الأسد يصدر منحة للسوريين بقيمة 20 دولاراً لمرة واحدة وسط غلاء فاحش

10 يونيو 2024
الحياة تزداد صعوبة على السوريين، 6 مارس 2023 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- بشار الأسد يصدر مرسوماً بمناسبة عيد الأضحى يقضي بصرف منحة مالية لمرة واحدة قدرها 300 ألف ليرة سورية للعاملين في الدولة وأصحاب المعاشات التقاعدية، في محاولة لترميم الفجوة المعيشية.
- الاقتصاديون ينتقدون قيمة المنحة الزهيدة التي لا تتجاوز 20 دولاراً، معتبرين إياها "إساءة بحق السوريين" وغير كافية لتلبية احتياجات الأسر السورية الكبيرة قبيل العيد.
- تزايد الاعتماد على الحوالات الخارجية خلال الأعياد كملاذ للسوريين لمواجهة غلاء المعيشة، في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة إلى أكثر من 12.5 مليون ليرة سورية وأجور لا تغطي سوى 2.2% منها.

استبق رئيس النظام السوري بشار الأسد مناسبة عيد الأضحى المبارك لترميم الفجوة بمعيشة السوريين التي يفرضها الإنفاق الكبير مقابل أجر زهيد، بإصداره اليوم المرسوم التشريعي رقم (17) لعام 2024 القاضي بصرف منحة مالية لمرة واحدة بمبلغ مقطوع قدره 300 ألف ليرة سورية (أقل من 20 دولاراً) للعاملين في الدولة من المدنيين والعسكريين وأصحاب المعاشات التقاعدية.

ونص المرسوم على استفادة أصحاب المعاشات التقاعدية وعجز الإصابة الجزئي من المدنيين غير الملتحقين بعمل ولا يتقاضون معاشاً من أي جهة تأمينية أخرى بالمنحة، التي سيتم إعفاؤها من ضريبة دخل الرواتب والأجور وأية اقتطاعات أخرى.

وتعليقا على القرار، قال الاقتصادي السوري عبد الناصر الجاسم لـ"العربي الجديد"، إن هذا المبلغ "الزهيد" الذي لا يزيد عن 20 دولاراً، "إساءة بحق السوريين"، لأنه ثمن وجبة طعام واحدة ولا يمكن أن يغير من احتياجات الأسر السورية الكبيرة قبيل عيد الأضحى، سواء من لباس أطفال أو طعام وحلويات العيد.

وكان موقع "قاسيون" للدراسات بدمشق، قد أكد أخيراً ارتفاع وسطي تكاليف المعيشة لأسرة سورية مكوّنة من خمسة أفراد، إلى نحو 12.5 مليون ليرة سورية (أما الحد الأدنى فقد وصل إلى 7,812,417 ليرة)، وذلك مع انتهاء الربع الأول من عام 2024. ويشير "قاسيون" إلى أن الأجر الهزيل يزداد هزالة وتقزماً مع ارتفاع تكاليف المعيشة، حيث أصبح خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024 غير قادر سوى على تغطية 2.2% من وسطي تكاليف المعيشة فقط.

ويتساءل الاقتصادي الجاسم عن أثر المنحة بواقع زيادة من هم دون خط الفقر بسورية والبالغين 90%، وهذا بخلاف أن مطالب الأسر خلال المناسبات الاجتماعية والدينية "باتت مكروهة عند السوريين" لأنها تزيد إحساسهم بفقرهم وعجزهم عن تأمين أبسط المتطلبات.

وحول كيف تجسر هوة المعيشة بواقع أجور لا تزيد عن 300 ألف ليرة وإنفاق يزيد عن 12.5 مليون ليرة، أشار الاقتصادي السوري إلى أن الحوالات الخارجية الواردة تزداد خلال الأعياد، وهي ملاذ السوريين الوحيد لمواجهة غلاء المعيشة، ولكن ليس لدرجة شراء حلويات أو ألبسة جديدة أو لحوم الأضاحي، مقدراً الحوالات اليومية التي تدخل سورية من المغتربين المهاجرين، بأكثر من ستة ملايين دولار.

وسجل سعر صرف العملة السورية أمام الدولار اليوم الاثنين 15 ألف ليرة، فيما زاد سعر صرف اليورو عن 16 ألف ليرة ويسجل سعر غرام الذهب عيار 24 قيراطا نحو 1.115 مليون ليرة سورية.

المساهمون