رصد فريق "منسقو استجابة سوريا"، في استبيان صدر عنه اليوم الاثنين، مستويات البطالة في مناطق شمال غرب سورية، ذات الكثافة السكانية العالية والتي تعاني من ظروف اقتصادية صعبة، بسبب فرص العمل القليلة وخسارة مساحات واسعة من الأراضي الزراعية التي يعتمد عليها السكان كمصدر دخل رئيسي بعد سيطرة قوات النظام عليها، لا سيما مناطق الريف الجنوبي والجنوبي الشرقي من محافظة إدلب.
ولفت الفريق، وهو منظمة غير ربحية متخصصة بالإحصاء والتقييم، إلى أنّ نسبة العاطلين عن العمل ضمن المشاركين في استبيان الفريق "غير مفاجئة، في منطقة تعد من أفقر المناطق وتواجه أزمات وتهديدات مستمرة".
وأوضح الفريق أنّ 11% ممن شملهم الاستبيان يعملون، بينما 89% هم عاطلون عن العمل.
وقال الفريق، في استبيانه، إّن فرص العمل لا تأتي مبكرة، فالأصغر سنّاً دون الخامسة والعشرين عاماً، نسبة البطالة عندهم 85%، مقارنة مع من تفوق أعمارهم 35 سنة بنسبة 50%.
أما من حيث النوع، فإنّ نسبة العاملين من الرجال 35%، في حين أن نسبة العاملات من النساء 17%، لافتا إلى أنه لا يمكن الجزم بطبيعة الحال أن هذه النسبة تعكس الوضع العام في المنطقة.
تم النشر بواسطة منسقو استجابة سوريا في الأحد، ٧ فبراير ٢٠٢١
وأيّد 66% من المشاركين في الاستبيان فرضية أن"مخرجات التعليم لا تتناسب مع سوق العمل"، في حين أيّد 89% من المشاركين فرضية أن "الازدواج الوظيفي سبب مهم من أسباب البطالة، بالنسبة للفرضية الثالثة، وهي "الحصول على شهادة جامعية يمنح المزيد من الفرص للعثور على وظيفة"، وافق عليها 73%. بينما رفض ما نسبته 28% من المشاركين في الاستبيان فرضية "إجراءات الجهات المسيطرة على الأرض غير الجادة في الحد من البطالة".
وشارك في الإستبيان 3874 شخصاً، نسبة الرجال 83%، ونسبة النازحين في المخميات 54%، أما المقيمين في إدلب فهم 11% ،وفي مدينة حارم 8%، إضافة لمناطق أخرى متفرقة، والمشاركون من الفئة العمرية بين 25 و29 عاماً بلغت نسبتهم 27%.
من جانبه، قال المختص في شؤون الاقتصاد أسامة عبد الهادي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الزراعة كانت مصدر دخل أساسي لأهالي مناطق شمال شرق سورية، وخسارة مناطق الريف الشمالي من ريف حماة، إضافة لمناطق الريف الجنوبي والريف الشرقي من إدلب، وحركة النزوح ،كلها أسباب فاقمت من سوء الأحوال الإقتصادية وقللت مصادر الدخل وقلصت فرص العمل، وبالتالي ارتفاع معدل البطالة هو أمر طبيعي، فضلاً عن غياب أية مشاريع صناعية أو غيرها تحتاح لقوى عاملة يمكن أن تغير واقع البطالة".
ووفق موقع "World BY Map"، لازالت سورية تتصدر قائمة الدول الأفقر في العالم، حيث بلغت نسبة من يعيشون تحت خط الفقر فيها 82.5%.