"حرق الأسعار" يشعل صراع منتجي النفط

14 نوفمبر 2014
سابقة..أميركا تتفوق على روسيا والسعودية في إنتاج النفط (أرشيف/Getty)
+ الخط -
تراجعت أسعار النفط العالمية في تعاملات، أمس، لتستقر عند أدنى مستوياتها في أربعة أعوام، وسط تدافع كبار المنتجين على "حرق الأسعار"، أي خفضها عن مستويات الآخرين، حسب محللين في قطاع الطاقة، لاقتناص مساحة أكبر من الأسواق، وهو ما نفته السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم.
وواصلت أسعار خام برنت التراجع، مسجلة 80 دولاراً للبرميل، رغم أن بيانات من معهد البترول الأميركي قبل يومين، أظهرت أن مخزونات النفط الخام التجارية في الولايات المتحدة انخفضت 1.5 مليون برميل الأسبوع الماضي، لتصل إلى 373 مليوناً، في حين كانت توقعات المحللين تشير إلي زيادة قدرها 800 ألف برميل.
ورأى محللون في قطاع الطاقة أن السعودية تسعى إلى دفع سعر النفط، إلى أدنى مستوى إلى حد يجعل الاستثمارات في النفط والغاز الصخري من دون مردودية. لكن وزير النفط السعودي، علي النعيمي، نفى خلال كلمة في أكابولكو بالمكسيك يوم الأربعاء، شن بلاده "حرب أسعار" نفطية، قائلاً "بالنسبة إلينا هي مسألة عرض وطلب".
ويقول المحللون إن الرياض سرعت من تدهور أسعار الخام، الذي تراجع من مستوى 112
دولاراً للبرميل في يونيو/حزيران، إلى 80 دولاراً أمس، ما قلص سعر برميل النفط المباع في الولايات المتحدة.
وكان "بنك أوف أميركا" ذكر في تقرير له في يونيو/حزيران الماضي إن الولايات المتحدة تخطت بإنتاجها السعودية وروسيا لأول مرة، بعد تجاوزها مستوى 11 مليون برميل يومياً في الربع الأول من العام الجاري، بفضل تزايد استخلاص النفط الصخري.
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يواصل إنتاج أميركا من النفط التصاعد ليصل إلى أكثر من 13 مليون برميل يومياً في 2019.
والنفط الصخري عبارة عن مواد عضوية وغير عضوية بين الصخور الرسوبية، وتحتاج إلى تسخين بدرجة 500 درجة مئوية لتحويلها إلى نفط وغاز، ويتطلب استخراجه تكاليف أعلى من استخراج النفط التقليدي، لتتراوح تكلفة البرميل في الولايات المتحدة بين 60 و80 دولاراً، ما يجعل استغلاله ليس مجديا مع تراجع أسعار نظيره التقليدي.
وحسب وزير النفط السعودي، فإن بلاده تهدف إلى استقرار الأسواق العالمية وتريد العمل مع المنتجين الآخرين لضمان استقرار الأسعار لما فيه مصلحة المنتجين والمستهلكين وصناعة النفط بوجه عام، مضيفاً "لا نسعى إلى تسييس النفط ولا إلى التحالف ضد أي كان".
وحذر صندوق النقد الدولي، في مذكرة نشرها الأربعاء، من أن "أسعار النفط المتدنية ستطرح مخاطر جديدة على الدول المنتجة، رغم أن ذلك قد "يحفز" الاقتصاد العالمي ويدعم انتعاشاً لا يزال خاضعا للمخاطر الجيوسياسية.
المساهمون