حكومة الأسد ترفع سعر الخبز لتقليص عجز الموازنة

06 نوفمبر 2023
مرة جديدة تلجأ السلطات إلى رفع سعر خبز المواطنين لتخفيف عجز المالية العامة (الأناضول)
+ الخط -

رفعت حكومة بشار الأسد، ليل اليوم الاثنين، سعر ربطة الخبز غير المدعوم بأكثر من 100% بعد سلسلة من رفع أسعار السلع والمنتجات والخدمات، كان آخرها رفع سعر خدمات الاتصالات ورسوم الجامعات وأسعار السلع الاستهلاكية بالشركة السورية الحكومية.

وكشفت مصادر أن قرار الرفع لم يشمل ربطة الخبز المدعوم التي لا تزال تباع للمواطنين بسعر 200 ليرة سورية، بل شمل الرفع أسعار الخبز للمستبعدين من الدعم بحيث رُفع سعر الربطة "زنة 1100 غرام" من 1250 إلى 3000 ليرة. (الدولار= 14 ألف ليرة).

وكان خبراء سوريون من دمشق قد طرحوا أخيراً توزيع الخبز على "مستحقيه المدعومين" بالمجان مقابل كتلة الدعم المخصص بالموازنة العامة، لتفادي حلقات الفساد من خلال تهريب الطحين وسرقة الوقود.

كما طرح الخبير الاقتصادي جورج خزام أنه يمكن القضاء بشكل نهائي على السرقة والفساد في توزيع الطحين والمازوت على الأفران الخاصة لصناعة الخبز المدعوم، من خلال حساب قيمة الدعم المالي المخصص لكل عائلة بحسب عدد الأفراد من مخصصات الخبز واستبدال هذا الدعم المالي بكميات مجانية من الخبز على البطاقة الذكية.

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

واقترح خزام في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قبل أيام، تكليف المخابز الحكومية بصناعة الرغيف المجاني للتوزيع شريطة تحسين النوعية والجودة بشكل كبير وإلغاء دعم الطحين والمازوت عن الأفران الخاصة والبيع لهم بسعر السوق من دون أي دعم، وقيام الأفران الخاصة ببيع الخبز بالسعر غير مدعوم بحسب التكلفة الجديدة.

ويرى الاقتصادي السوري محمود حسين أن حكومة الأسد تغرق بقلة الموارد وستواجه قبل نهاية العام الجاري استحقاق تأمين مبلغ الموازنة العامة، أو بعضه، وهي بالحقيقية لا تمتلك موارد والخزينة العامة خاوية بعد تراجع السياحة وعجز الصادرات، ما دفعها برأيه للبحث عن موارد من خلال رفع رسوم الاتصالات والتعليم العالي، بعد أن رفعت الأسبوع الماضي سعر المازوت والفيول، وصولاً اليوم إلى الخبز.

ويضيف حسين لـ"العربي الجديد" أن إنتاج القمح لم يصل بعموم سورية إلى مليون طن في الموسم السابق، لم تستجر حكومة الأسد نصف الكمية، علماً أن مناطق النظام تستهلك من القمح للخبز والصناعات الغذائية نحو مليونَي طن، ما يدفعها لتأمين الفاقد من روسيا وغيرها، ولو عبر مقايضة القمح بالخضر والفواكه وزيت الزيتون، بواقع الافلاس الذي تعانيه الحكومة.

وكانت حكومة الأسد بدمشق قد أقرت مشروع قانون الموازنة العامة للدولة للعام 2024 ومن المقرر أن يناقش في مجلس الشعب لإصداره قبل نهاية الشهر المقبل.

وأشار البيان المالي الوزاري لمشروع المرسوم إلى أن اعتمادات مشروع موازنة عام 2024 بلغت مبلغ 35500 مليار ليرة مقابل مبلغ 16550 مليار ليرة في موازنة عام 2023، أي بزيادة مقدارها 18950 مليار ليرة وبنسبة زيادة قدرها 114.5%.

وحول عجز الدقيق بسورية، أشار البيان إلى ارتفاع سعر شراء القمح المسلم من الفلاحين إلى المؤسسة السورية للحبوب لموسم عام 2024 إلى 4.2 ملايين ليرة للطن الواحد للقمح القاسي والطري بدلاً من 2.8 مليون ليرة.

كذلك ارتفع سعر الصرف من 3000 ليرة إلى 11500 ليرة سورية، ما انعكس على ارتفاع أسعار وسطي في عقود القمح الطري الخبزي المستورد (361.36 دولارا أميركيا للطن أي 4155640 ليرة).

المساهمون