذي يصادف يوم الحادي عشر من شهر تشرين الأول/ أكتوبر، يتحوَّل كل عام إلى مهرجان كامل للفرح، ولاستحضار قداسة حكاية مريم العذراء الأم التي حملت كل وجع الأمومة، حين صلب وحيدها أمامها ظلماً. تعيد الحكاية بناء مكانة المرأة الأم في هذه المجتمعات، وتعيد تقديم حالة الأنثى الخصبة التي تحمل في أنوثتها سر الحياة.
تبدأ مراسم الاحتفال بتقدُّم موكب كبير، ينطلق من الكنيسة الكبيرة ذات الطراز العربي، والموكب هو عبارة عن صبايا جميلات، يرتدين الملابس التقليدية القديمة لمدينة مدريد، والتي تتميز بفستان مزركش، تربطه قطعة فوقه من الخصر وتكون من لون مغاير، وهي ما يسمى عندنا بـ"المملوك"، وبشال أحمرٍ مُطرّز باليد، ووردة حمراء على الشعر المربوط كراقصات الفلامنكو. ويمشي في الموكب بعد ذلك مجموعة كبيرة من النساء الكبيرات في السن، واللواتي يرتدين أيضاً اللباس التقليدي نفسه، ولكن بألوان مختلفة. يتقدّم الرجال الموكب، وهم يحملون تمثال السيدة العذراء الكبير جدا. يرتدي التمثال ثوباً أبيض، ويرفعه الرجال على أكتافهم، ويجوبون به كل شوارع المدينة، مع الفرق الموسيقية التي تعزف ألحان الفرح، وبعض ألحان التراتيل الشائعة. وحين يعود الموكب إلى الكنيسة الكبرى التي انطلق منها، يرفَع الرجال التمثال إلى الأعلى، ليتلوَ الكاهن صلاة العذراء، وليطلب بركتها واستغفارها، وبعدها يدخلون التمثال إلى الكنيسة من جديد.

المساهمون